سلوكيات «كورونا»... لماذا لا يلتزم بعض الناس بالقواعد؟

أحد المقاهي في كرايستشيرش نيوزيلندا (أ.ب)
أحد المقاهي في كرايستشيرش نيوزيلندا (أ.ب)
TT

سلوكيات «كورونا»... لماذا لا يلتزم بعض الناس بالقواعد؟

أحد المقاهي في كرايستشيرش نيوزيلندا (أ.ب)
أحد المقاهي في كرايستشيرش نيوزيلندا (أ.ب)

تعيد عمليات العزل العام وإجراءات التباعد الاجتماعي، التي تم تطبيقها في جميع أنحاء العالم لكبح جماح جائحة فيروس كورونا، تشكيل الحياة وتقنين الأنشطة التي كانت ذات يوم من العادات اليومية فضلاً عن استحداث أعراف اجتماعية جديدة.
لكن هناك دائماً بعض الأشخاص الذين لا يلتزمون بالقواعد. وكسر القواعد ليس بالظاهرة الجديدة، غير أن علماء السلوك يقولون إن ذلك يتفاقم في ظل جائحة كورونا بسبب العوامل الثقافية والسكانية والنفسية التي يمكن أن تجعل المخالفين يبدون أكثر أنانية وخطورة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة بخصوص علم السلوك البشري أثناء جائحة «كوفيد - 19»:
*ما الذي يجعل بعض الأشخاص يخالفون القواعد بينما يلتزم بها آخرون؟
العامل الرئيسي في ذلك هو النزعة الفردية مقابل الجماعية. قال جاي فان بافيل، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة نيويورك: «بعض البلدان... تميل إلى تعزيز النزعة الفردية، والتي تتعلق بالتعبير عن إحساسك بالهوية ومن أنت كفرد».
يميل الناس في الثقافات الفردية إلى رفض القواعد وتجاهل محاولات سلطات الصحة العامة «للحث» على تغيير السلوك من خلال رسائل التنبيه بالمخاطر أو النداءات للإيثار ووضع الآخرين في الاعتبار.
قال مايكل ساندرز، الخبير بمعهد السياسة في كينجز كوليدج لندن: «إذا قلت، على سبيل المثال، إن وضع الكمامة سيساعد في حماية الآخرين، لا يأبه الناس في الثقافات الفردية كثيراً بذلك». أما في الثقافات الجماعية، فمن المرجح أن يفعل الناس ما هو الأفضل للجماعة.
*هل الثقة والخوف مهمان؟
نعم. فهاتان الغريزتان وغيرهما من الغرائز لها تأثير كبير على السلوك البشري. فمن غير المرجح في المجتمعات التي تشهد انقساماً سياسياً أكبر أن يثق الناس، على سبيل المثال، بالنصائح من جانب أو آخر ويميلون أيضاً إلى تشكيل معسكرات «مع» و«ضد».
والتفاؤل والخوف مهمان أيضاً. والقليل من كليهما يمكن أن يكون إيجابياً، لكن الإفراط في أيهما قد يعود بالضرر.
قال فان بافيل: «في وضع مثل الجائحة، يمكن أن يقودك (التفاؤل) إلى مجازفة تنطوي على مخاطر جمة».
*لماذا التباعد الاجتماعي صعب؟
قال فان بافيل: «نحن حيوانات اجتماعية حقاً... فأجسادنا وعقولنا مصممة للتواصل والجائحة من أوجه كثيرة تتعارض مع غرائزنا للتواصل». وهذا من أسباب ظهور حالات تفشي المرض المحلية في الحانات والنوادي الليلية أو الاحتفالات الدينية وحفلات الزفاف والحفلات.
وأضاف: «يواجه الناس صعوبة في مقاومة هذا الميل للتواصل الاجتماعي والجماعي».
* إذا كان من يكسرون القواعد يمثلون أقلية، فلماذا يكون ذلك مهماً؟
قال ساندرز: «المشكلة هي أنه في مشكلة جماعية ضخمة مثل التي نواجهها الآن، إذا خالف الجميع القواعد قليلاً، فلا يختلف الأمر عن عدم اتباع الكثيرين لها على الإطلاق».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.