دعوات لاستمرار الاحتراز رغم تراجع الإصابات في مصر

السيسي حذّر من الاضطرار لإعادة الإغلاق

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفتتح مجمعاً صناعياً للنسيج أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفتتح مجمعاً صناعياً للنسيج أمس (الرئاسة المصرية)
TT

دعوات لاستمرار الاحتراز رغم تراجع الإصابات في مصر

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفتتح مجمعاً صناعياً للنسيج أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفتتح مجمعاً صناعياً للنسيج أمس (الرئاسة المصرية)

رغم استمرار تسجيل معدلات متراجعة للإصابات بفيروس «كورونا» المستجد؛ فإن مسؤولين رسميين بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعوا إلى «استمرار الإجراءات الاحترازية بين المواطنين، حتى لا تضطر السلطات إلى اتخاذ قرار بإعادة الإغلاق مرة أخرى».
وخلال افتتاح مجمع صناعي كبير للغزل والنسيج، أمس، أعرب السيسي عن أمله في «الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس (كورونا) اعتماداً على الحرص والوعي الذي ظهر خلال الشهور الماضية»، مدللاً على ذلك بـ«تناقص الأرقام الكبيرة للإصابات التي سيطرت خلال الشهور الماضية على البلاد».
وقال السيسي مخاطبا مواطنيه، «لا نريد أن يدفعنا التفاؤل الساري الآن بعد تراجع نسب الإصابة والوفيات إلى التخلي عن الحذر، فنحن نفذنا إجراءات صحية واقتصادية متوازنة مراعاة لمصالح الناس وسمحنا لمنشآت بالعمل لتخفيف التأثيرات على قطاعات كبيرة جدا»، ومضيفا: «لا تضطرونا للعودة للإجراءات السابقة مرة أخرى حفاظاً على صحة وسلامة المصريين، ولو حصل أمر آخر (تدهور) فسنضطر للإغلاق، ونرجو استمرار الالتزام بالكمامات والإجراءات الاحترازية حتى لا تزيد الإصابات والوفيات».
ونفذت الحكومة المصرية حظراً مؤقتاً على التجول في مارس (آذار) الماضي، وقررت تخفيف القيود تدريجياً، وأعادت فتح المقاصد السياحية واستئناف حركة الطيران، وسمحت مطلع الأسبوع الحالي بعمل المقاهي والمطاعم حتى منتصف الليل وزيادة السعة المخصصة لاستقبال الزبائن إلى نصف القدرة التشغيلية.
وتزامنت تصريحات السيسي مع تحذيرات أخرى من مستشار لشؤون الصحة الوقائية، الدكتور محمد عوض تاج الدين، والذي اعتبر أن «انخفاض الأعداد في مصر إنجاز كبير، يجب الحفاظ عليه بالحرص على الإجراءات الاحترازية لتجنب أي موجة ثانية».
وبينما شدد تاج الدين، في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، على أهمية «الكمامات الطبية الواقية والتباعد الاجتماعي والحد من التجمعات»، فإنه أكد على «الجهات الطبية أن تعمل على تطوير صناعة الدواء والمستلزمات الطبية، لضمان الاستعداد لأي طارئ أو جائحة جديدة».
وتواكبت التحذيرات المصرية، مع إعلان وزارة الصحة في البلاد، عن «تسجيل 420 حالة جديدة ثبت إيجابية تحاليلها معملياً لفيروس كورونا المستجد، ووفاة 46 حالة جديدة».
وبإعلان «الصحة» الأخير تكون مصر، كسرت تراجعاً حاجز الـ500 إصابة يومياً لليوم الثاني على التوالي، والذي سجلته البلاد لأول مرة منذ شهرين تقريباً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.