{الملائكة الصاعدة} تحصد 30 ألف دولار لمتضرري انفجار بيروت

الرسامة فاطمة ضيا: لوحتي بمثابة تعزية لأهالي الضحايا

لوحة «الملائكة الصاعدة» بريشة الرسامة اللبنانية فاطمة ضيا
لوحة «الملائكة الصاعدة» بريشة الرسامة اللبنانية فاطمة ضيا
TT

{الملائكة الصاعدة} تحصد 30 ألف دولار لمتضرري انفجار بيروت

لوحة «الملائكة الصاعدة» بريشة الرسامة اللبنانية فاطمة ضيا
لوحة «الملائكة الصاعدة» بريشة الرسامة اللبنانية فاطمة ضيا

كالنار في الهشيم انتشرت لوحة الرسامة اللبنانية «الملائكة الصاعدة» التي صورت فيها انفجار بيروت على طريقتها. فما أن عرضتها فاطمة ضيا على صفحتيها «إنستغرام» و«فيسبوك» حتى راحت تلاقي استحسان الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. فكما في كندا ولندن وأميركا، كذلك لاقت لوحة «رايزينغ انجلز» (الملائكة الصاعدة) انتشارا واسعا في دول عربية كالأردن والخليج العربي ومصر وغيرها.
وتقديم الرسامة فاطمة ضيا للوحتها هذه، جاء مغايرا بأسلوبه عما يتبعه عادة الفنانون التشكيليون. فصورت مقطع فيديو قصيرا ينقل مراحل رسمها لهذه اللوحة. وأرفقته بمؤثرات صوتية وأغنية «لبيروت» الفيروزية بصوت الفنانة عبير نعمة. ولينتهي الفيديو بلوحة «الملائكة الصاعدة» التي تدخل اليوم مزادا علنيا «أونلاين» يعود ريعه لمتضرري انفجار بيروت.
«عندما بدأت في رسم هذه اللوحة كنت أرغب في إخراج أحاسيسي ومشاعري الحزينة حول انفجار بيروت. فعادة ما يركن الفنان إلى ريشته ليترجم مشاعر الفرح أو الحزن التي تجتاحه حيال حدث أو موقف معين». تقول فاطمة ضيا في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتتابع: «وضعت كاميرا تصوير لتسجيل مراحل تصوير اللوحة دقيقة بدقيقة وعلى مدى 7 ساعات متتالية. ويمكنني القول إن ريشتي ممزوجة مع مشاعري ولدت هذه اللوحة تلقائيا إذ لم أخطط مسبقا لما سأرسمه عن هذه الحادثة الفاجعة التي لامست كل لبناني عن قرب».
المراحل المصورة للوحة تأخذنا بريشة الأكليريك بداية إلى بيروت الملونة ببيوتها وأسطح عماراتها المطلة على البحر. وليبرز بعدها رسم دخان أبيض يتصاعد من مرفأ بيروت أرفقته الرسامة بدوي انفجار يحوله إلى رمادي فأحمر. ولنشاهد بعدها بالتدرج التحولات التي أصابت مشهدية بيروت المدمرة ضمن قطر دائري واسع. ولتخرج منها لوحة «الملائكة الصاعدة» المعروضة اليوم في مزاد علني افتراضي.
وتعلق فاطمة ضيا في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هي المراحل التي اتبعتها خلال رسمي للوحة على نسيج القماش. فكنت أتخيل في ذهني ما شاهدته عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي عن الانفجار. فجاءت حقيقية تنقل واقعا مرا ينتهي ببصيص أمل رغبت أن أقدمه كتحية وتعزية لضحايا الانفجار».
وبالفعل لوحة «الملائكة الصاعدة» تمثل انفجار بيروت تحيط به دائرة واسعة بيضاء تتناثر منها الملائكة التي قصدت بهم الرسامة ضحايا الانفجار. «إن كل ما تسبب به الانفجار من دمار بيوت وزجاج ومؤسسات يمكن أن يعوض برأيي ولكن الأرواح التي فقدناها لا يمكننا نسيانها أو تعويضها بأي شيء آخر. ولذلك حولت الضحايا في الرسمة من صغار وكبار ومسنين إلى ملائكة أنقياء. وهو ما قد يبرد قلوب أهاليهم فيعزيهم في محنتهم هذه». تقول فاطمة ضيا شارحة محتوى لوحتها لـ«الشرق الأوسط».
العالم بأكمله تفاعل مع هذه الرسمة بعد انتشارها على أجهزة الهواتف المحمولة لشخصيات معروفة لبنانية وعالمية. فكما المغني مساري كذلك تداول الرسمة إعلاميون وممثلون ونجوم غناء كورد الخال ونانسي السبع والبطل الرياضي فادي الخطيب وغيرهم. «تفاجأت بالانتشار الذي حصدته اللوحة فلم أكن أتوقعه بتاتا. وكنت أنوي أن أطبع نسخاً منها وأبيعها ليعود ريعها للمتضررين من الانفجار. لم يكن يخطر ببالي أن أبيعها أو أن أعرضها في مزاد علني، بل الاحتفاظ بها لأنها تمثل قطعة من روحي. ولكن وباتصال مع شقيقتي روكسانا في فرنسا اقترحت علي بيعها في مزاد علني. وبالفعل بحثت على مواقع التواصل الاجتماعي عن مزادات علنية تقام «أونلاين». واخترت لينك «airauctioneer.com» لبيع اللوحة بهذه الطريقة وأرفقتها باسم اللوحة (risingangels). وتضيف فاطمة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «المزاد بدأ منذ نحو يومين ووصل مبلغ بيع اللوحة إلى نحو 30 ألف دولار. وأتمنى أن يشهد في الأيام القليلة المقبلة التي يستغرقها المزاد لغاية نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي أرقاماً تصاعدية تسهم في مساعدة أكبر عدد من اللبنانيين المتضررين من جراء الانفجار».
شهرة عالمية حققتها فاطمة ضيا من جراء رسمها هذه اللوحة سيما وأن وسائل إعلام أجنبية اهتمت بها ونقلتها على شاشاتها ومواقعها الإلكترونية. وتعلق فاطمة: «لم أكن أرغب في أن تنطلق شهرتي من حطام بيروت. ولكني أردت إهداء مدينتي هذا العمل الفني الذي يترجم مشاعري العميقة نحوها. فربما الانتشار الذي حققته اللوحة يسهم من ناحية أخرى بتقدير أعمال الفنانين اللبنانيين من قبل دولة لا تعيرها الاهتمام والدعم الكافيين».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.