مهرجان «صيف البحرين» يقهر «كورونا» بحزمة فعاليات «أقرب عن بُعد»

عروض فنية وموسيقية وحفلات أوركسترا من إيطاليا والصين وروسيا وإندونيسيا

عروض فنية وموسيقية وحفلات أوركسترا يشهدها مهرجان «صيف البحرين» (الشرق الأوسط)
عروض فنية وموسيقية وحفلات أوركسترا يشهدها مهرجان «صيف البحرين» (الشرق الأوسط)
TT

مهرجان «صيف البحرين» يقهر «كورونا» بحزمة فعاليات «أقرب عن بُعد»

عروض فنية وموسيقية وحفلات أوركسترا يشهدها مهرجان «صيف البحرين» (الشرق الأوسط)
عروض فنية وموسيقية وحفلات أوركسترا يشهدها مهرجان «صيف البحرين» (الشرق الأوسط)

أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار، اليوم (الأحد)، مهرجان «صيف البحرين» في نسخته الثانية عشرة التي تحمل شعار «أقرب عن بُعد»، والتي تقام ما بين 2 و13 أغسطس (آب) المقبل.
ويقدم مهرجان صيف البحرين توليفة من الأنشطة والفعاليات، تتنوع بين ورش العمل الفنية والإبداعية والرياضية، والجولات إلى المواقع الثقافية، والعروض الفنية والموسيقية الآتية من مختلف أنحاء العالم، وأنشطة سرد القصص والمسابقات.
وعقدت الهيئة مؤتمرها الصحافي، اليوم، عبر الإنترنت، وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «للسنة الثانية عشرة على التوالي، نواصل صناعة الفرح، وتقديم نشاط ثقافي مغاير عبر مهرجان صيف البحرين الذي ننظمه لأول مرة عن بعد، لنقترب من جمهورنا أكثر، ونوصل رسالة مفادها أنه رغم كل العقبات التي واجهت هذا الموسم الثقافي... نؤكد على استدامته، واستدامة مشاريعنا الثقافية، وعملنا من أجل تعزيز البنية التحتية الثقافية في مملكة البحرين».
وتابعت قائلة: «رغم أسفنا لأننا لم نتمكن من التواصل مباشرة مع جمهورنا في خيمة نخول، وفي مواقعنا الثقافية الأخرى، فإننا استثمرنا هذا الظرف الاستثنائي لنحول صيف البحرين إلى حدث ثقافي لا تحده الجغرافيا، بل حدوده هذا الفضاء الإلكتروني الافتراضي الذي يصل إلى أنحاء العالم كافة».
ومن جانبها، قالت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، مدير عام الثقافة والفنون بالهيئة: «إن مهرجان هذا العام سيقدم أمسيات فنون شعبية تعكس غنى مملكة البحرين، وإرثها الثقافي غير المادي، ومنها حفلتان مباشرتان من موقع قلعة البحرين وقلعة عراد».
وفي نسخة العام الحالي 2020، يتزامن مهرجان «صيف البحرين» مع برنامج هيئة الثقافة لهذا العام بعنوان «دلمون حيث الكثافة» الذي يُقام بين 2 و31 أغسطس المقبل.
ويأخذ المهرجان الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار، وينتقل بنشاطه إلى الفضاء الإلكتروني، عاكساً شعاره «أقرب عن بعد».
وفي مجال العروض الفنية والموسيقية، سيشهد مهرجان «صيف البحرين» عرضين مباشرين: الأول لفرقة إسماعيل دواس يوم 2 أغسطس، والثاني لفرقة دار شباب الرفاع يوم 13 أغسطس.
أما العروض التي تبث عبر الإنترنت، فتبدأ يوم 6 أغسطس، مع عرض فرقة محمد بن فارس، وعرض «جين روسو» الغنائي، بالتعاون مع السفارة الإيطالية.
ويوم 7 أغسطس، يقدم مهرجان صيف البحرين عرض مجموعة «نينغشيا» للفنون الأدائية، بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية. أما يوم 9 أغسطس، فسيكون الجمهور على موعد مع عرض فنون شعبية من تقديم فرقة قلالي للفنون الشعبية، فيما يقدم المهرجان عرضاً لأوركسترا الشباب السمفونية الروسية، بالتعاون مع سفارة الاتحاد الروسي يوم 13 أغسطس. ومن إندونيسيا، يأتي عرض «رقصة سندراواسيه»، بالتعاون مع السفارة الإندونيسية يوم 14 أغسطس.
ويوم 16 أغسطس، يشهد تقديم 3 عروض: الأول لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، بالتعاون مع السفارة الفلسطينية؛ والثاني عرض فنون شعبية لفرقة التخت، بالتعاون مع السفارة الكويتية؛ وعرض الفرقة الموسيقية للشرطة، بالتعاون مع وزارة الداخلية. وبالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأميركية، يقدم مهرجان «صيف البحرين» عرضاً غنائياً بعنوان «فوكا تراش» يوم 19 أغسطس، بينما تساهم سفارة المملكة الأردنية الهاشمية بتقديم مسرحية «غراب أبيض» للجمهور يوم 21 أغسطس.
ويختتم مهرجان الصيف عروضه يوم 23 أغسطس مع فيلم الرسوم المتحركة «أوبن وإيبين»، بالتعاون مع السفارة الماليزية.
أما ورش العمل التي يقدمها مهرجان صيف البحرين، فتتنوع بين ورش عمل حول الأشغال اليدوية، والزخارف والفنون، والمسرح، والطباعة، وترميم القطع الأثرية، والغناء والمهارات الإبداعية، كتسجيل الصوت والرسم وغيرهما.
كذلك يقدم المهرجان فقرات مسجلة حول مواضيع الطبخ، إضافة إلى أنشطة سرد القصص، وعروض الأنشطة الرياضية واللياقة البدنية.
ويأخذ المهرجان الجمهور في جولات افتراضية، برفقة شخصيات صيف البحرين المحبوبة «نخول ونخولة»، إلى كثير من المواقع والأماكن الثقافية، كمتحف البحرين الوطني، ومتحف موقع قلعة البحرين، وبيوت تاريخية من موقع مسار اللؤلؤ، ومعارض من متحف البحرين الوطني ومتحف البريد. وتعود إلى مهرجان صيف البحرين مسابقة «نجم نخول»، حيث سيتاح للأطفال عرض مواهبهم وتسجيلها، والدخول في المسابقة عبر الإنترنت، ليحظوا بفرصة الفوز بلقب «نجم نخول».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».