متحف «بيت بيروت» مغلق حتى إشعار آخر

أضراره جسيمة بسبب انفجار المرفأ لكنه غير مهدد بالسقوط

المبنى الأصفر المعروف بمتحف «بيت بيروت»
المبنى الأصفر المعروف بمتحف «بيت بيروت»
TT

متحف «بيت بيروت» مغلق حتى إشعار آخر

المبنى الأصفر المعروف بمتحف «بيت بيروت»
المبنى الأصفر المعروف بمتحف «بيت بيروت»

«نظراً للظروف الراهنة أغلق المعرض حتى إشعار آخر». عبارة تختصر بكلمات قليلة الأضرار الجسيمة التي أصيب بها متحف «بيت بيروت» في منطقة السوديكو.
فهو كغيره من المباني والعمارات البيروتية طاله انفجار مرفأ بيروت الذي حصل في 4 أغسطس (آب) الحالي. وعلى أثره أغلق المتحف أبوابه كغيره من المعارض والمتاحف المتضررة من الانفجار.
من يمر أمام الواجهات الزجاجية الضخمة لمتحف «بيت بيروت»، التي كان المارة يسترقون منها النظر إلى بعض محتوياته الفنية، سيشعر تلقائياً بفداحة الموقف. فحطام الزجاج المتراكم يلفتك من بعيد، وقد وضعت قوى الأمن الشرائط الصفراء حول المبنى منعاً لدخوله. والمعروف أن واجهات المتحف تحمل مشهدية ثلاثية الأبعاد لتقاطعها مع أكثر من شارع بيروتي بينها «دمشق الدولي» و«بشارة الخوري» و«السوديكو».
وحسب الملصق المعلّق على واجهة المتحف، فإن النية لإعادة افتتاحه لا تزال واردة. أما المهتمون بأخباره والراغبون بمعرفة كل جديد يتعلق بموعد عودته إلى الحياة، فالمطلوب منهم متابعة أخبار المتحف عبر الموقع الإلكتروني «Lebanesepavillon 2018».
المبنى، وعلى عكس بعض الأخبار غير الصحيحة التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو غير مهدد بالسقوط. ميزة هذا المبنى تتمثل بحفاظه على آثار الرصاص وشظايا القنابل التي طالته أيام الحرب اللبنانية. فكان شاهدا حيّاً لحرب أهلية قاسية عانى منها اللبنانيون لسنوات طويلة. بقيت هذه العمارة منتصبة وسط شارع السوديكو بالرغم من كل المآسي التي شهدها، واليوم أضيفت إليها آثار انفجار مرفأ بيروت لتزيد على جراحه أخرى حديثة.
وحسب إحدى المسؤولات عنه، فإن عملية ترميم المتحف التي استغرقت سنوات متتالية أخذت بعين الاعتبار تحصينه من أي خطر يمكن أن يداهمه، ويسهم في سقوطه. فتمّ تدعيمه بأطنان من الحديد كي لا تتأثر بنيته حتى بالزلازل والهزات الأرضية. في عام 2009 كلفت بلدية بيروت المهندس المعماري اللبناني يوسف حيدر، بإدارة أعمال ترميم المبنى، وهو الذي يملك خبرة كبيرة في ترميم المباني التقليدية في وسط بيروت وطرابلس. حصل حيدر على المساعدة من لجنة المهندسين المعماريين التي شكلتها بلدية باريس، وعملت هذه اللجنة على تطوير مشروع إعادة تأهيل المتحف، وقد تشكلت من أعضاء مجموعة متنوعة من التخصصات، وبلغت تكاليف التخطيط والترميم 18 مليون دولار أميركي.
خسائر المتحف المبدئية تتمثل بتحطم زجاج واجهاته وتأذي بعض مقتنياته في مجمل طوابقه. يجري حالياً كنسه وتنظيفه من قبل موظفيه، وعدد من المتطوعين الذين بادروا إلى مساعدة المتحف في لملمة جروحه.
متحف بيروت الذي جرى افتتاحه منذ نحو 4 سنوات يعرف أيضاً بـ«بناية بركات» و«المبنى الأصفر». وهو معلم تاريخي وشاهد حي على الحرب في لبنان صممه المهندس يوسف أفتيموس في عام 1924. تم بناء مبنى بركات بأسلوب الصحوة العثماني باستخدام الحجر الجيري من دير القمر الملون، بلون المغرة (اللون الذي أعطى المبنى اسمه هذا)، ويتكون المبنى من بناءين سكنيين راقيين كل منهما يتكون من أربع طبقات، بالإضافة إلى مصطبة على السطح، ويتم ربط واجهات الكتلتين معاً من خلال الأعمدة المفتوحة المزينة بأعمال الحديد المطاوع، ويتم فصل البناءين بواسطة ردهة مركزية تتصل بالمدخل الرئيسي للحديقة - ذات المناظر الطبيعية في الفناء الخلفي - وسلالم المباني، ويقع مبنى بركات على طريق الشام، حيث كانت محطة الترام تقف من قبل.
استضاف «بيت بيروت» عدداً من المعارض الفنية، بينها للمنحوتات، وأخرى للوحات رسم، وكافة الفنون التشكيلية المعروفة الأخرى. وكان أحدثها معرض «ما تبقى» الذي مثّل لبنان في المعرض العالمي للعمارة «بينالي فينيسيا». كما استقبل نشاطات فنية عديدة كتحية لعمالقة الفن من لبنان، بينهم فيروز.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.