إسرائيل تقيم مصنعاً لـ«القبة الحديدية» على الأراضي الأميركية

إسرائيل تقيم مصنعاً لـ«القبة الحديدية» على الأراضي الأميركية
TT

إسرائيل تقيم مصنعاً لـ«القبة الحديدية» على الأراضي الأميركية

إسرائيل تقيم مصنعاً لـ«القبة الحديدية» على الأراضي الأميركية

في الوقت الذي تشكو فيه إسرائيل من خطر أزمة في صناعاتها العسكرية من جراء اتفاق المساعدات الأميركية، كشف في تل أبيب عن مشروع أميركي - إسرائيلي هو الأول من نوعه، بإقامة مصنع لإنتاج منظومة الدفاع الصاروخية «القبة الحديدية» في الولايات المتحدة.
وأوردت «ديفنس أبديت» (Defense Update)، وهي مجلة إسرائيلية تصدرها شركة (Lance & Shield Ltd) منذ سنة 1978 وتهتم بقضايا الدفاع، أن شركة «رافائيل» الحكومية للصناعات العسكرية وشركة «رايثيون» للتكنولوجيا، وقعتا مشروعاً لإنشاء شراكة جديدة ستنطلق قبل نهاية العام الجاري، واتفق على تسميتها «رافائيل - رايثيون»، وستكون الشراكة الإسرائيلية الأولى من نوعها خارج إسرائيل، وأول حالة لتصنيع «القبة الحديدية» خارج الدولة العبرية.
وقال مصدر في شركة «رافائيل» إن المصنع الأميركي لـ«القبة الحديدية» سيوفر لإسرائيل قفزة في مداخيلها، إذ أن بطاريات «القبة» ستباع في هذه الحالة إلى الولايات المتحدة وجيوش الحلفاء من مختلف أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه سيوفر ذلك لإسرائيل حلولاً للأزمة الناشئة بسبب اتفاق المساعدات الأميركية.
ومعروف أن هذا الاتفاق، الذي تم توقيعه سنة 2016 مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ضمن زيادة المساعدات الأميركية لإسرائيل من 31 مليار دولار في السنوات العشر الماضية (من 2009 حتى 2018)، بمعدل 3.1 مليار في السنة، إلى 38 مليار دولار (من سنة 2019 وحتى 2028). لكن إدارة أوباما أصرت على تغيير شروط المساعدة، بما يلحق ضرراً بالصناعات العسكرية في إسرائيل. فوفق الاتفاقات السابقة، كانت الإدارة الأميركية تشترط على إسرائيل أن تستخدم 75 في المائة من هذه المساعدة بشراء أسلحة ومعدات من الولايات المتحدة و25 في المائة من إسرائيل، وفي السنوات الأخيرة زادت حصة المصانع الإسرائيلية منها وبلغت 41 في المائة في سنة 2014 و34 في المائة في 2017 و2018. إلا أن إدارة أوباما قررت إلغاء شراء الأسلحة من إسرائيل ابتداء من 2025 بالتدريج، بحيث تستخدم المساعدة كلها بشراء الأسلحة فقط من المصانع الأميركية القائمة في الولايات المتحدة بنسبة 100 في المائة.
ولكن في حال إنتاج «القبة الحديدية» في الولايات المتحدة سيتم اعتبار ما تقتنيه إسرائيل منها صناعة أميركية، يتم دفع ثمنها من أموال المساعدات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.