صلاح عبد الله: استثمرت 50 % فقط من موهبتي الفنية

أكد لـ «الشرق الأوسط» ترحيبه بأدوار «ضيف الشرف» بعد رفضها في أوقات سابقة

صلاح عبد الله مع أسرة مسلسل «عائلة الحاج نعمان»
صلاح عبد الله مع أسرة مسلسل «عائلة الحاج نعمان»
TT

صلاح عبد الله: استثمرت 50 % فقط من موهبتي الفنية

صلاح عبد الله مع أسرة مسلسل «عائلة الحاج نعمان»
صلاح عبد الله مع أسرة مسلسل «عائلة الحاج نعمان»

أكد الفنان المصري صلاح عبد الله أنه أصبح يرحب حالياً بتقديم أدوار «ضيف الشرف» بعدما كان يرفضها بسبب «سوء فهمه لطبيعة هذه الأدوار»، وقال عبد الله في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه لا يعد نفسه فناناً «سوبر ستار»، ولا شاعراً، رغم أنه كتب أغاني ومسرحيات في بداياته الفنية، وأشار إلى أنه يعتز كثيراً بأدواره السينمائية التي قدمها بعيداً عن الكوميديا في أفلام عدة، من بينها «مواطن ومخبر وحرامي» و«الرهينة» و«الرغبة» و«فيلم هندي».
كذلك تألق صلاح عبد الله في الدراما التلفزيونية، عبر مسلسلات «الدالي» و«ذئاب الجبل» و«حدائق الشيطان» و«الملك فاروق» و«سنبل بعد المليون»، وغيرها.
وقبل عدة سنوات، لم يكن الفنان صلاح عبد الله يقبل أن يظهر في أعمال فنية «ضيف شرف»، إذ كان يراه دوراً لا ينطبق عليه، لكنه الآن يؤديه بصدر رحب، ولا يعد ذلك تنازلاً منه أو تراجعاً بحكم السن (65 عاماً). وعن هذا يقول: «كنت أرفض أن أكون (ضيف شرف) في أي عمل فني لأن مفهوم ضيف الشرف كان عبارة عن أنه لا بد أن يكون (سوبر ستار)، كأن يظهر رشدي أباظة ضيف شرف في فيلم ينتجه فريد شوقي، أو العكس، ولم أرَ نفسي في أي وقت (سوبر ستار)، لكن هناك أدوار صغيرة خفيفة تعيش مع الناس أقبلها، يقولون عنها (ضيف شرف). وبعيداً عن التسميات، فقد تغير مفهومي لفكرة (ضيف الشرف)، وندمت على أنني كنت أعتذر عنها، وتحمست لتقديمها بحب، بل وأسعى إليها، إذ طلبت بنفسي من المخرج بيتر ميمي أن أشارك (ضيف شرف) في مسلسل (الاختيار) الذي عرض في موسم رمضان الماضي، والحقيقة أن هذه كانت ثاني مرة أفعلها في حياتي، فقد طلبت قبل ذلك من المخرج شريف عرفة أن أشارك في فيلم (حليم)، ولو بالمرور أمام الكاميرا، فأسند إلى شخصية مجدي العمروسي لأن أحمد زكي - رحمه الله - كان صاحب موهبة متفردة، وقد شاركته من قبل بدور صغير في فيلم (الهروب)، وكثيراً ما أبدى إعجابه بأدائي، وكان هذا بمثابة تقدير أسعدني من نجم كبير».
وفي هذه المرحلة من مشواره الفني، يعترف صلاح عبد الله بأن مساحة الاختيارات في أعماله تراجعت، لكن ذلك لا يشغله كثيراً، إذ يقول: «الاختيارات تكون بحسب ما يعرض علي. ففي فترة سابقة، كانت الأعمال التي تعرض كثيرة، ومن ثم كانت مساحة الاختيار كبيرة، وكنت أصور عدة مسلسلات وأفلام خلال العام، لكن في هذه المرحلة قلت العروض. وفي كل الأحوال، لا بد أن أعمل وأتحرك مثلما اعتدت. كما أن لدي أسرة أنا مسؤول عنها، لذلك أقبل
