معركة بين «فورتنايت» وشركتي «أبل» و«غوغل»

صبية يشاهدون نهائيات لعبة الفيديو في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)
صبية يشاهدون نهائيات لعبة الفيديو في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

معركة بين «فورتنايت» وشركتي «أبل» و«غوغل»

صبية يشاهدون نهائيات لعبة الفيديو في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)
صبية يشاهدون نهائيات لعبة الفيديو في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)

بعدما حاولت شركة «إبيك غيمز» المنتجة لهذه اللعبة الفائقة الشعبية الالتفاف على أنظمة دفع العمولات المتوجبة لعملاقتَي التكنولوجيا، عمدت شركتا «أبل» و«غوغل» أمس، إلى سحب لعبة «فورتنايت» من متجريهما للتطبيقات.
ويُفترض بالشركة المنتجة للعبة أن تدفع لمنصتَي تنزيل التطبيقات «آب ستور» و«غوغل بلاي ستور» عمولة نسبتها 30% من المبالغ التي يسددها مستخدمو «فورتنايت». لكنّ «إبيك غيمز» لجأت إلى نظام دفع بديل يتيح للاعبين توفير المال من خلال الالتفاف على النظامين المدمجين والإلزاميين.
وأوضحت شركة «أبل» لوكالة الصحافة الفرنسية أن «إبيك غيمز» اتخذت «قراراً مؤسفاً بمخالفة قواعد متجر التطبيقات (آب ستور) التي تنطبق على كلّ المطوّرين، وهي مصممة لكي يكون المتجر آمناً للمستخدمين». وأضافت أن «(فورتنايت) سُحبت بالنتيجة من المتجر».
ويمكن لمحبّي هذه اللعبة الاستمرار في لعبها على أجهزة «أبل»، ولكنهم لن يتلقوا التحديثات بعد اليوم نظراً إلى أنها تمرّ عبر «آب ستور». وبإزاء هذا التدبير، قررت «إبيك غيمز» مقاضاة «أبل»، متهمة إياها بإساءة استخدام المركز التجاري المهيمن وبممارسات «مانعة للمنافسة». وعدّت «إبيك غيمز» في الدعوى التي قدمتها أمس، إلى محكمة فيدرالية أن «(أبل) أكبر وأقوى وأكثر تجذراً وإيذاء مما كانت الاحتكارات في الماضي».
وقد لعب نحو 350 مليون شخص لعبة «فورتنايت» منذ طرحها في الأسواق في عام 2017، واكتسبت هذه اللعبة القائمة على إطلاق النار والبقاء على قيد الحياة شعبية كبيرة، وباتت نجمة مسابقات الألعاب الافتراضية. وطلبت «إبيك غيمز» من المحكمة إلزام «أبل» بتغيير قواعدها لكل مطوّري التطبيقات، معتبرةً في نص الدعوى أنها «تفرض قيوداً غير منطقية وغير قانونية لاحتكار السوقين». ووصفت عمولة الـ30% بأنها «ضريبة استبدادية».
واتهمت الدعوى «أبل» بأنها «أصبحت هي نفسها ما كانت تشجبه في الماضي، أي الوحش الذي يريد السيطرة على الأسواق ومنع المنافسة وخنق الابتكار».
وتتعرض الشركة المنتجة لهواتف «آيفون» لانتقادات الكثير من الجهات الناظمة ومنتجي التطبيقات، لجهة هيمنتها على متجر التطبيقات «آب ستور»، وهو الممر الإلزامي لتنزيل التطبيقات على هواتفها الذكية وأجهزتها اللوحية الشهيرة. ودافعت «أبل» في الماضي عن نفسها تجاه انتقادات مماثلة، فشرحت أن العمولات تهدف إلى حماية التطبيقات ومستخدميها من القراصنة الإلكترونيين والمحتالين. ويمكن أن تنخفض نسبة العمولة إلى 15% اعتباراً من السنة الثانية للاشتراك.
ويختلف الوضع على نظام «أندرويد» للتشغيل من «غوغل»، إذ يتيح للمطوّرين عرض تطبيقاتهم من خلال منصات مختلفة. وأوضحت «غوغل» لوكالة الصحافة الفرنسية: «لدينا أنظمة متماسكة لمطوري الألعاب الذين يختارون المرور عبر (بلاي ستور)، وهذه الأنظمة عادلة للمطورين وتضمن أمان المتجر للمستخدمين».
وأكدت «غوغل» أن «فورتنايت» ستبقى متوافرة عبر «أندرويد»، لكنها أوضحت أنها لم تعد تستطيع توفيرها على «غوغل بلاي» لأن ذلك يخالف قواعدها. وأبدت المجموعة استعدادها لمناقشة الأمر مع «إبيك غيمز» لكي تعود اللعبة.
ورأى دان آيفز من «ودبوش» أن «إبيك غيمز» تحاول من خلال لجوئها إلى القضاء «جسّ النبض» في وقت تراقب السلطات في واشنطن وبروكسل «أبل» عن كثب في شأن «آب ستور». ورأى هذا المحلل أن الشركة العملاقة ومقرها في «سيليكون فالي» ستربح المعركة كما يحصل دائماً، ولو أن عليها الانتباه إلى إمكان حصول نوع من «تأثير الدومينو» على المطوّرين الآخرين الذين قد يراقبون مِن قرب مصير هذه «المعركة الملكية» (حسب الوصف المعتمد في «فورتنايت») مع «إيبك غيمز».
كانت لجنة برلمانية قد سألت رؤساء «أبل» و«أمازون» و«غوغل» و«فيسبوك» في نهاية يوليو (تموز) الماضي عن ممارساتهم حيال منافسيهم والتي يعدها الكثير من النواب مانعة للمنافسة. وتُتهم «أبل» بأنها في الوقت نفسه الخصم والحكم على «آب ستور»، كونها تدير المنصة وتعرض فيها أيضاً منتجاتها الخاصة.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.