يوماً بعد آخر، يتعرف العالم على المرض الجديد «كوفيد- 19»، الذي يسببه فيروس «كورونا» المستجد، ومع ازدياد المعرفة تنضم فئات جديدة إلى قائمة الأكثر تهديداً بسبب المرض.
ومنذ بداية ظهور المرض كان التحذير من أن مرضى القلب والسكري والسرطان سيكونون الأكثر معاناة من المرض الجديد بشكل يهدد حياتهم. وأضافت دراسة إيطالية نشرتها منذ أيام «المجلة الأوروبية لطب الغدد الصماء» مرضى السمنة إلى هذه القائمة.
وتشير الدراسة التي أجراها أطباء من جامعتي «ألما ماتر ستوديوروم»، و«بولونيا» بإيطاليا، إلى أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم يبلغ 30 كيلوغراماً/ متر مربع، أو أكثر، معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بأعراض شديدة من «كوفيد- 19»، في حين يزيد مؤشر كتلة الجسم البالغ 35 كيلوغراماً وما فوق بشكل كبير من خطر الوفاة. ومؤشر كتلة الجسم، هو صيغة رياضية للتعرف على الوزن الطبيعي للشخص، وهي عبارة عن ناتج قسمة الوزن على مربع الطول بالمتر (كيلوغرام/ متر مربع)، وتم حساب الربط بين هذا المؤشر وحالة ما يقرب من 500 مريض تم إدخالهم إلى المستشفى يعانون من «كوفيد- 19» في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2020.
ومن بين هؤلاء 41.9 في المائة، لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 25 (الوزن الطبيعي)، و36.5 في المائة لديهم مؤشر كتلة الجسم ما بين 25 و29.9 (زيادة في الوزن)، و21.6 في المائة لديهم مؤشر كتلة جسم لا يقل عن 30 (سمنة)، ومن مجموعة السمنة، كان لدى 20 (4.1 في المائة) نسبة كتلة الجسم لا تقل عن (35)، في حين كان لدى 18 مريضاً (3.7 في المائة) نسبة كتلة الجسم أقل من 20 (نقص الوزن). ومن بين المصابين بالسمنة، عانى 51.9 في المائة من فشل في الجهاز التنفسي، وتم إدخال 36.4 في المائة في وحدة العناية المركزة، وتطلب 25 في المائة تهوية ميكانيكية، وتوفي 29.8 في المائة في غضون 30 يوماً من ظهور الأعراض.
وكان لدى المرضى الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (30) على الأقل، زيادة كبيرة في مخاطر فشل الجهاز التنفسي، ودخول إلى وحدة العناية المركزة، والوفاة، مقارنة مع أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل.
وتدعم هذه البيانات التغيير الأخير الذي قامت به مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأميركا، لخفض الحد الأدنى لتصنيف الشخص المعرض لخطر متزايد من «كوفيد– 19» من مؤشر كتلة الجسم 40 إلى 30؛ بينما لا تزال بريطانيا تحدد بدايات الخطورة من مؤشر كتلة الجسم (40) أو أعلى؛ حيث يكون الشخص وقتها وفقاً للمعايير البريطانية في خطر معتدل.
وبينما لم تشر الدراسة الإيطالية إلى أسباب اعتبار السمنة عاملاً مهدداً لمرضى «كوفيد- 19»، مكتفية برصد العلاقة الإحصائية بين السمنة وحالات الخطر بسبب المرض، فإن الدكتور سمير محمد، استشاري أمراض الباطنة بوزارة الصحة المصرية، يرصد في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، ما يعتقد أنه انعكاسات سلبية للسمنة تزيد من الخطر.
ويقول: «أعتقد أن تأثيرات السمنة السلبية تأتي من أنها تعوق حركة الحجاب الحاجز، مما يؤثر على التهوية في الرئتين، كما أنها قد تتسبب في إعاقة التفاعلات المناعية عند الإصابة بالمرض، وتثير ما يعرف بـ(عمليات ضغط الأكسدة)، ذات التأثير السلبي على وظيفة القلب والأوعية الدموية».
مصابو السمنة يدخلون قائمة الأكثر تهديداً بـ«كوفيد ـ 19»
مصابو السمنة يدخلون قائمة الأكثر تهديداً بـ«كوفيد ـ 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة