الكل يتابع قضايا ميغان ماركل مع وسائل الإعلام حول الخصوصية، وكأنهم يتابعون فيلماً مشوقاً يفضح أسراراً كان حرياً بها أن تبقى خلف الأسوار.
بعد أن رفعت دعوى على صحيفة «ميل أون صانداي» منذ عام لنشرها رسالة خاصة كانت قد أرسلتها لوالدها تترجاه فيها أن يتوقف عن التعاطي مع وسائل الإعلام، رفعت مؤخراً، وزوجها الأمير هاري، دعوى قضائية بعد تصوير طفلهما سراً وهو يلعب في حديقة منزلهما، باستخدام طائرة مسيرة. رحى الدعوة الأولى لا تزال تدور في المحاكم البريطانية، وتكشف تفاصيل أقرب إلى نشر غسيل منها إلى أي شيء آخر، مما لا يدعو إلى الشك بأن إقامة دعوى على وسيلة إعلامية كبيرة في بريطانيا تتطلب نفساً طويلاً وشحذ أسلحة قوية. أمر اكتوى بنيرانه آخرون من العائلة المالكة ومؤخراً النجم جوني ديب. ما تجدر الإشارة إليه أن علاقة العائلة البريطانية مع الباباراتزي ليست وليدة الساعة. فقد عانى منها كثيرون، من بينهم الأميرة مارغريت، أخت الملكة إليزابيث الثانية.
لكن هذه العلاقة شهدت أوجها في عهد الأميرة الراحلة ديانا وشهدت شداً وجذباً بين الطرفين. فهذه الأخيرة أججتها عندما بدأت تلاعبها وتستعملها كسلاح ضد زوجها والمؤسسة الملكية.
مصرعها خفف نوعاً ما من هذه العلاقة شبه «المرضية» بين أفراد العائلة المالكة والباباراتزي، لكن لم يُنهها. فصورة واحدة في وضع حميمي وعائلي يمكن أن تدر الآلاف على مُلتقطها بحيث تعوضه عن عمل سنة أو أكثر، لهذا ليس من السهل على أي منهم إعلان الهزيمة ووضع كاميراتهم جانباً.
كيت ميدلتون، دوقة كامبريدج، فهمت الأمر وتعاملت معه بطريقتها الإنجليزية الهادئة.
لم تدخل في صراع مع وسائل الإعلام ولم تثُر على الباباراتزي رغم أنها اكتوت بنيرانهم في بداية حياتها الملكية عندما التقطوا لها صوراً جد خاصة، وهي في إجازة مع الأمير ويليام أحرجت العائلة المالكة واستدعت تدخلهم لوقف نشرها.
كل ما في الأمر أنها قررت أن تعطي وسائل الإعلام ما يريدونه على طبق من ذهب ومن دون حاجة إلى خدمات الباباراتزي. في عام 2012. كشفت للعالم أن التصوير الفوتوغرافي كان دائماً من هواياتها المفضلة حتى قبل أن تلتقي بالأمير، زوجها الحالي والتحاقها بالجامعة. فحينما كانت طالبة أوكلت لها عائلتها مهمة التقاط صور منتجات شركتهم التي كانت تُعرض على مواقع التسوق الإلكتروني. بعد زواجها، عادت لممارسة هوايتها. هذه المرة بالتقاط صور لأفراد عائلتها الصغيرة، توزعها على الصحافة أو تنشرها على صفحات الـ«إنستغرام».
أول الصور التي نشرت لها كانت مع زوجها في عام 2012 خلال زيارة رسمية لبورنيو. لم تبدأ في توزيع صورة أطفالها إلا في عام 2015، بعد ولادة الأمير جورج بعامين. شعرت بحسها أن هذه أفضل طريقة للحفاظ على خصوصية أطفالها، فالتجارب السابقة تؤكد أن الاختفاء خلف الأسوار له تأثيرات عكسية.
فهو لا يحمي بقدر ما يؤجج الفضول والرغبة في اختراق هذه الأسوار بأي ثمن. الآن أصبح نشر صور لعائلتها الصغيرة تقليداً تتبعه ويباركه حتى المصورون المحترفون، ممن كانت العائلة المالكة توكل لهم مهمة التقاط صور المناسبات، رغم ما يعنيه الأمر من تقليص القصر لميزانيتهم.
قد لا يشاطرهم الباباراتزي الشعور ذاته، لما في الأمر من تهديد لمورد رزقهم، لكن القرار يبقى في يد الصحف والمجلات التي تفضل صوراً واضحة وطبيعية عوض أخرى بعيدة وغير واضحة، خصوصاً أن النتيجة واحدة وهي زيادة مبيعاتها، من دون أن تدخلها في قضايا جانبية.
بهذا نجحت كيت ميدلتون في نزع شوكة الباباراتزي وفي تغذية رغبة المتابعين وقراء المجلات والصحف في التعرف على حياتها العائلية من دون أن تفتح الباب على مصراعيه. فما تعطيهم لهم يكون دائماً بشروطها.
كيت ميدلتون تقطع الطريق على المصورين المتطفلين
بعكس ميغان ماركل... دوقة كامبريدج تنشر صور عائلتها بنفسها
كيت ميدلتون تقطع الطريق على المصورين المتطفلين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة