مصر تفرض «غرامات» على مخالفي الإجراءات الاحترازية

«الصحة»: خروج كل حالات الإصابة البسيطة من مقار العزل

رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال اجتماع الحكومة في القاهرة أمس  (الحكومة المصرية)
رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال اجتماع الحكومة في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
TT

مصر تفرض «غرامات» على مخالفي الإجراءات الاحترازية

رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال اجتماع الحكومة في القاهرة أمس  (الحكومة المصرية)
رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال اجتماع الحكومة في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)

في الوقت الذي اعتبر فيه رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن البلاد حققت «تطوراً وتحسناً في المؤشرات الاقتصادية رغم أزمة فيروس (كورونا) المستجد»، شدد خلال اجتماع حكومي، أمس، على «ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق الغرامات على المخالفين للقرارات الملزمة بارتداء الكمامات في أماكن التجمعات».
وقال مدبولي، أمس، «لو وجدنا تزايدا في أعداد الإصابة بالفيروس، فسيجبرنا ذلك إلى أن نعود مرة أخرى للإجراءات المشددة والقاسية»، مضيفاً أنه يجب «الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، في إطار تحجيم (كورونا) بشكل كبير خلال هذه المرحلة وتطبيق الغرامات المالية على المخالفين».
وشدد رئيس الحكومة على ضرورة تطبيق وزارتي النقل والداخلية لـ«القرارات الصادرة عن (اللجنة العليا لمواجهة فيروس كورونا)، والخاصة بارتداء الكمامات في وسائل النقل العام ووسائل النقل الجماعي، وكذلك بجميع المصالح الحكومية والمنشآت الأخرى التي تشهد إقبالا كثيفا من الجمهور، وذلك للحفاظ على ما تحقق طوال الفترة الماضية من نجاحات في التصدي لهذه الجائحة، وتراجع الإصابات بهذا الفيروس وانخفاض معدل الوفيات به، وحتى لا تحدث انتكاسة مثلما حدث في بعض الدول».
وتفرض السلطات المصرية غرامة لا تزيد على 4000 جنيه (الدولار يساوي 16 جنيها مصريا في المتوسط) على المترددين على المنشآت العامة ووسائل النقل دون ارتداء الكمامة، وذلك في إطار إجراءات «التعايش مع فيروس (كورونا)».
وقال اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، إن العناصر الوزارية تعمل على «إلزام المواطنين بارتداء الكمامات في وسائل النقل الجماعي، ويتم تحرير محاضر فورية لمن يخالف ذلك بمعدل متوسط يصل إلى 2500 مخالفة يومياً».
بدورها استعرضت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال الاجتماع الحكومي «الموقف الحالي لمواجهة فيروس كورونا»، وأفادت بأن «معدل الإصابة الأسبوعي مستمر في التراجع للأسبوع الخامس على التوالي، حيث سجل في الفترة من 18 - 24 يوليو (تموز) 4360 حالة، مقارنة بـ5413 حالة خلال الفترة 11 - 17 يوليو».
ونقلت زايد عن «تقرير (منظمة الصحة العالمية)، أن مصر هي الأقل في معدل الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد في منطقة الشرق الأوسط»، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية الآمنة والالتزام بالتوصيات للحفاظ على تسطيح منحنى الإصابات.
وأوضحت وزيرة الصحة أنه «تم البدء في إغلاق نُزل الشباب (المخصص لعزل الحالات البسيطة) من 8 يونيو (حزيران) الماضي، فيما خرجت باقي الحالات الموجودة بجميع نُزل الشباب على مستوى الجمهورية أول من أمس (الثلاثاء)»، وتابعت: «محافظات البحر الأحمر، وجنوب سيناء، ومرسى مطروح، استقبلت 170 طائرة، نقلت 27658 راكباً، وذلك بعد استئناف حركة الطيران».
وتطرقت زايد إلى «الإجراءات الآمنة التي يجب اتباعها للحد من انتشار فيروس (كورونا) خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، والتي تتمثل في المحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي بين الأفراد، على ألا تقل عن متر واحد، وارتداء الكمامة المصنعة من القماش، مع اتباع الإرشادات الخاصة بكيفية ارتدائها وإزالتها، والتخلص منها، وحصر التجمعات الاجتماعية العامة والخاصة، وتشجيع عدم المصافحة باليد في اللقاء وتحية الناس لتخفيف انتقال العدوى خاصة في الأماكن المغلقة».
كما تتضمن الإجراءات أيضا «منع تجمع أعداد كبيرة من الناس في الأماكن العامة المرتبطة بأنشطة العيد مثل الأسواق والمحلات التجارية وغيرها، وحثت الوزيرة الأفراد البالغين من العمر 60 عاما أو أكثر أو أي شخص يعاني من تاريخ مرضي سابق مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض الرئة المزمنة، وأمراض الأوعية الدموية الدماغية وأمراض الكلى المزمنة، وتثبيط المناعة والسرطان، على عدم حضور التجمعات لأنهم الأكثر عرضة للإصابة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.