واشنطن تتواصل مع الروس عبر رسائل هاتفية قصيرة

مكافآت لقاء معلومات عن تدخل موسكو في الانتخابات

رسالة نصية تلقاها مواطن روسي عن تقديم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية (الشرق الأوسط)
رسالة نصية تلقاها مواطن روسي عن تقديم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية (الشرق الأوسط)
TT

واشنطن تتواصل مع الروس عبر رسائل هاتفية قصيرة

رسالة نصية تلقاها مواطن روسي عن تقديم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية (الشرق الأوسط)
رسالة نصية تلقاها مواطن روسي عن تقديم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية (الشرق الأوسط)

فوجئ سكان عدد من المدن الروسية بتلقي رسائل قصيرة على الهواتف المحمولة تتضمن عرضاً بتزويد وزارة الخارجية الأميركية بأي معلومات حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة وتلقي 10 ملايين دولار مقابل ذلك.
ووفقاً لوسائل إعلام في روسيا، فقد بدت الحملة واسعة ومنظمة، إذ امتد نطاقها ليشمل عشرات المدن في مختلف الأقاليم الروسية.
وبدا أن توزيع هذه الرسائل انطلق مباشرة، بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن تخصيص مبلغ 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الأشخاص أو الجهات الذين يحتمل أن تكون لهم علاقة بمحاولات التدخل في سير الانتخابات، بناءً على تعليمات من دول أخرى.
ووفقا للمعطيات، فإن «برنامج المكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية يقف وراء تخصيص هذه المبالغ لتشجيع الأشخاص الذين قد تتوافر لديهم أي معلومات تدعم رواية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، من خلال المشاركة في أي هجمات إلكترونية أو عمليات أخرى هدفت إلى التأثير على سير الانتخابات.
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، علّقت على حديث بومبيو في وقت سابق، بشكل ساخر، وجددت الموقف الروسي حول «استخدام العداء لموسكو في الحملات الداخلية». وقالت مواطنة روسية في منطقة يكاترينبورغ إنها تلقت رسالتين قصيرتين باللغتين الروسية والإنجليزية. واحدة منهما جاءت عبر مزوّد الخدمة المحلي، والثانية من مشترك غير معروف. وبدا أن الآلية نفسها استخدمت في غالبية المدن الروسية التي شهدت توزيع الرسائل المماثلة، وسجلت شبكة «نيوز رو» توزيعاً كثيفاً للرسائل في مدن ساراتوف وكراسندار وفلاديفوستوك وأوليانفسك وبيرم وتيومين، وهي كلها مرتبطة بمقدم واحد للخدمات، رغم أنها موزعة بين جنوب روسيا إلى أقصى شرقها. ولفتت الشركة إلى أن المرسل المجهول فعّل خاصية عدم تلقي الردود على الرسائل.
وفي حالات أخرى، وصلت الرسالة إلى الروس من خلال برنامج يستخدم عادة لإرسال بريد عشوائي أو إرسال رسائل نصية مزيفة لاختراق الحسابات.
على صعيد آخر، قضت محكمة روسية، أمس، بإدانة سبعة ناشطين واجهوا اتهامات بالسعي إلى الاستيلاء على السلطة بالقوة. وأعلن القاضي أحكاماً بالسجن على المتهمين في ختام محاكمة استمرت نحو عام، وأثارت جدلاً واسعاً في البلاد.
ونص قرار الإدانة في القضية التي باتت معروفة في روسيا باسم تنظيم «العظمة الجديدة» وهي التسمية التي أطلقها المتهمون على مجموعتهم، على «توافر أدلة كافية ضد المتهمين» الذين «أسسوا تنظيماً متطرفاً، وسعوا إلى تدبير انقلاب في البلاد، باستخدام الأسلحة وأدوات العنف». واستند القاضي لدى تلاوة الحكم على اعتراف أحد المتهمين في وقت سابق، برغم أنه تراجع قبل شهور عن اعترافاته وقال إنه خضع لضغوط أثناء التحقيق. وقال المحامي مكسيم باشكوف لوكالة أنباء «نوفوستي» إن الدفاع ينوي استئناف الحكم.
وخضع للمحاكمة سبعة متهمين، أربعة منهم تم احتجازهم بقرار قضائي سابق، فيما مثل الثلاثة الآخرون أمام القضاة أثناء خضوعهم للإقامة الجبرية في منازلهم. وكان للمجموعة شريك ثامن نجح في الفرار من البلاد العام الماضي إلى أوكرانيا، وحوكم غيابياً.
وكان ناشطان آخران حوكما العام الماضي في القضية ذاتها وصدرت ضدهما أحكام بالسجن، أحدهما قدم اعترافات تراجع عنها في وقت لاحق ما استدعى تحويله لمحاكمة جديدة.
ووفقاً لجهات التحقيق، خطط المتهمون للاستيلاء على السلطة في روسيا من خلال القيام بانقلاب. وأنهم حضروا لذلك من خلال تخزين أسلحة وزجاجات حارقة، وعبر بث منشورات حرضت على العنف. وأكد جهاز الادعاء أن المتهمين أنشأوا طواعية «تنظيماً متطرفاً»، جهّز للمشاركة في «انتفاضة»، وخططوا لمهاجمة رجال الشرطة. ولفت إلى توافر أدلة كافية بينها المراسلات بين أفراد المجموعة والمواد التي دل إليها التنصت على المكالمات الهاتفية ومقاطع فيديو وشهادة شخص ظل اسمه الحقيقي خفياً في القضية وتمت الإشارة إليه باسم مستعار هو «رسلان د.». لكن أعضاء تنظيم «العظمة الجديدة» قالوا خلال المحاكمة إن فكرة إنشاء المنظمة كانت «وليدة عملية متعمدة للإيقاع بهم قام بها محرضون من جهازي الشرطة وهيئة الأمن الفيدرالي». وأصر طاقم الدفاع عن المتهمين على هذه الفكرة خلال المحاكمة، مشدداً على وقوع عدد كبير من الأخطاء القانونية خلال المحاكمة، والاستناد إلى معطيات واهية، وأكد أن رسلان هو «مهندس خطة الإيقاع بالمجموعة» وأنه مخبر أمني تواصل مع المتهمين وطرح عليهم فكرة تأسيس تنظيم يتولى إقامة معسكر تدريب في إحدى الغابات، ومحاولة جذب شبان جدد إلى المجموعة.
وقبل بداية جلسة النطق بالحكم أمس، تم اعتقال العديد من الأشخاص بالقرب من المحكمة من بين عشرات تجمعوا أثناء تلاوة الحكم ورددوا هتافات «بريء!».
وكان حوالي 40 من ناشطي حقوق الإنسان في روسيا وجهوا رسالة مفتوحة دفاعاً عن المتهمين، ووصفوا قضية «العظمة الجديدة» بأنها «نتيجة مباشرة لتلفيق متعمد من جانب الشرطة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».