تنقلنا الفنانة إليسا في ألبومها الجديد «صاحبة رأي» إلى عالمها الخاص. فهي تتيح لنا من خلال أغانيه الـ18 الدخول إلى صميم أفكارها وقناعاتها. مجموعة قصص قصيرة، عنونتها على طريقتها، وضعتها إليسا في هذا الألبوم، ليكون بمثابة رواية لا يمل من قراءتها. تتفوق إليسا على نفسها في هذا العمل الذي يتناول الألم والأمل والحب والقسوة والفرح والخيانة. فتتلوها بصوتها العذب الدافئ الواحدة تلو الأخرى، مبرهنة مرة جديدة بأن لقبها «ملكة الإحساس» يسكنها قلباً وقالباً.
3 ملايين ونصف المليون مشاهدة حققتها أغنية الألبوم «صاحبة رأي» في مدة لم تتجاوز الأسبوع. أغاني ألبومها اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي، أنست اللبناني همومه السياسية وأخذته إلى عالم سوريالي مع أنه ينبع من الواقع. غنّت وكأنها تكتب أحرف حياة ذهبية بصوتها، وقّعته بخبرة وحرفية فترجم ذلك بتصدرها الـ«تراند» على موقع «تويتر».
هذا الإصدار الذي يأتي بالتعاون مع شركة روتانا للمرئيات والصوتيات تتشارك فيه مع مجموعة ملحنين وشعراء لبنانيين ومصريين. وإضافة إلى أغانٍ فردية سبق وأنزلتها في الأشهر القليلة الماضية («هنغني كمان وكمان» و«قهوة الماضي»)، نستمع في هذا الألبوم إلى أخرى. فكما «صاحبة رأي» و«غلطة وقت» و«وفي» و«على حس حكايتنا» و«عظيمة» و«سمعني» و«الي الله» و«أغانينا» و«مباحة ليك»، نتابع في العمل أيضاً «حبة اهتمام» و«هعتبرك مت» و«أنا شبه نسيتك» و«ليك لوحدك» و«أنت قصادي» و«بنحب الحياة». ولتنهيها بأغنية «mourir sur scene» للراحلة داليدا.
كل ما تريد النساء أن تقوله للرجل الحبيب والعاشق والأب، قدمته إليسا بصوتها. فحملت راية المرأة الموجوعة والمجروحة والمشتاقة. كما تناولت موضوعات حديثة وأخرى ترافق الأحباء في قصصهم اليومية، لم يسبق أن باحوا بها. فكسرت تقاليد الحب الكلاسيكي ورفعته بصوتها إلى مرتبة الكلام الأنيق المباح.
وتقول إليسا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «خياراتي تشبهني دائماً، وعندما أختار مواضيع معينة، فليس بالضرورة أن أكون عشتها، ولكنها تأتي من صلب قناعاتي. بعضها يمثلني في كيفية تفكيري الحقيقي والطبيعي بالحب والكره». وعما إذا هذا العمل الذي يحمل التأمل والنضج، يشكل منعطفاً جديداً في حياتها الفنية، ترد: «لا شك أن النضج الفني ينعكس على خيارات الفنان بشكل عام. ولذلك أجد أنه هو من يحدد عملية الاختيار بشكل مباشر».
«صاحبة رأي» الذي يأتينا من عالم إليسا ليكون بمثابة كتاب لرواية من نوع آخر، هل يحمل قصصاً من حياتها؟ تردّ إليسا: «هي ليست قصصاً من صلب حياتي، بقدر ما هي قصص من حياة كل شخص فينا. فجميعنا نحب ونغار نكره ونخون وندعي ونخاف. فلكل منا قصة تأتي على قدر قياس تجربته. وهذا ما يدفع بكل مستمع للألبوم أن يجد في أغانيه ما يشبهه».
تقدم إليسا في «صاحبة رأي» تحية لوالدها هي التي تردد دائماً مدى افتقادها له في حياتها بعد رحيله عنها. فتذكر تأثيره عليها من خلال واحدة من عبارات أغنية «صاحبة رأي». وتقول فيها: «وأبوي علمني ما خفش ودايما أواجه قدري. وما دام على حق ما خفش ده مبدأ عايشة عليه». ويدخل شقيقها كميل خوري في صلب صناعة ألبومها بعد توقيعه للتوزيع الموسيقي لأغنيات «غلطة وقت» و«وفي» و«الي الله». ومن الملحنين والموزعين والشعراء الذين تعاملت معهم في هذا الألبوم جمال ياسين وعلي المولى وأيمن قميحة ورامي جمال ومحمد رحيم ونادر عبد الله وسامر أبو طالب وجورج قسيس. كما خصصها المغني والملحن زياد برجي بألحان أغنية «حبة اهتمام». ويقول مطلعها: «مش عايزة منك إني أعيش دنيا ولا الأحلام مش عايزة منك وعد يطلع في النهاية كلام...كل اللي طالباه إني أحس بحبة اهتمام...».
ومن الأغاني اللافتة أيضاً في الألبوم «أغانينا» الفرحة، التي تقدمها إليسا بمنحى غربي إسباني يجتمع في الوقت نفسه مع النمط الغنائي الشرقي. ويشاركها فيها الفنان ليديز دياز بحيث يغني المقاطع الأجنبية من الأغنية، فيما تتولى إليسا إنشاد المقاطع العربية. وهي من كلمات محمد قاياتي وألحان محمد يحيي وتوزع عادل حقي.
كما تطالعنا إليسا في عملها الذي يحمل الرقم 12 في مسيرتها الفنية، بأغنية الراحلة داليدا (Mourir sur scene). وكانت سبق وغنتها في حفلها على مسرح الأولمبيا في فرنسا.
منعطف جديد يسجله ألبوم إليسا «صاحبة رأي» في مسيرتها الفنية. فيختصر مشوارها الغنائي الذي بدأته في عام 1999 ولتحتفل معه بمرور 20 عاماً على دخولها الساحة الغنائية العربية من بابها العريض. وتضمن الألبوم إعادة نشر صور قديمة لإليسا في إشارة منها إلى إبراز أهم محطاتها الفنية منذ 20 عاماً حتى اليوم.
إليسا لـ «الشرق الأوسط» : خياراتي تشبهني ونضجي الفني ينعكس عليها
«صاحبة رأي»... قصص قصيرة في 18 أغنية تصدرت الـ«تراند»
إليسا لـ «الشرق الأوسط» : خياراتي تشبهني ونضجي الفني ينعكس عليها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة