بايدن يصعّد اتهاماته لترمب بـ«العنصرية»

إرسال مزيد من القوات الفيدرالية إلى ولايات ديمقراطية وسط جدل حول دستورية القرار

ترمب يعلن إرسال عناصر من القوات الفيدرالية إلى المجتمعات الأميركية التي تعاني من جرائم عنيفة (أ.ف.ب)
ترمب يعلن إرسال عناصر من القوات الفيدرالية إلى المجتمعات الأميركية التي تعاني من جرائم عنيفة (أ.ف.ب)
TT

بايدن يصعّد اتهاماته لترمب بـ«العنصرية»

ترمب يعلن إرسال عناصر من القوات الفيدرالية إلى المجتمعات الأميركية التي تعاني من جرائم عنيفة (أ.ف.ب)
ترمب يعلن إرسال عناصر من القوات الفيدرالية إلى المجتمعات الأميركية التي تعاني من جرائم عنيفة (أ.ف.ب)

مع احتدام الموسم الانتخابي ازدادت الانتقادات والاتهامات المتبادلة بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري. وفي تصريح ناري، وصف نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأول رئيس عنصري منتخب في الولايات المتحدة. وشن بايدن هجوماً عنيفاً على ترمب واتهمه بنشر العنصرية في البلاد، فقال: «ما فعله الرئيس ترمب في نشره للعنصرية وتعامله مع الأشخاص بناء على لون بشرتهم وأصولهم هو أمر مقزز». وتابع بايدن انتقاداته بشغف ملحوظ مضيفاً: «لم يسبق لأي رئيس أن فعل هذا، أبداً. سواء أكان جمهورياً أم ديمقراطياً. لطالما كان لدينا عنصريون حاولوا الوصول إلى الرئاسة، لكنها المرة الأولى التي يفوز فيها عنصري بمنصب الرئيس».
واتهم بايدن، في حدث انتخابي افتراضي، ترمب باستغلال المشاعر العنصرية لبعض الأشخاص لحشد دعم الناخبين في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي تراجعاً مستمراً في شعبيته. وقد أثارت هذه التصريحات حفيظة الرئيس الأميركي الذي رد على اتهامات بايدن خلال مؤتمره الصحافي اليومي فقال: «لقد قمت بالكثير لمساعدة الأميركيين السود، أكثر من أي رئيس سابق باستثناء أبراهام لينكولن ربما... لم يجارني أي رئيس سابق في أفعالي هذه». كما ردت مستشارة حملة ترمب الرئاسية كاترينا بيرسون على اتهامات بايدن فقالت: «الرئيس ترمب يحب الجميع ويعمل جاهداً لمساعدة كل الأميركيين كما يدعمه ناخبون سود أكثر من أي رئيس جمهوري في التاريخ الحديث». وتابعت بيرسون: «جو بايدن لا يجب أن يحاضر في مواضيع العدالة العنصرية» وذلك في إشارة إلى البعض من تصريحات بايدن السابقة المثيرة للجدل تحديداً تلك التي وصف فيها الرئيس السابق باراك أوباما بالرئيس الأول من أصول أفريقية الذي يتمتع بحديث بلباقة وذكاء ووسامة، على حد وصفه. وقد سبق لبايدن وأن اعتذر على تصريحه هذا. وفيما يصعد بايدن من هجومه الكلامي على ترمب، صعد الرئيس الأميركي من تحديه للحكام الديمقراطيين في الولايات الأميركية، فأعلن عن إرسال قوات فيدرالية إلى مدينة شيكاغو في ولاية الينوي والبوكيرك في ولاية نيومكسيكو، وذلك ضمن ما بات يعرف بـ«عملية ليجند» التي أعلنت عنها وزارة العدل لمساعدة القوات المحلية في مواجهة أعمال العنف في الولايات. وقال ترمب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض: «اليوم أنا أعلن عن إرسال عناصر من القوات الفيدرالية إلى المجتمعات الأميركية التي تعاني من جرائم عنيفة. لا يجب أن تعاني أي أم من فقدان ولدها بسبب رفض السياسيين فعل ما يلزم لتأمين مدينتهم... لم يتركوا لي أي خيار سوى التدخل». يتحدث ترمب هنا عن مقتل الطفل ليجند تاليفيرو ذي الأربعة أعوام في مدينة كنساس جراء أعمال العنف هناك، وقد أطلقت وزارة العدل على العملية اسم ليجند تيمناً باسمه.
هذا وقد حذر المسؤولون الديمقراطيون في الولايات المختلفة من تبعات إرسال قوات فيدرالية، خاصة بعد الممارسات المثيرة للجدل لهذه القوات في مدينة بورتلاند. وأكدت عمدة شيكاغو لوري لايتفوت أنها ستحرص على عدم تكرار سيناريو بورتلاند في شوارع مدينتها، فقالت: «مهما كانت الظروف لن أسمح لقوات دونالد ترمب بالمجيء إلى شيكاغو وترهيب سكانها». وتابعت لايتوفت: «نحن نرحب بالتعاون المشترك، لكننا لا نرحب بالديكتاتورية». مشيرة إلى أن الإدارة أكدت لها أن القوات الفيدرالية التي ستأتي إلى المدينة ستتعاون مع شرطة شيكاغو لمحاربة العنف، ولن تتصرف أحاديا كما فعلت في بورتلاند، وأضافت: «لن نسمح بالاعتقالات التعسفية لمواطنينا ولن نتسامح مع أي تصرفات من هذا النوع». وذلك في إشارة إلى ما حدث في بورتلاند حيث أظهرت شرائط فيديو عناصر من القوات الفيدرالية ببزات مرقطة من دون بطاقات تعريفية يعتقلون ناشطين على الطرقات ويقتادونهم نحو سيارات من دون نمر.
وكانت مجموعة مؤلفة من 15 عمدة من مختلف الولايات التي تحدث عنها ترمب أصدروا بياناً أعربوا فيه عن قلقهم الشديد من وجود قوات فيدرالية في مدنهم، واتهموا الرئيس بخرق القانون واتخاذ قرارات تهدف إلى استقطاب الناخبين في الموسم الانتخابي. وأثار عدد من المحللين والمشرعين تساؤلات حول مدى دستورية القرار الذي أصدره ترمب وحدود سلطات الحكومة الفيدرالية مقابل السلطات المحلية لحكام الولايات. يأتي هذا في وقت لا تزال فيه استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم بايدن على الرئيس الأميركي. آخرها استطلاع لرويترز - إيبسوس أظهر تقدم بايدن بـ8 نقاط على ترمب، كما أظهر الاستطلاع دعماً كبيراً لبايدن من قبل الناخبين المترددين، ليتقدم على ترمب بـ22 نقطة في صفوفهم، إذ قال 61 في المائة منهم أنهم يميلون للتصويت لصالح بايدن مقابل 39 في المائة من الذين رجحوا الكفة لصالح ترمب. وبحسب الاستطلاع فقد قال 34 في المائة من الناخبين إنهم سيدعمون المرشح الذي يقدم خطة قوية لإنعاش الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مما زاد من الطلب على السبائك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ رسم توضيحي لجلسة محاكمة ترمب، في نيويورك 7 مايو 2024 (رويترز)