بما هو متاح، ولا غضاضة في ذلك. ففي رمضان الماضي، شاركت في مسلسل واحد فقط (اتنين في الصندوق). وقد وجدت الفكرة جيدة، وفريق العمل كذلك، وانتهينا من تصويره قبل اجتياح وباء كورونا. كما أحببت الشخصية التي أديتها، وكواليس العمل كانت رائعة، وأنا شخصياً أسعد جداً بالكواليس المبهجة. ففي مسلسل (عائلة الحاج نعمان)، كنت في حالة صحية سيئة، واعتذرت عن الدور، لكن فريق العمل تمسك بي، وقالوا سننتظرك، وبالفعل انتظروني حتى شفيت، وكانت أجواء التصوير رائعة، لذا أقول دائماً (الناس الحلوة نعمة)».
وكان صلاح قد صور بعض مشاهد مسلسل «هجمة مرتدة»، وهو اسم مؤقت، أمام أحمد عز وهند صبري، ثم توقف التصوير بسبب وباء كورونا لوجود مشاهد مهمة تتطلب السفر إلى الخارج. ويقول صلاح لو كان قد استمر التصوير، كنت سألتزم به لأن هذه عقود ملزمة، لكن جاء تأجيله ليمنحني فرصة الحصول على إجازة، في ظل ما عشناه من قلق بسبب وباء كورونا، خصوصاً مع تضارب الآراء، وقد التزمت من البداية -وما زلت- بالإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي.
ونجح عبد الله في تقديم أعمال تراجيدية تفوق فيها بشكل لافت، حتى شبهه بعض النقاد بالفنان الراحل نجيب الريحاني. فرغم شهرته بصفته ممثلاً كوميدياً، فإنه قدم أدواراً بعيدة عن الكوميديا أكدت ثراء موهبته، وهو يوضح ذلك قائلاً: «ساعدتني الظروف لأقود هذا التغيير في حياتي عام 2000، من خلال بعض المخرجين الذين فكروا في بشكل مختلف، وكانت البداية بفيلم (كرسي في الكلوب) للمخرج الراحل سامح الباجوري، وفيلم (الرغبة) للمخرج علي بدرخان، وقاداني هذان الفيلمين لأهم تجربة في حياتي بفيلم (مواطن ومخبر وحرامي) الذي حصلت به على جائزة (أفضل ممثل) من (جمعية الفيلم) و(مهرجان الفيلم القومي)، وأدخلني عالم المخرج الكبير داود عبد السيد. وكنت أميل عليه في أثناء التصوير، وأقول له: ما رأيك لو قلت هذه الجملة بطريقة أخرى. وما إن أديتها حتى قال: هذه أحلى مما كتبتها. وحينما يقول لي ذلك مخرج في قامة داود، فإن ذلك يجعلني في أفضل حالاتي بصفتي ممثلاً، وقد عملت معه أيضاً في فيلم (رسائل البحر)، وهو فيلم بديع جداً».
ويعتز صلاح عبد الله بأعماله السينمائية المتميزة التي لا يعرف عددها، ومنها على سبيل المثال دوره في فيلم «الرهينة» الذي جسد من خلاله شخصية عالم مصري تم اختطافه، وكذلك دوره في فيلمي «كباريه» و«الفرح» اللذين يقول عنهما: «أحب هذين الفيلمين بشكل شخصي لاختلافهما الكبير بعضهما عن بعض»، ودوره في «فيلم هندي» الذي يعده من أفضل الأفلام التي قدمها، ويقول عنه: «ربما لم ينل حظه في شباك التذاكر، لكنه نجح بشكل كبير في عرضه التلفزيوني، وصار أحد الأفلام التي تعرض باستمرار في الأعياد، وهذا هو نجاح الاستمرارية، وهو أهم بكثير من النجاح الوقتي بتحقيق أعلى الإيرادات، ثم يدخل دائرة النسيان»، وكذلك دوره في فيلم «دم الغزال» أمام نور الشريف ويسرا ومنى زكي، مجسداً شخصية «عبد الستار» التي يقول عنها: «كتبها وحيد حامد بعظمة».
