كامالا هاريس... أول أميركية سوداء مرشحة لمنصب نائب الرئيس

كامالا هاريس (أ.ف.ب)
كامالا هاريس (أ.ف.ب)
TT

كامالا هاريس... أول أميركية سوداء مرشحة لمنصب نائب الرئيس

كامالا هاريس (أ.ف.ب)
كامالا هاريس (أ.ف.ب)

لطالما كانت كامالا هاريس التي اختارها المرشح الديموقراطي للبيت الأبيض جو بايدن نائبة له في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، رائدة في مسيرة حياتها.
وتروي هاريس البالغة 55 عاماً: «كانت والدتي تقول لي على الدوام: قد تكونين الأولى في القيام بالكثير من الأمور، لكن احرصي على ألا تكوني الأخيرة».
وهاريس أول مدعية عامة سوداء لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة في هذا المنصب وأول امرأة من أصول جنوب آسيوية تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي.
وهي الآن تسعى لكي تصبح أول امرأة نائبة للرئيس الأميركي.
وبينما من غير المتوقع أن يتبوأ بايدن، البالغ 77 عاماً الرئاسة، لأكثر من ولاية واحدة في حال انتخابه، فإن هاريس ستكون على الأرجح الأوفر حظاً في الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي بعد أربع سنوات من الآن.
وهذا يمكن أن يمنحها فرصة أكبر في دخول التاريخ، كأول رئيسة سوداء للولايات المتحدة.
وقالت سوزان رايس إن «السناتورة هاريس قائدة عنيدة ورائدة ستكون شريكة رائعة في حملة الانتخابات». وكانت رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس السابق باراك أوباما، وكانت من الشخصيات المطروحة لدى بايدن لاختيارها على بطاقته.
ومنذ انسحابها من سباق نيل الترشيح الديموقراطي وتأييدها لبايدن، صعّدت هاريس انتقاداتها للرئيس دونالد ترمب في العديد من القضايا، من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة «كوفيد - 19» إلى العنصرية وصولاً إلى الهجرة. وكتبت في تغريدة مؤخراً: «إن خطاب ترمب العنصري المتكرر يحاول توجيه اللوم في إخفاقاته المتعلقة بفيروس (كورونا المستجد) لأي شخص ما عداه». وأضافت: «هذه مسألة خطيرة وخاطئة ولها تداعيات في الحياة الفعلية على الأميركيين الآسيويين والمهاجرين الآسيويين».
وكان والدا هاريس من المهاجرين إلى الولايات المتحدة، فوالدها من جامايكا ووالدتها من الهند. وتجسد حياة في بعض النواحي الحلم الأميركي.
وُلدت هاريس في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا.
كان والدها دونالد هاريس أستاذاً في الاقتصاد، ووالدتها شيامالا غوبالان كانت باحثة في سرطان الثدي.
وانفصل والداها عندما كانت هاريس في الخامسة تقريباً. فربّتها والدتها التي توفيت في 2009 مع شقيقتها مايا.
نالت هاريس درجة البكالوريوس من جامعة «هوارد» إحدى جامعات السود التاريخية في واشنطن. وهي عضو في نادي «ألفا كابا ألفا» للخريجات، أقدم نوادي الخريجات الأميركيات من أصل أفريقي.
درست القانون في كلية «هايستينغز» بجامعة كاليفورنيا، وأصبحت مدعية وشغلت منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو لولايتين.
انتُخبت مدعية عامة لكاليفورنيا في 2010 وأُعيد انتخابها في 2014، وفي نفس هذا العام تزوجت دوغلاس إيمهوف وهو محامٍ لديه ولدان من زواج سابق.
وعندما كانت مدعية عامة أقامت هاريس علاقة عمل مع ابن بايدن الراحل بو، الذي كان يتولى المنصب نفسه في ولاية ديلاوير. وتوفي بو بايدن بالسرطان عام 2015.
لكن فشلها في القيام بإصلاحات قضائية جنائية جريئة عندما كانت مدعية عامة، أثّر على حملتها الرئاسية وحرمها تأييد العديد من الناخبين السود في الانتخابات التمهيدية.
فازت هاريس بمقعد في مجلس الشيوخ في نوفمبر لتصبح ثاني سناتورة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة.
في مجلس الشيوخ استخدمت مهارتها وأسلوبها الصارم في الاستجواب الذي اكتسبته من عملها كمدعية عامة، وخصوصاً خلال جلسة تثبيت تعيين القاضي بريت كافانو في المحكمة العليا.
أطلقت هاريس حملتها للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة، في يوم عيد ميلاد مارتن لوثر كينغ جونيور في يناير (كانون الثاني) 2019، خلال تجمع حضره 20 ألف شخص في أوكلاند.
واشتبكت مع بايدن في مناظرة الديموقراطيين الأولى، منددة بمعارضة السناتور السابق في السبعينات لبرامج نقل التلاميذ والاختلاط في الحافلات للحد من الفصل العنصري في المدارس. وقالت: «كانت هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا ضمن الصف الثاني الذي شمله الاختلاط في مدرستها، وكان تُنقل بالحافلة إلى المدرسة كل يوم» مضيفة: «تلك الفتاة الصغيرة هي أنا».
وأتاح لها ذلك إحراز تقدم في الاستطلاعات لكن لفترة قصيرة. وانسحبت من السباق في ديسمبر (كانون الأول) 2019، وأعلنت تأييد بايدن.
ورغم حدة المناظرة، أوضح بايدن أنه لا يكنّ أي ضغينة لهاريس، ووصفها بأنها «ذكاء من الصف الأول، ومرشحة من الصف الأول ومنافسة حقيقية».
صوّتت هاريس لصالح عزل ترمب في محاكمته في مجلس الشيوخ. وسعياً لإلحاق الهزيمة به أكدت الحاجة لإعادة تشكيل «تحالف أوباما» الذي يضم أميركيين من أصول أفريقية وإسبانية ونساء ومستقلين وجيل الألفية.
وهاريس ناشطة لا تعرف الكلل، وتتمتع بالقدرة على التواصل مع الناس وبقوة جذب للكثير منهم.
وإضافة إلى خبرتها في الفروع القضائية والتنفيذية والتشريعية للحكومة، يُتوقع أن تعطي هاريس زخماً كبيراً للسباق إلى البيت الأبيض الذي طغت عليه جائحة «كوفيد - 10» والأزمة الاقتصادية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.