المحكمة العليا ترفض طلب ترمب تعليق نطق الحكم بحقه في نيويورك

رفضت المحكمة العليا الأميركية الخميس محاولة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في اللحظة الأخيرة وقف نطق الحكم بحقه في قضية شراء سكوت ممثلة الأفلام الإباحية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (حساب كوستا عبر منصة «إكس»)

الاتحاد الأوروبي رداً على ترمب: «نحن أقوى معاً»

شدّد رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أنّ الولايات المتحدة وأوروبا «هما أقوى معاً».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال جنازة الرئيس الراحل جيمي كارتر (أ.ب)

المحكمة العليا الأميركية تنظر طلب ترمب تأجيل الحكم في قضية «شراء الصمت»

رفضت محكمة الاستئناف في نيويورك طلب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تأجيل النطق بالحكم بشأن إدانته بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث وبجانبه السيناتور الجمهوري جون باراسو بعد اجتماع مع المشرعين الجمهوريين بمبنى الكابيتول في 8 يناير (رويترز)

ترمب بـ«الكابيتول» منفتحاً على خيارات جمهورية لتحقيق أولوياته

عبّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن انفتاحه على استراتيجيات مختلفة لإقرار أولوياته التشريعية، داعياً الجمهوريين إلى تجاوز خلافاتهم حول الحدود والطاقة.

علي بردى (واشنطن)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.