الصناديق السيادية تتوقع تعافياً أبطأ... وأفضلية للصين

{الفيدرالي} يمدد برنامج شراء السندات

الصناديق السيادية تتوقع تعافياً أبطأ... وأفضلية للصين
TT

الصناديق السيادية تتوقع تعافياً أبطأ... وأفضلية للصين

الصناديق السيادية تتوقع تعافياً أبطأ... وأفضلية للصين

يتوقع أكثر من نصف صناديق الثروة السيادية المشاركة في مسح جديد أن يستغرق تعافي الاقتصاد العالمي من أزمة كوفيد - 19 أكثر من ربعي سنة، ورجحت أن تكون الأسواق المتقدمة في وضع أفضل للتعافي.
وتوقع 58.3 في المائة من المشاركين، في مسح المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية وإنفسكو، تعافياً على شكل حرف U، إذ بدا أن الأغلبية اتفقت على أنه ستأتي فترة أطول من النمو الأبطأ، مما يبرز مدى الضبابية التي تكتنف عوامل مثل موجات جديدة من الإصابات وحزم دعم حكومية.
وقال ما مجموعه 29.2 في المائة من المشاركين إنهم يتوقعون تعافياً على شكل حرف W، وهو ما يشير إلى نزول مزدوج في النمو. وتوقعت نسبة 8.3 في المائة فقط تعافياً على شكل حرف V‬‬‬، الذي يشير إلى تراجع في النمو متبوع بتعافٍ على القدر نفسه من الحدة.
وجرى الانتهاء من المسح الذي شمل 24 عضواً بالمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية الشهر الماضي. ويعتقد أكثر من 60 في المائة من المشاركين أن الأسواق المتقدمة في وضع أفضل للعودة لنمو بوتيرة ما قبل كوفيد - 19 بعد الركود الناجم عن الجائحة. وتوقع أقل من النصف أن تكون وتيرة التعافي في الأسواق الناشئة أفضل.
وأيد المشاركون أن اقتصاد الصين في أفضل وضع للتعافي بين الاقتصادات الكبرى. وقال المنتدى وإنفسكو إن ذلك ربما يعكس توقعاً بأن الصين أول من عانت من الجائحة وتعاملت معها على نحو أفضل بشكل عام، لذا فإن اقتصادها قد يكون أكثر استجابة لجهود التحفيز الحكومية.
وتوقع نحو ثلث المشاركين أن يرفع اليوان الصيني حصته من احتياطيات النقد الأجنبي الرسمية العالمية، وكذلك حصته في نشاط التجارة. وتشعر نسبة 86 في المائة من المشاركين في المسح أن الصين ستواصل فتح اقتصادها وإتاحة حرية أكبر للتجارة وفرص الاستثمار.
لكن مستثمري الصناديق السيادية ظلوا على ثقتهم في الأصول بالدولار الأميركي، إذ اتفق 71 في المائة على أن الدولار يوفر أكثر الوجهات جذباً للاستثمار في الأسهم، ويعتقد 58 في المائة أن السندات المقومة بالدولار ستكون أفضل أوراق الدين أداء.
في غضون ذلك، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الثلاثاء عن تمديد برنامجه لشراء السندات الذي كان قد وضعه لمواجهة أزمة كورونا وذلك بسبب استمرار الجائحة. وأوضح البنك أن البرنامج، الذي كان مقرراً أن يستمر حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، سيستمر حتى نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن توفر الأمان للتخطيط وضمان استمرار توافر البرامج لدعم الانتعاش الاقتصادي.
ومن المنتظر أن يعقد جيروم باول، رئيس البنك المركزي، مؤتمرا صحافيا اليوم الأربعاء في أعقاب يومين من المشاورات للجنة سوق المال ويوضح قرارات اللجنة. وكان محللون توقعوا قبل انعقاد الجلسة، تمديد برامج الأزمة في ظل استمرار الجائحة.
وكان المجلس خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى الصفر تقريباً في هذا العام، كما أنه ضاعف مشتريات السندات وأطلق برامج ائتمانية واسعة النطاق من أجل استقرار الأسواق المالية والاقتصاد الحقيقي. وبحسب خبراء، فإن التدابير التي قررها البنك المركزي في أقصر زمن لمواجهة الأزمة، تعد أكبر من تلك التي اتخذها بعد الأزمة المالية عامي 2008 و2009.
وفي الأثناء، فتحت المؤشرات الرئيسية للبورصة الأميركية على انخفاض الثلاثاء، وذلك في الوقت الذي يتأهب فيه مشرعون لمحادثات صعبة بشأن حزمة مساعدات مرتبطة بفيروس كورونا، في حين يوازن المستثمرون أيضاً بين مجموعة متباينة من نتائج الأعمال لشركات قيادية.
وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 55.32 نقطة بما يعادل 0.21 في المائة إلى 26529.45 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 متراجعا 5.14 نقطة أو 0.16 في المائة إلى 3234.27 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 27.07 نقطة أو 0.26 في المائة إلى 10509.20 نقطة.



