الاقتصاد الألماني يتعافى بشكل ملحوظ

الاقتصاد الألماني يتعافى بشكل ملحوظ
TT

الاقتصاد الألماني يتعافى بشكل ملحوظ

الاقتصاد الألماني يتعافى بشكل ملحوظ

عقب انهيار غير مسبوق في الاقتصاد الألماني الربيع الماضي، بسبب تداعيات جائحة «كورونا»، يرى المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية (دي آي دابليو) مؤشرات على التعافي. وذكر المعهد الأربعاء في برلين: «العلامات على التعافي واضحة».
وذكر المعهد أنه من المتوقع خلال الفترة من يوليو (تموز) حتى سبتمبر (أيلول) المقبل، أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 في المائة، مقارنة بالربع السابق له الذي من المتوقع أن يسجل تراجعاً في فئة العشرات.
ومن المنتظر أن يعلن مكتب الإحصاء الاتحادي اليوم الخميس، بيانات محددة عن الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا خلال الربع الثاني من هذا العام.
وأوضح الباحث الاقتصادي كلاوس ميشلسن أنه «على الرغم من النمو القوي مجدداً الآن، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر عامين قبل أن يتم تعويض الركود التاريخي الذي حدث في الربيع».
ويعتقد ميشلسن أنه إذا لم تكن هناك موجة ثانية من الإصابات، فمن الممكن توقع نمو تعويضي قوي. ومع ذلك، يتوقع الباحث أن تعاني الصادرات الألمانية من الانكماش الاقتصادي في عديد من البلدان.
كان أشهر معهد اقتصادي (إيفو)، قد توقع في شهر مايو (أيار) الماضي، أن الاقتصاد الألماني سينكمش 7.1 في المائة على الأرجح هذا العام، ثم ينمو 7.2 في المائة في العام القادم، وذلك بفعل جائحة فيروس «كورونا».
وقال المعهد: «في ذروته، تجاوز انكماش الناتج الاقتصادي الألماني 15 في المائة بسبب صدمة فيروس (كورونا)، وظل عند هذا المستوى على مدار أبريل (نيسان)». ورجح أن ينكمش الاقتصاد 11.3 في المائة في ربع السنة بين أبريل ويونيو (حزيران)، على أن يعاود النمو في الربع الثالث من السنة.
في غضون ذلك، دعا مفوض الحكومة الألمانية لشؤون السياحة، توماس بارايس، العائدين من عطلات من مناطق بها خطورة مرتفعة فيما يتعلق بجائحة «كورونا»، بالخضوع لاختبارات الكشف عن العدوى.
وقال وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية، وفق وكالة الأنباء الألمانية: «هذا يصب في مصلحة حمايتنا الخاصة، وأيضاً في مصلحة السلامة العامة. أيضاً العائدون من مناطق خطورة على متن قطارات أو سيارات يتعين أن يخضعوا للاختبارات. السفر السياحي لا ينبغي أن يتحول إلى مصدر خطورة»، مؤكداً أن كل فرد يتحمل مسؤولية خاصة تجاه الآخرين.
وأضاف بارايس: «في المستقبل سيصبح السفر الآمن والصحي له مكانة جديدة تماماً... الاختبار السريع الإلزامي على سبيل المثال في المطارات يمكن أن يساهم في ذلك كثيراً».
وتستعد المطارات والسلطات الصحية في ألمانيا لإجراء اختبارات «كورونا» إضافية للمسافرين العائدين. وأعلن وزير الصحة الألماني ينس شبان، أنه سيفرض على العائدين من مناطق عالية الخطورة الخضوع لاختبارات «كورونا».
ومن المتوقع أن يدخل هذا الإلزام حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى خيارات الاختبار الطوعي التي تم تحديدها مسبقاً. وبحسب قائمة لمعهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض، فإن من بين الدول المصنفة على أنها عالية الخطورة حالياً: الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، ومصر.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.