«كورونا» لا يحجب عيون الأثرياء عن فيراري

فيراري «إف 8 سبايدر» (رويترز)
فيراري «إف 8 سبايدر» (رويترز)
TT

«كورونا» لا يحجب عيون الأثرياء عن فيراري

فيراري «إف 8 سبايدر» (رويترز)
فيراري «إف 8 سبايدر» (رويترز)

رغم تأثير فيروس «كورونا» على إنتاج وتسليم سيارات فيراري الفارهة، فإنها لم تؤثر على طلب الأثرياء شرائها، كما لاحظ المحللون. فالتأثير المالي على أداء شركة فيراري حتى الآن يبدو مجرد تراجع أرباحها بمقدار الربع، حيث نجحت الإدارة في التعامل مع الأزمة، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء. وبحسب النتائج التي أعلنتها فيراري يوم الاثنين الماضي تراجعت إيراداتها خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 42 في المائة سنويا، في حين تراجع حجم التسليمات بنسبة 48 في المائة. وكان الإنتاج قد تراجع بشدة نتيجة إغلاق المصانع وصالات عرض الموزعين في إطار الإجراءات التي فرضتها أغلب دول العالم لوقف انتشار الفيروس، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وفي هذه الظروف قررت الشركة عدم اللجوء إلى خفض النفقات أو الاستثمارات واختارت بدلا من ذلك مواصلة دفع أجور العمال وزيادة مكافآت الموزعين. لذلك تراجعت أرباح السهم بنسبة 95 في المائة كما تآكلت السيولة النقدية الحرة لديها. في الوقت نفسه فإن طلبات حجز سياراتها الجديدة «ظلت قوية كما هي العادة»، وقالت الشركة إن الروح المعنوية لعملائها مرتفعة للغاية. وهذه الجائحة تشجع على استخدام السيارات الخاصة بالنسبة لأصحاب كل مستويات الدخول، وتعتقد فيراري أن الكثيرين يرون أن شراء واحدة من سياراتها في ظل هذه الظروف العصيبة يعتبر في حد ذاته مكافأة للذات.
وهناك جدل حول ما إذا كان يجب مقارنة سيارات فيراري بالسيارات العادية الأخرى، أم ببيوت الموضة والسلع الفارهة. ولكن نظرا لقوتها السعرية وقدرتها على التحكم في القيم وجذب الطلب، فإنه يمكن اعتبارها تنتمي إلى فئة شركات السلع الفارهة وليس عالم السيارات العادية. ولذلك فإن تراجع مبيعات فيراري خلال الربع الثاني من العام الحالي، جاء مماثلا لتراجع مبيعات شركة هيرميس إنترناشيونال الفرنسية للسلع الفارهة وأقل قليلا من مبيعات كيرينغ وريتشمونت للسلع الفارهة.
وهنا تظهر قيمة فيراري. فقد ارتفع سعر سهمها حاليا بنسبة 5 في المائة مقارنة بمستواه في بداية العام الحالي، في حين تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية ككل بأكثر من 10 في المائة خلال الفترة نفسها. ووفقا للقيمة الاستثمارية فإن قيمة أسهم الشركة حاليا تعادل 20 مثل أرباحها المقدرة قبل حساب الضرائب والفوائد في العام المقبل، في حين يصل المعدل بالنسبة لشركة هيرميس إلى 25 ضعفا، ولكن المعدل بالنسبة للشركة التالية لها يبلغ 13 ضعفا، على أفضل تقدير.
رغم المرونة التي أظهرتها فيراري خلال الجائحة، فإنها ستخطئ إذا اعتقدت أن الأزمة لن تمثل تهديدا لنشاطها. والحكومات تبحث حاليا عن سبل تمويل نفقات مواجهة جائحة «كورونا» وتداعياتها، ومن المتوقع أن تتجه إلى فرض ضرائب جديدة على الأثرياء الذين يمكنهم شراء سيارات فيراري.


مقالات ذات صلة

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

علوم «طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

عجينة رقيقة تؤمن السفر مجاناً آلاف الكيلومترات

ديدي كريستين تاتلووكت (واشنطن)
الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.