رسائل تشكيلية مُوقعة بـ«الأمل»... من القاهرة إلى مومباي

100 فنان من 22 دولة يعرضون أعمالهم افتراضياً

لوحة للفنانة دينا محمود (الشرق الأوسط)

لتوفير فضاء تواصل بين فناني العالم، يلتقون فيه دون العوائق التي وضعها فيروس «كورونا»، يأتي تنظيم المعرض الفني (hope) أو «الأمل»، الذي يتيح لـ100 فنان تشكيلي من 22 دولة عرض أعمالهم افتراضياً، بتنظيم من مؤسسة (SMD ART) الهندية، تحت رعاية متحف مومباي في الهند. وتستحوذ المشاركة المصرية على نصيب الأسد بالمعرض، حيث يشارك 40 فناناً وفنانة من مصر بأعمال في مجالات التصوير والرسم والغرافيك والنحت وغيرها، التي تتخطى حواجز الحدود، والثقافات المختلفة، وتسمح للجمهور حول العالم بالتعرف على إبداعاتهم.
«الأمل يساعدنا على تجاهل معاناة الحاضر... وأن ننظر نظرة إيجابية للمستقبل»، بهذه الكلمات يلخص الفنان منتو دكا، منظم المعرض، الفكرة من إطلاق هذا التجمع الفني واختيار مسمى (الأمل) له. بينما تشير مُنسقة المشاركات المصرية، الفنانة شيرين بدر، إلى أن الأعمال المصرية جاءت بمثابة رسالة إبداعية من قلب القاهرة إلى مومباي بهدف التبادل الثقافي والتشكيلي وتبادل الخبرات بين جميع المشاركين، لافتة إلى أن أجيالاً مختلفة من الفنانين المصريين حرصت على عرض أعمالها بالمعرض. وأضافت، لـ«الشرق الأوسط»، أن إبداعات الفنانين المصريين قوبلت بترحاب شديد من جانب القائمين على المعرض بالهند، مثمنين مساهمة هذه الأعمال في خدمة فكرة المعرض وإثراء قيمته الفنية، وإظهار رؤى وحركة الفن التشكيلي في مصر.
من بين هذه الرؤى، تأتي مشاركة الفنانة دينا محمود، بعملها الذي يحمل عنوان «هلا أتيتَ إلى الحديقة؟!»، المنفّذ بألوان الأكريلك وخامات أخرى، وعنه تقول: «خلال فترة حظر التجول والعزلة داخل المنازل اشتقنا جميعاً إلى الخروج للطبيعة، والتمتع بجمالياتها، ورغم كل الظروف التي نمر بها في الوقت الحالي فإنه لا يزال لدينا أمل للخروج والعودة لحياتنا الطبيعية».
وتشير محمود إلى أن معرض «الأمل» هو المعرض الرابع الذي تشارك فيه منذ بدء أزمة كورونا، مثمّنة اجتماع الفنانين حول العالم افتراضياً والاندماج معاً فنياً.
إلى الطبيعة أيضاً تأخذنا الفنانة هبة ذهني، فالأمل لديها في انتصار الخير والجمال، وفي أن يرجع الإنسان للفطرة السليمة التي يتمتع فيها بالطبيعة من حوله ويرعاها، هذه الرؤية تنعكس من خلال عملين منفذين بالألوان المائية، يأخذان المتلقي إلى عالم خيالي أكثر هدوءً وسلاماً، حيث الطبيعة الهادئة التي تحتضن الإنسان ليتمتع بها ويتوحد معها.
باستلهام من روح البيئة المصرية، ومن وحي الـColored Canyon أو «الوادي الملون»، القابع بين جبال سيناء بالقرب من مدينة نويبع، والمتميز بألوانه المتدرجة بين الأصفر إلى البرتقالي والأحمر والبني؛ حولت الفنانة نادين صالح، مشاهداتها خلال رحلتها إلى تلك المنطقة إلى لوحة تنبض بالألوان.
فإذا كانت تلك الصخور الملونة تكونت بفعل الأكسدة وعوامل التعرية، فإن لوحة الفنانة المصرية تكونت من مزيج لوني مماثل، تعطي شعوراً بالبهجة والتفاؤل والأمل لما هو قادم في حياتنا.
وتصف الفنانة الشابة مشاركتها بالمعرض بـ«الخطوة المهمة» في مسيرتها الفنية، في ظل مشاركة فنانين من مختلف الثقافات، ومتلقين من الجنسيات كافة.
من البيئة إلى الفلكلور يأتي عمل الفنانة نانسي ناجي، التي تشارك بلوحة مستمدة من التراث المصري، لتعريف العالم والشعوب الأخرى بعراقة وأصالة هذا التراث، وتقول: «أهتم بأشكال الفنون التراثية التي تزخر بها مصر، وأحاول دائماً إحياء التراث المصري في محاولة لعدم اندثاره، واخترت في لوحتي التركيز على الزي الشعبي للمصريات، وما فيه من زخارف شعبية، وما تتحلى به النساء من حلي وزينة، واختياري لهذا الملمح تحديداً جاء لكوني أؤمن بأن المرأة المصرية هي بطلة التراث الشعبي».
«آدم بدون حواء» هو اسم عمل للفنان أحمد بركات، المنفذ بطريقة الـ«Mix media» بخامات أكريلك على توال، حيث يلخص صاحبه معنى «قصة سيدنا آدم والتفاحة»، محاولاً التأكيد على أن من أغوى «أبو البشر» هو الشيطان، وليس كل ما يتصور أنها حواء، وبرمزية يعبر بركات بشريان من الشجرة للتفاحة، في إشارة إلى أن لنا أخطاء كثيرة تتكرر.