وجمع صلاح عبد الله بين أكثر من جيل من المخرجين خلال مسيرته الفنية، فهناك جيل الكبار مثل علي بدرخان وداود عبد السيد، وكذلك جيل الشباب مثل رامي إمام، وكذلك مع ممثلين من أجيال مختلفة، وساند الشباب بشكل خاص، وهو يقول عن جيل الكوميديانات الجدد: «بالتأكيد لديهم الموهبة، فلا أحد ينجح من فراغ، لكن المهم أن يستثمروا موهبتهم بشكل صحيح؛ أنا شخصياً حين أجلس مع نفسي، وأنظر لما قدمته، أرى أنني لم أستثمر سوى 50 في المائة من موهبتي، وأعتقد أنها نسبة مقبولة، فقد قدمت أعمالاً لم أكن أحب الاشتراك فيها، وتسرعت في قبول بعض الأدوار، وكانت حساباتي فيها خاطئة، لكن كما يقولون: كلمة ياريت عمرها ما كانت بتعمر بيت، وهذه طبيعتنا نحن البشر، فقد نقع في الأخطاء نفسها مرة أخرى».
ورغم تألقه مسرحياً في عروض ناجحة، فإن صلاح عبد الله أعلن اعتزاله المسرح قبل 17 عاماً، ورفض التراجع عن قراره، مبرراً ذلك بقوله: «منذ أخرجوني من بطن أمي وأنا أقف على المسرح، ممثلاً ومخرجاً، واحترفته على مدى ثلاثين عاماً، وقبلها 20 سنة عملت فيها حالة مسرحية بالمدارس والجامعة وقصور الثقافة، وإحساسي بالمسرح بدأ يتراجع مع انشغالي بتصوير الأفلام والمسلسلات، كما أن المسرح نفسه تراجع، وقل إقبال الجمهور عليه».
«ممثل في البطاقة، وفي الباسبور، أخرج من دور أخش في دور: شرير... عنيف... ضعيف... مكسور، وكل ما أقول كفاية ارتاح، يرد صلاح لسه مجاش الدور»، هكذا يصف الفنان صلاح عبد الله نفسه. ورغم أنه ينفي عنه صفة الشاعر، ويقول: «أكتب أبيات تشبه الشعر»، فإنه يفاجئ محدثيه بأبياته الشعرية الجميلة التي يكتبها بالعامية المصرية، وقد اشتهر في بدايته بصفته شاعراً ومؤلفاً لأغاني بعض العروض المسرحية وتترات المسلسلات، لكنه توقف عن الكتابة في أعمال فنية، وكما يقول: «قررت أن أكتب لمزاجي، فالكتابة تتطلب جهداً كبيراً، وكانت تأخذني من عملي بصفتي ممثلاً. وقد حاولت ذات مرة أن أكتب قصة قصيرة، ووجدت المسألة صعبة، لذا لم أفكر أبداً في كتابة السيناريو، لكنني كنت أشارك زملائي مشاركة ودية في طرح أفكار، ورغم أنني كتبت أغنيات للمطرب حسن الأسمر، وتترات مسلسلات مثل (سنبل)، ومسرحيات (العسكري الأخضر) و(البراشوت)، ومسلسل الأطفال (يصح وما يصحش)، فإنني لم أطلق على نفسي أبداً لقب (شاعر)».
ويحمل الفنان الكبير لقب «أبو البنات»، فهو أب لثلاث بنات (دنيا وشروق وجانا)، ويقضي أسعد لحظاته برفقة أسرته، وحفيديه مراد وكرمة التي يلحظ عليها موهبة فنية مبكرة. ورغم تعرضه من وقت لآخر لمتاعب صحية، حيث أصيب قبل عشر سنوات بجلطة أثرت على توازن حركته، وبعدها بعامين تعرض لجلطة جديدة وغيرها، فإنه يعد مرضه «اختبارات جميلة من الله سبحانه وتعالى».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.