السلطات المصرية تبحث عن «كنوز أثرية مدفونة» في «ميت رهينة»

عثرت على تمثال لأحد كهنة «حتحور»

السلطات المصرية تبحث عن «كنوز أثرية مدفونة» في «ميت رهينة»
TT

السلطات المصرية تبحث عن «كنوز أثرية مدفونة» في «ميت رهينة»

السلطات المصرية تبحث عن «كنوز أثرية مدفونة» في «ميت رهينة»

تواصل السلطات المصرية بحثها عن الكنوز الأثرية المدفونة في باطن الأرض بإحدى المناطق القريبة من موقع «ميت رهينة» الأثري بالجيزة (غرب القاهرة)، بعد اكتشاف تمثال لأحد كهنة «الإله حتحور» أثناء أعمال حفائر الإنقاذ التي ينفذها المجلس الأعلى للآثار المصرية.
وجرى الكشف عن التمثال داخل قطعة أرض يمتلكها أحد المواطنين أثناء تنفيذ أحد المشاريع على بعد 2 كيلومتر تقريبا (جنوب شرقي) منطقة ميت رهينة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي مساء أول من أمس، إن «بعثة حفائر الإنقاذ عثرت على هذا التمثال المصنوع من كتلة واحدة من الجرانيت الأسود، والمحفور عليه من الخلف كتابات هيروغليفية، ويبلغ ارتفاعه حوالي 95 سم، وعرضه 45 سم.
وأكد وزيري استمرار أعمال الحفر للكشف عن باقي القطع والشواهد الأثرية الموجودة بهذه المنطقة.
«ميت رهينة» هي المدينة المتبقية من العاصمة القديمة «منف»، التي يرجع أصل اسمها بالهيروغليفية «من نفر» أي «النصب الجميل»، أو «المدينة ذات الجدار الأبيض»، وقد حرّف الإغريق هذا الاسم فصار «ممفيس»، وميت رهينة تعني «طريق الكباش»، وعُثر فيها على تمثال الملك رمسيس الثاني الشهير الذي وُضع في «ميدان رمسيس» وسط القاهرة لسنوات طويلة قبل أن يستقر في بهو المتحف المصري الكبير بميدان الرماية بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة).
ويؤكد خبراء الآثار أن المنطقة السكانية المحيطة بموقع ميت رهينة الأثري، لا تزال تعج بالتماثيل والمنحوتات الأثرية المغمورة بالطين والمياه الجوفية، ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية ومدير منطقة الأهرامات الأثرية السابق، لـ«الشرق الأوسط» إن «الشواهد الأثرية والتاريخية تشير إلى أن ملوك الفراعنة ظلوا يحكمون مصر من هذه المدينة لقرون طويلة، كما أنها ظلت مدينة إدارية مهمة وذات قيمة مؤثرة حتى بعد نقل بعض ملوك العاصمة إلى مدن أخرى، ما يؤكد وجود عشرات القطع بباطن الأرض أسفل المباني السكنية. وكشفت أعمال بعثة الإنقاذ خلال الأيام الماضية عن تمثال للملك رمسيس الثاني بصحبة اثنين من الآلهة وعدد من تماثيل الآلهة المختلفة مثل «سخمت وبتاح وحتحور»، وعدد من البلوكات الأثرية المنقوشة وتماثيل من الجرانيت الوردي والأسود والحجر الجيري، ترجع لعصر الملك رمسيس الثاني، وفق وزيري، الذي أضاف أنه «تم العثور أيضا على بلوكات من الحجر الجيري ترجع للعصر القبطي، الأمر الذي يدل على إعادة استخدام المنطقة في عصور لاحقة».
وقادت عمليات الحفر، السلطات المصرية إلى اكتشاف تماثيل وقطع كبيرة خلال السنوات الأخيرة، على غرار التمثال الملكي النادر الذي أعلنت وزارة الآثار المصرية الكشف عنه في نهاية العام الماضي، والذي يعود للملك رمسيس الثاني على هيئة «الكا»، والتي تعني القرين، أو القوى الحيوية باللغة المصرية القديمة، وهي عبارة عن ذراعين مرفوعتين لأعلى بكفين مبسوطتين.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».