مخاوف الانكماش تتعزز في الصين مع تباطؤ التضخم الاستهلاكي بشكل أكبر

زبون يتسوّق لشراء الطماطم في قسم الخضراوات بأحد المتاجر الكبرى في بكين (رويترز)
زبون يتسوّق لشراء الطماطم في قسم الخضراوات بأحد المتاجر الكبرى في بكين (رويترز)
TT

مخاوف الانكماش تتعزز في الصين مع تباطؤ التضخم الاستهلاكي بشكل أكبر

زبون يتسوّق لشراء الطماطم في قسم الخضراوات بأحد المتاجر الكبرى في بكين (رويترز)
زبون يتسوّق لشراء الطماطم في قسم الخضراوات بأحد المتاجر الكبرى في بكين (رويترز)

تباطأ التضخم الاستهلاكي في الصين في ديسمبر (كانون الأول)، ما أدى إلى مكاسب سنوية متواضعة في الأسعار لعام 2024، بينما امتد الانكماش في المصانع إلى عام ثانٍ، وسط طلب اقتصادي متباطئ.

وقد أدى مزيج من انعدام الأمن الوظيفي وتراجع الإسكان الذي طال أمده وارتفاع الديون والتهديدات الجمركية من الإدارة القادمة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى الإضرار بالطلب، حتى مع تكثيف بكين للتحفيز لإنعاش قطاعها الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، يوم الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، متباطئاً عن الزيادة التي سجلها في نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة 0.2 في المائة وهي أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان). وجاء ذلك متوافقاً مع التوقعات في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء الاقتصاديين.

وكان مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بنسبة 0.6 في المائة في نوفمبر ومطابقاً للتوقعات.

وارتفع التضخم الأساسي، باستثناء أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، بنسبة 0.4 في المائة الشهر الماضي من 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في 5 أشهر.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين لكامل العام بنسبة 0.2 في المائة، وهو ما يتماشى مع وتيرة العام السابق وأقل من الهدف الرسمي البالغ نحو 3 في المائة للعام الماضي، ما يشير إلى أن التضخم لم يحقق المستهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وبالإضافة إلى حرب أسعار السيارات الكهربائية التي تدخل عامها الثالث، اتسع نطاق التخفيضات في قطاع التجزئة ليشمل محلات بيع الشاي الفقاعي.

وقد اختار المستهلكون الحذرون بشكل متزايد استئجار السلع من الكاميرات إلى حقائب اليد، بدلاً من شرائها.

أما في قطاع التجزئة، فقد انخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، وهو أبطأ من الانخفاض الذي بلغ 2.5 في المائة في نوفمبر والانخفاض المتوقع بنسبة 2.4 في المائة. وانخفضت أسعار بوابة المصنع الآن لمدة 27 شهراً على التوالي.

في أواخر ديسمبر الماضي، رفع البنك الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن ضعف ثقة الأسر والشركات إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات ستظل عائقاً.

وذكرت وكالة «رويترز» أن الصين وافقت على تأمين سندات خزانة خاصة بقيمة 411 مليار دولار؛ حيث تعمل بكين على زيادة التحفيز المالي لإنعاش الاقتصاد المتعثر.

وستزيد بكين بشكل حاد من التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل للغاية في عام 2025 لتحفيز الاستثمار في الأعمال التجارية ومبادرات تعزيز المستهلكين.

وقد خصصت السلطات 41 مليار دولار من الأموال من السندات الحكومية في يوليو (تموز) لتمويل تحديث المعدات واستبدال السلع الاستهلاكية بما في ذلك السيارات.