«رائحة لا تقاوم» مسؤولة عن تشكل أسراب الجراد

مادة تجذب أنواعاً من الجراد (أ.ف.ب)
مادة تجذب أنواعاً من الجراد (أ.ف.ب)
TT

«رائحة لا تقاوم» مسؤولة عن تشكل أسراب الجراد

مادة تجذب أنواعاً من الجراد (أ.ف.ب)
مادة تجذب أنواعاً من الجراد (أ.ف.ب)

فيروس كورونا ليس هو الوباء الوحيد الذي يتصدر عناوين الصحف هذا العام، فهناك أيضاً الجراد الذي يدمر المحاصيل في أجزاء كثيرة من العالم، واكتشف العلماء أخيراً سبب تشكيل هذه الآفة أسراباً مدمرة.
والجراد بمفرده غير ضار، لكن تحوله من الحالة الفردية إلى أسراب يشكل خطراً على الحقول، والسر في ذلك يكمن في فرمون أو ما يسمى بـ«رائحة»، كما كشف باحثو الأكاديمية الصينية للعلوم في دراسة نشرتها أول من أمس دورية «نيتشر».
ومثل عطر لا يقاوم، وجد الفريق البحثي أن الجراد عندما يكون بمفردة ينبعث منه المركب الكيميائي «فينيلانيسول – 4» أو «4VA»، وهذه المادة الكيميائية تجذب أنواعاً أخرى من الجراد، الذين ينضمون إلى المجموعة ويبدأون أيضاً في إطلاق الرائحة؛ مما يخلق حلقة ردود فعل تؤدي إلى أسراب هائلة.
وخلال الدراسة قام الفريق البحثي بوضع 4 جرادات معاً في قفص، فبدأوا في إطلاق المركب «فينيلانيسول - 4»، ثم قام الفريق بفحص كيفية التقاط الجراد للرائحة، وعزل جزء من هوائيات الجراد المسؤولة عن الكشف عن الرائحة الحاشدة.
ووجد الباحثون بعد ذلك الجين الضروري لعملية الكشف عن الرائحة وهو (Or35)، وأنتجوا جراداً معدّلاً وراثياً يفتقر إلى هذا الجين، فأدى ذلك إلى فقدان الجراد القدرة على اكتشاف رائحة المركب «فينيلانيسول - 4»، مقارنة بالجراد الآخر.
وتأتي الدراسة في الوقت الذي يلتهم فيه أعداد قياسية من الجراد المحاصيل في شرق أفريقيا، ويهدد الإمدادات الغذائية في باكستان، وتفتح نتائجها الباب أمام الكثير من الاحتمالات لمعالجة الآفات الشرهة، بما في ذلك إنتاج المركب «فينيلانيسول – 4» للتنبؤ بالمكان الذي قد تتشكل فيه الأسراب، كما يمكن أيضاً نصب فخاخ للجراد باستخدام هذا المركب.
ونصب الفريق البحثي بالفعل الفخاخ للجراد باستخدام الرائحة، واكتشفوا أنه يمكن استدراجها عن طريق استخدامه بشكل فعّال.
ويقول لو كانج، الأستاذ في الأكاديمية الصينية للعلوم والباحث الرئيس بالدراسة في تقرير نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالتزامن مع نشر الدراسة «المصائد كانت فعالة بشكل كبير، ويمكن أن تكون أول تطبيق سهل نسبياً للبحث».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.