عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> حمد بن محمد آل الشيخ، وزير التعليم السعودي، أصدر أول من أمس، قرارات بتكليف عدد من الملحقين الثقافيين في عدة دول خليجية وعربية وصديقة، بينهم ثلاث سيدات يتقلدن هذا المنصب للمرة الأولى، وذلك تمكيناً للمرأة السعودية. وتأتي هذه القرارات تعزيزاً لحضور المملكة التعليمي والثقافي على الصعيد الدولي، وتفعيل مجالات التعاون المشترك، وتبادل الخبرات العلمية والبحثية، وتنسيق منح الطلاب للدراسة في المملكة، إلى جانب الإشراف على الطلبة المبتعثين، وتيسير رحلتهم التعليمية، واستثمار قدراتهم لخدمة الوطن، والمشاركة في تنميته مستقبلاً.
> ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية لدى الكويت، أكدت أول من أمس، بمناسبة الذكرى الـ30 للغزو العراقي للكويت، أن الأحداث التي تلت الغزو شكلت مرحلة مفصلية بتاريخ العلاقات الكويتية - الأميركية؛ لافتة إلى أن العام المقبل سيشهد مرور 60 عاماً على العلاقات الكويتية - الأميركية، مما يؤكد متانة العلاقة الثنائية. وقالت إنه «بعد مرور 30 عاماً، لا تزال روابطنا مع الكويت متينة، وهذه العلاقة يجب ألا تقتصر على أنها من المسلمات؛ بل لا بد أيضاً من العمل دائماً على التقارب».
> صالح الخرابشة، وزير البيئة والزراعة الأردني، زار أول من أمس، مركز حدود العمري، ضمن جولته الميدانية على المراكز الحدودية، لمتابعة انسياب السلع الصادرة والمستوردة، والاستعدادات اللازمة لمعاينة الإرساليات من قبل كوادر الوزارة المناوبة خلال فترة عيد الأضحى المبارك. كما التقى الخرابشة خلال جولته مديري الدوائر الرسمية العاملة بالمركز، مشيداً بمستوى التعاون بينهم. وأكد أن «غذاء المواطن (خط أحمر)». كما تفقد إجراءات مختبرات الوزارة من تسلم العينات وفحصها بالسرعة الممكنة.
> السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، شاركت أول من أمس، في اختتام فعاليات برنامج تثقيف مُيسرات المدارس المجتمعية الذي عقد بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، على مدار أسبوع، مستهدفاً تثقيف 20 مُيسرة من محافظة أسيوط بصعيد مصر؛ باعتبارها واحدة من أكثر المحافظات تصديراً للهجرة غير المشروعة. وقالت الوزيرة إن البرنامج يأتي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك برنامج الغذاء العالمي، في إطار المبادرة الرئاسية لمكافحة الهجرة غير المشروعة (مراكب النجاة) في تحقيق أهدافها.
> سعد جابر، وزير الصحة الأردني، تفقد أول من أمس، مستشفى الأميرة راية في دير أبي سعيد بلواء الكورة. واطمأن الوزير على سير تقديم الخدمات الصحية للمرضى، مثمناً خلال الجولة جهود كوادر الوزارة الطبية والتمريضية والفنية والإدارية، لا سيما المناوبة التي تقضي عطلة عيد الأضحى في رعاية المرضى بعيداً عن أسرها. وأكد استعداد الوزارة لسد أي احتياجات للمستشفى من كوادر طبية ومعدات وأجهزة، مشيراً إلى أنه سيتم تعزيز المستشفى باختصاصي إضافي لمرضى الكلى.
> ناصر بن ثاني الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين الإماراتي، التقى أول من أمس، المساعد الخاص لرئيس مجلس وزراء باكستان لشؤون المغتربين، سيد ذو الفقار بخاري، لبحث سبل تعزيز التعاون، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مجالات وقضايا العمل. وأكد الجانبان خلال اللقاء الحرص على مواصلة تنفيذ الخطط والمشروعات المشتركة، بما يتوافق مع مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في مجالات العمل. واستعرض الوزير حزمة المبادرات والقرارات التي يتم تطبيقها في سوق العمل في دولة الإمارات، لدعم أصحاب العمل والعاملين في القطاع الخاص.
> رنا الفارس، وزيرة الأشغال العامة ووزيرة دولة الكويت لشؤون الإسكان، أعلنت أول من أمس، عن تنفيذ مجموعة من الجداريات تحمل صور وأسماء شهداء الكويت، قائلة إن ذلك يأتي تخليداً لذكرى شهداء الكويت الأبرار وتضحياتهم. وأوضحت أنه تم الاتفاق مع مكتب الشهيد التابع للديوان الأميري على تنفيذ المشروع، ليتم وضع صورهم وأسمائهم في مشروعات الجسور والأنفاق في شبكة الطرق بالكويت.
> ماكسيم ماكسيموف، السفير الروسي في بغداد، التقى أول من أمس، مستشار الأمن الوطني في العراق قاسم الأعرجي؛ حيث عبَّر السفير عن رغبة حكومة بلاده في تطوير علاقاتها مع العراق بمجالات الأمن وغيرها، كما تمت مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك، والتطرق إلى العلاقات العراقية الروسية، وأهمية تطويرها في المجالات كافة، فضلاً عن دور روسيا الاتحادية في المنطقة. كما نقل السفير دعوة رسمية موجهة من مجلس الأمن الروسي إلى مستشار الأمن الوطني لزيارة جمهورية روسيا الاتحادية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».