Palm Springs ★ إخراج: ماكس برادباكوف الولايات المتحدة النوع: كوميديا (2020)
سؤال بعشرة قروش: إذا كنت تريد تحقيق فيلم يذكّر بفيلم سابق، أليس من الضروري إذن أن تحقق فيلماً يستحق المقارنة إذا لم يكن يستطيع يتجاوز ما سبقه؟ «بالم سبرينغز» فيلم عن اليوم نفسه يمر على الشخصيات ذاتها كل مرّة من دون أي تعديل ممكن. في «غراوندهوغ داي» (1993) شغل الوضع المشاهد وأمتعه بغرابته، كما بالمعالجة الكوميدية التي وفرها المخرج هارولد راميس له. فيلم عميق المفادات ومثير للدعابة والترفيه في وقت واحد. في «حافة الغد» (Edge of Tomorrow) انبرى المخرج دوغ ليمان (204) لتحقيق فيلم حربي يقوم توم كروز فيه بدخول المعركة ذاتها في كل يوم. الموضوع انقلب، في «هابي دَث داي» لكريستوفر لاندون (1917)، إلى فيلم رعب بكابوس متكرر يقع كل يوم من دون نافذة نجاة متوقعة. الفيلم الجديد «بالم سبرينغز» هو عبث خالٍ من الكوميديا ومن الحرب ومن الرعب ومليء بالمواقف التي لا تعني شيئاً ولا تستطيع أن تصل إلى مبتغى مفيد. نعم هناك حبكة كان يمكن لها أن تكون جيدة. وجودها بحد ذاته أمر يدل على طموح المخرج الجديد ماكس برادباكوف لإنجاز فيلم ديجافو» جيد. لكن الطموح، كما التمنيات، تصنع أفلاماً فاشلة إذا لم تُقرن بالموهبة لمعرفة الكيفية الأمثل لتحقيقها. على العكس هو تذكرة دخول من الباب الخلفي للفشل. بطل الفيلم نايلز (آندي سامبيرغ) يعيش اليوم ذاته كل يوم. يصحو في فندق في مدينة بالم سبرينغز، مدركاً حقيقة أن اليوم (الذي سيشهد حفلة عرس في المساء) هو الأمس من دون تغيير. يسعى لتغيير مفارقات اليوم الجديد وأحياناً ما ينجح، لكنه يصحى مجدداً على إعادة مكررة. هناك بعض المفارقات الجديدة التي لا بد منها بالطبع، لكن الفيلم يبدو مثل الذي يمارس رياضة المشي على الجهاز الكهربائي... يمشي السائر عليه ويمشي لكنه يبقى واقفاً في مكانه. ليس فقط أن هناك الكثير من العبث في تنفيذ الفكرة والوهم بأن النكات المبثوثة في كل اتجاه مع سخرية فارغة من أسبابها قادرة على الإضحاك فعلاً، بل هناك كذلك فشل واضح لبطله في تقمّص شخصية تثير الاهتمام. هو حضور غير مركّب بهمٍ فعلي. لا نراه يعاني ما يحدث له (كما حال الأفلام الثلاثة المذكورة أعلاه). بعد قليل يصبح وجوده عائقاً يحول ضد الرغبة في التواصل مع مشكلته. في الأساس، لا يقدّم الفيلم ما يحدث كمشكلة بل كتسلية والأسوأ أنه لا يحقق غاية التسلية كذلك. بمقارنة سامبيرغ بالممثل الكوميدي النيّر بِل موراي في «غراوندهوغ داي» يتبيّن كيف أن موهبة الممثل تستطيع إنقاذ الفيلم لجانب موهبة المخرج في معالجته. هنا لا المخرج ولا ممثله قادرين على النفاذ من سيناريو ليس لديه الكثير ليبديه أو يوفره لمشاهد سيكتفي من الفيلم بيومه الأول.
رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».
بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ
يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.
لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.
الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.
في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟
هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.
* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».
THE WRESTLER ★★
* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).
يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.
هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.
يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.
* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».
ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★
* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).
قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).
نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.
اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.
* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز