الانقلابيون في اليمن يتكبدون 30 قتيلاً في معارك البيضاء

أحد الجنود من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة قانية بمحافظة البيضاء أمس (سبأ نت)
أحد الجنود من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة قانية بمحافظة البيضاء أمس (سبأ نت)
TT

الانقلابيون في اليمن يتكبدون 30 قتيلاً في معارك البيضاء

أحد الجنود من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة قانية بمحافظة البيضاء أمس (سبأ نت)
أحد الجنود من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة قانية بمحافظة البيضاء أمس (سبأ نت)

أعلنت مصادر عسكرية يمنية، أن الميليشيات الحوثية تكبدت يومي الأحد والاثنين أكثر من 30 قتيلاً من عناصرها عقب معارك مع الجيش اليمني وضربات جوية لتحالف دعم الشرعية شمال محافظة البيضاء.
جاءت هذه التطورات عقب تجدد المواجهات في هذه الجبهة التي تحاول الجماعة الانقلابية عبرها الضغط باتجاه محافظة مأرب شمالاً، وبالتزامن مع استمرار خروقها للهدنة الأممية على امتداد خطوط التماس في محافظة الحديدة (غرب).
في هذا السياق أفادت المصادر الرسمية للجيش اليمني بأن المواجهات تجددت الأحد عقب هجوم لميليشيات الحوثي جنوب وغرب مناطق ماهلية في جبهة قانية، مؤكدة أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية صدت الهجوم، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة، حيث قتل أكثر من 10 عناصر، وتم أسر 13 آخرين في اليوم الأول.
وفي منطقة قيفة بمديرية القريشية، في محافظة البيضاء نفسها، ذكرت المصادر أن معارك اندلعت بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق عيشمة وصفوان وزعج والعطف ونوفان والجسيمة، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.
وأمس (الاثنين)، أفادت المصادر باستمرار المواجهات في جبهة قانية وفي مديرية القريشية، وهو ما أدى إلى مقتل 20 عنصراً على الأقل في ضربات جوية لتحالف دعم الشرعية ومعارك خاضتها قوات الجيش والمقاومة ضد عناصر الميليشيات.
وفي سياق التصعيد الحوثي المستمر في محافظة الحديدة، ذكر الإعلام العسكري التابع للقوات اليمنية المشتركة، أن الجماعة المدعومة إيرانياً فتحت، الاثنين، نيران أسلحتها الرشاشة على القرى السكنية ومزارع المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب المحافظة الساحلية.
ونقل المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» عن مصادر محلية قولها إن ميليشيات الحوثي استهدفت القرى السكنية بالأسلحة المتوسطة، ومنها سلاح 14.5 وسلاح 12.7، ما تسبب في خلق حالة من الخوف والهلع بين المواطنين، لا سيما النساء والأطفال.
كانت القوات المشتركة تمكنت الأحد، حسب المركز نفسه، من إخماد مصادر نيران حوثية استهدفت الأحياء السكنية والشارع العام وسط مدينة حيس جنوب شرقي مدينة الحديدة.
وقال مصدر عسكري في القوات المشتركة، إن قوات اللواء السابع (عمالقة) حددت مصادر النيران الحوثية التي استهدفت الأحياء السكنية، وحققت إصابات مباشرة في جيوب ومخابئ الميليشيات.
وطبقاً لمصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة، كانت الجماعة شنت السبت هجمات فاشلة صوب الأحياء السكنية المحررة شرق مدينة الحديدة في شارع الخمسين ومحيط معسكر الدفاع الساحلي ومقر المنطقة العسكرية الخامسة وحارة الضبياني، كما شنت هجوماً آخر أفشلته القوات المشتركة في منطقة الجاح غرب مدينة الحسينية، في الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة.
وفي بيان سابق، قالت قوات «ألوية العمالقة»، إن ميليشيات الحوثي الانقلابية ارتكبت 342 خرقاً للهدنة الأممية في المحافظة خلال أسبوع منذ 31 يوليو (تموز) الماضي وحتى 6 أغسطس (آب) الحالي.
وحسب البيان، شملت الخروقات «أعمالاً عسكرية عدائية ضد المدنيين، وكان أبرز أهدافها الأحياء والقرى السكنية ومزارع المواطنين في مديريات التحيتا والدريهمي وحيس وفي كيلو 16 وشارع الخمسين ومدينة الصالح شرق مدينة الحديدة».
وتنوعت وسائل الخروق الحوثية، حسب البيان، بين زراعة الألغام والعبوات الناسفة وعمليات استهداف وقصف وقنص بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، منها قذائف «الهاون» و«BNB» و«آر بي جي» والمعدلات الرشاشة.
وتقول الحكومة الشرعية، إن الميليشيات الحوثية ليست في وارد تحقيق السلام الذي تسعى من أجله الجهود الدولية والأممية، خصوصاً مع استمرار الجماعة في حشد المجندين الجدد وشن الهجمات على المناطق المحررة.
وبينما تتكتم الجماعة على العدد الفعلي لخسائرها على صعيد أعداد القتلى والجرحى في صفوفها، لجأت أخيراً إلى تنفيذ حملات في القرى والأرياف لمحافظات إب وذمار وحجة وريمة لاستقطاب المجندين، كما فتحت معسكرات لتجنيد «المهمشين» من ذوي البشرة السوداء، في أكثر من محافظة، تنفيذاً لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».