ارتفاع إصابات «كورونا» لدى الأطفال في الولايات المتحدة بنسبة 90 %

أطفال يضعون كمامات تزامناً مع عودتهم إلى المدارس في ولاية تكساس الأميركية (أ.ب)
أطفال يضعون كمامات تزامناً مع عودتهم إلى المدارس في ولاية تكساس الأميركية (أ.ب)
TT

ارتفاع إصابات «كورونا» لدى الأطفال في الولايات المتحدة بنسبة 90 %

أطفال يضعون كمامات تزامناً مع عودتهم إلى المدارس في ولاية تكساس الأميركية (أ.ب)
أطفال يضعون كمامات تزامناً مع عودتهم إلى المدارس في ولاية تكساس الأميركية (أ.ب)

بينما تركز الولايات المتحدة الأميركية على قضايا السلامة المتعلقة بالعودة إلى المدرسة خلال وباء كورونا، وجد تقرير جديد زيادة حادة في عدد إصابات كورونا بين الأطفال في الولايات المتحدة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وكانت هناك زيادة بنسبة 90 في المائة في عدد حالات كورونا بين الأطفال في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وفقاً لتحليل جديد أجرته الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال سيتم تحديثه أسبوعياً.
وقال الدكتور شون أوليري، نائب رئيس لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، لـ«سي إن إن»، أمس (الاثنين)، إن حالات الإصابة بفيروس كورونا لدى الأطفال يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وأضاف: «ليس من العدل أن نقول إن هذا الفيروس حميد تماماً عند الأطفال... لدينا 90 حالة وفاة بين الأطفال في الولايات المتحدة بالفعل، في غضون بضعة أشهر فقط. كل عام نشعر بالقلق من الإنفلونزا لدى الأطفال، وهناك ما يقرب من 100 حالة وفاة بين الأطفال بسبب الإنفلونزا كل عام». ولفت إلى أن عدة عوامل أدت إلى زيادة حديثة في عدد الإصابات بفيروس كورونا لدى الأطفال في الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك زيادة الاختبارات وزيادة الحركة بين الأطفال وزيادة الإصابة بين عامة السكان. وقال: «عندما ترى المزيد من الإصابات بين عامة الناس، ستشهد المزيد من الإصابات لدى الأطفال... علينا جميعاً أن نأخذ هذا الفيروس على محمل الجد، بما في ذلك رعاية أطفالنا».
ويستخدم التقرير الجديد أرقام الحالات التي قدمتها إدارات الصحة بالولاية في 49 ولاية، ومدينة نيويورك، ومقاطعة كولومبيا، وبورتوريكو، وغوام.
وكان هناك 179.990 حالة إصابة جديدة بـكورونا بين الأطفال الأميركيين بين 9 يوليو (تموز) و6 أغسطس (آب)، وفقاً للتقرير. وتم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 380.174 حالة إصابة بفيروس كورونا بين الأطفال اعتباراً من 6 أغسطس.
وحتى الآن، لا يزال من الواضح أن الأعراض الشديدة نادرة بين الأطفال المصابين بعدوى كورونا.
وكان الأطفال بين 0.5 في المائة و5.3 في المائة من حالات الاستشفاء، وفقاً لبيانات من الولايات التي تسجل هذه المعلومات. وكان الأطفال من 0 في المائة إلى 0.4 في المائة من كل وفيات كورونا.
وأبلغت 19 ولاية عن عدم حدوث وفيات بين الأطفال. ومع ذلك، يشعر الخبراء بالقلق من أن هذه الأرقام قد تزداد مع ارتفاع الحالات عند الأطفال وتأثر مزيد من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية وأمراض أخرى.

* نشر الفيروس
في حين أن بعض قادة الولايات المتحدة - بما في ذلك الرئيس دونالد ترمب - قالوا إن الفيروس لا يشكل خطراً كبيراً على الأطفال، تشير دراسة حديثة إلى أن الأطفال الأكبر سناً يمكنهم نقل الفيروس مثل البالغين. وقالت دراسة أخرى إن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات يحملون حمولة فيروسية أعلى من البالغين، ما يثير المزيد من الأسئلة حول دورهم في انتقال العدوى.
وقال ويليام هاسيلتين، الأستاذ السابق في كلية الطب بجامعة هارفارد خلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من صفر إلى خمسة أعوام يمكن أن يكونوا معديين بشدة للآخرين... اتضح أن لديهم حمولة فيروسية في أنوفهم تزيد بمقدار ألف مرة على ما تحتاجه للإصابة، لذا فهي شديدة العدوى».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.