6.5 % زيادة حجم التجارة الخارجية للصين في يوليو

تعتزم توسيع الدعم للمصدرين في مواجهة تداعيات «كوفيد ـ 19»

6.5 % زيادة حجم التجارة الخارجية للصين في يوليو
TT

6.5 % زيادة حجم التجارة الخارجية للصين في يوليو

6.5 % زيادة حجم التجارة الخارجية للصين في يوليو

ارتفع حجم التجارة الخارجية للصين بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي في شهر يوليو (تموز) الماضي، وزادت الصادرات بنسبة 10.4 في المائة، والواردات بنسبة 1.6 في المائة، بحسب ما ذكرته المصلحة العامة للجمارك.
ووصل حجم التجارة الخارجية للصين إلى 2.93 تريليون يوان (422.12 مليار دولار) الشهر الماضي، مما أدى إلى فائض تجاري بقيمة 442.23 مليار يوان، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) السبت.
وأوضحت مصلحة الجمارك أنه خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، انخفضت التجارة الخارجية للسلع بواقع 1.7 في المائة على أساس سنوي، إلى 17.16 تريليون يوان لتتعافى بنسبة 1.5 نقطية مئوية مقارنة مع الانخفاض المسجل في النصف الأول.
وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو، ظلت رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) أكبر شريك تجاري للصين، في ظل نمو التبادل التجاري بين الجانبين بواقع 6.6 في المائة على أساس سنوي، إلى 2.51 تريليون يوان، وهو ما يمثل 14.6 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية للصين.
وزادت تجارة الصين مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.1 في المائة خلال الفترة المذكورة، وانخفضت مع الولايات المتحدة بنسبة 3.3 في المائة.
وذكر تقرير إخباري أن وزارة التجارة الصينية تعتزم توسيع نطاق سياسات دعم المصدرين، حيث إن البيئة التجارية العالمية لا تزال تمثل تحدياً خلال النصف الثاني من العام.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزير التجارة الصيني تشونغ شان القول إن بيئة التجارة العالمية بالنسبة للصين ستشهد مزيداً من التعقيد، وإن الوزارة ستعمل على تقديم مزيد من السياسات التفضيلية، وتطويرها.
وقال الوزير إن السلطات الصينية تسعى إلى توسيع السياسات لكي تستفيد منها مزيد من الشركات. وكان الوزير قال في تقرير آخر أوردته الوكالة الصينية إن الاستثمارات العابرة للحدود شهدت تباطؤا بسبب تداعيات تفشي وباء كورونا، غير أنه أضاف أن «المستثمرين الأجانب الذي يتسمون بالذكاء» لن يتركوا السوق الصينية.
ارتفاع الصادرات
ارتفعت الصادرات الصينية بشكل غير متوقع في يوليو، رغم الركود الذي أثر على زبائن بكين الرئيسيين، لكن في المقابل انخفضت الواردات، ما يشير إلى تراجع قوة الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
بعد انخفاض في بداية العام بسبب تفشي وباء كوفيد – 19، ازدادت مبيعات الصين بنسبة 7.2 في المائة الشهر الماضي بالمقارنة مع الشهر ذاته من السنة السابقة، وفقاً للأرقام الصادرة الجمعة عن إدارة الجمارك.
وتعد هذه أكبر زيادة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، عندما ارتفعت مبيعات الصين بنسبة 7.6 في المائة، قبل ظهور فيروس كورونا المستجد في وسط البلاد. وأرقام يوليو أفضل بكثير مما كان يتوقعه المحللون، إذ تحدث خبراء استطلعت آراءهم وكالة «بلومبرغ» عن انخفاض الصادرات بنسبة 0.7 في المائة في يوليو.
وفي وقت لا تزال التجارة الصينية تعاني جراء تراجع النشاط لدى زبائنها الرئيسيين وفي صادراتها لأوروبا وأميركا الشمالية، لا يتوقع الخبراء أن يكون الانتعاش في الصادرات مستداما.
وأشارت الخبيرة الاقتصادية إيريس بانغ من مصرف «إي إن جي» إلى أن «الطلب الخارجي بدأ الانتعاش في يونيو (حزيران) كما في يوليو. لكن هذا الانتعاش سيكون محفوفاً بالأخطار لأننا نعلم أن بؤر وباء ظهرت مجددا في أغسطس (آب)» في العديد من البلدان.
وأضافت: «يتعين علينا الانتظار لمعرفة ما إذا كان هناك لقاح أو علاج ضد كوفيد - 19 قبل أن نكون على يقين من عودة الاقتصاد إلى النهوض».
استفاد الصينيون، المنتجون الرئيسيون للمعدات الطبية (الكمامات...) وأجهزة المكاتب (أجهزة الكومبيوتر والهواتف...) من الجائحة وإجراءات الإغلاق التي فرضت في كل أنحاء العالم، بحسب تينغ لو من مصرف «نومورا».
وأوضح أن المنتجين الصينيين تمكنوا من خلال المبيعات عبر الإنترنت من الاستفادة من طفرة في الاستهلاك نتجت عن خطط دعم الاقتصاد المعتمدة في العديد من البلدان.
لكن بعض العوامل التي ساهمت في زيادة الصادرات توشك على الزوال، خصوصا فيما يتعلق بالمعدات الطبية، إذ تقوم دول عدة بتوسيع إنتاجها المحلي. وشهدت الصين، البؤرة الأولى لفيروس كورونا المستجد التي كانت أول دولة خرجت من الأزمة الصحية، انتعاشاً في النشاط الاقتصادي في الربع الثاني مع تسجيل زيارة بنسبة 3.2 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي وفقا للأرقام الرسمية، بعد انخفاض 6.8 في المائة في الربع الأول. لكن كل قطاعات الاقتصاد لا تزال بطيئة بما في ذلك النقل والسياحة.
وفي إشارة إلى الضعف المستمر في الطلب المحلي، انخفضت الواردات بنسبة 1.4 في المائة في يوليو على أساس سنوي، وفقاً لإدارة لجمارك. وكان الخبراء توقعوا زيادة بنسبة 0.9 في المائة.
وربما انخفضت الواردات بسبب تراجع مشتريات النفط مع زيادة سعر الذهب الأسود كما أشارت إيريس بانغ. وكانت الصين استفادت من انخفاض الأسعار في بداية العام لزيادة مخزونها.



نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.