شدّدت دول عدة، بينها إسبانيا وألمانيا، التدابير الصحية، اليوم (الثلاثاء)، في محاولة للحد من تفشي فيروس «كورونا» المستجد، بعدما أثار ظهور عدد من البؤر الجديدة مخاوف من موجة ثانية.
بدورها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس لا يتأثر بفصول السنة على ما يبدو، في وقت تجاوز عدد الوفيات بالوباء 654 ألفاً، الثلاثاء، نحو ثلثهم في أوروبا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. وسجّلت أكثر من 100 ألف وفاة منذ 9 يوليو (تموز)، بينما تضاعفت الحصيلة العالمية في أكثر من شهرين بقليل.
وأصرّت مدريد على أن إسبانيا لا تزال وجهة آمنة للسياح، رغم أنها سجّلت أكثر من 4000 إصابة جديدة في نحو 361 بؤرة، بينما فرضت وضع الكمامات طوال الوقت في الأماكن العامة. إلا أن دولاً عدة فرضت حجراً صحياً على العائدين من إسبانيا، بينها بريطانيا، التي تعد سوقاً مهمة بالنسبة للسياحة لديها.
لكن قطاع السياحة الإسباني ليس وحيداً في معاناته من تداعيات «كوفيد - 19». وأفادت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن القطاع تكبّد خسائر بلغت قيمتها 320 مليار دولار في العالم خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2020. ما يشكل تهديداً لدخل ملايين الأشخاص.
وأفادت المنظمة، ومقرها مدريد، أن الرقم «أعلى 3 مرات من الخسائر التي سجّلتها السياحة الدولية خلال الأزمة المالية العالمية عام 2009».
كما أعلن اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) أن حركة الطيران العالمية لن تعود إلى مستويات ما قبل أزمة وباء «كوفيد - 19» إلا بحدود العام 2024 على أقل تقدير، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وسجّلت ألمانيا ما معدله 557 إصابة جديدة يومياً خلال الأسبوع الفائت، وفرضت وضع الكمامات في الأماكن المفتوحة عند تعذّر التباعد الاجتماعي.
أما إيران فشهدت أسوأ يوم على صعيد الوباء، مسجّلة 235 وفاة جديدة، الثلاثاء، في حصيلة يومية قياسية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية سيما سادات لاري، إن «الوضع مقلق»، بينما صنّفت السلطات طهران ضمن 15 محافظة، من أصل محافظات إيران الـ31، بوصفها الأعلى خطورة لجهة تفشي الوباء.
وفرضت السلطات وضع الكمامات في الأماكن العامة، وسمحت للمحافظات الأكثر تضرراً، وبينها طهران، بإعادة فرض قيود كانت رُفعت تدريجياً منذ أبريل (نيسان) من أجل تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد.
وسجّل لبنان تزايداً للإصايات لتعلن الحكومة الثلاثاء فرض إغلاق كلي بين 30 يوليو و3 أغسطس (آب)، تزامناً مع عطلة عيد الأضحى، على أن تعيد فتح البلاد جزئياً ليومين فقط، ثم تفرض إغلاقاً تاماً جديداً لمدة 5 أيام.
من جهة أخرى، حذف «تويتر» تسجيلاً مصوراً أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشاركته على الموقع حيث وردت فيه تصريحات لأطباء قيل إنها غير صحيحة بشأن الوباء. وأفاد «تويتر» أن الفيديو انتهك «سياسته بشأن المعلومات المضللة المرتبطة بـ(كوفيد - 19)». كما سبق أن حذف «فيسبوك» الفيديو الذي كان يشير إلى أن الكمامات وتدابير الإغلاق غير ضرورية لمواجهة الوباء.
وفي الصين، التي تمكنت إلى حد كبير من القضاء على الفيروس بعد 7 أشهر على ظهوره فيها، أعلنت السلطات الثلاثاء أن حاملي الفيروس القادمين من بؤرة إصابات في شمال شرقي البلاد ينشرون العدوى في 5 مناطق، بينها العاصمة بكين.
وكانت الصين التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) 2019 تمكنت إلى حد كبير من القضاء على الوباء بفضل فرض وضع الكمامات وإجراءات عزل وتتبع المخالطين للمصابين.
ولم تسجل أي وفاة منذ منتصف مايو (أيار). لكن في الأشهر الماضية ظهرت بؤر إصابات محدودة جديدة في مناطق مختلفة في البلاد، ما أثار قلقاً. وأعلنت الصين الثلاثاء تسجيل 68 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية، في أعلى ارتفاع يومي منذ منتصف أبريل.
في لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: «لنكن واضحين تماماً حول ما يحدث في أوروبا... بين بعض أصدقائنا الأوروبيين، أخشى أننا بدأنا رؤية إشارات في بعض الأماكن إلى موجة ثانية للجائحة».
بدورها، أعلنت اليونان أنها ستعيد فتح 6 من موانئها أمام السفن السياحية في عطلة نهاية الأسبوع. لكنها فرضت وضع الكمامات في المتاجر والمقارّ الحكومية نظراً لارتفاع عدد الإصابات مجدداً.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إن «فصول السنة لا تؤثر على ما يبدو على انتقال العدوى بهذا الفيروس». وأضافت: «ما علينا أن ندركه جميعاً هو أن هذا فيروس جديد... وإن كان تنفسياً، وإن كانت الفيروسات التنفسية تأثرت في الماضي بفصول السنة المختلفة، فإن سلوك (كورونا المستجد) مختلف».
العالم إلى تشديد القيود الصحية وسط مخاوف من موجة ثانية للوباء
العالم إلى تشديد القيود الصحية وسط مخاوف من موجة ثانية للوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة