يسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتعزيز قبضته على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتقادات واسعة له، عبر تقديم حزبه السياسي لمشروع قانون جديد للبرلمان يضع قيوداً على مستخدمي مواقع «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب»، ويُلزم شركات التكنولوجيا على التعاون مع السلطات التركية، فيما رآه معارضون امتداداً لسياسة «تكميم الأفواه».
من جانبه، قال يامان أكدينيز، وهو محام تركي بارز عارض الحظر السابق على موقع «يوتيوب» و«ويكيبيديا»، إن التغييرات الجديدة في القانون المزمع صدوره ستضع شركات التكنولوجيا في موقف شديد الحساسية، أو أمام الاختيار بين التعاون مع السلطات التركية أو الحظر الكامل له، والأخيرا يعد «أمراً غير إيجابي»، بحسب ما نقلته صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية.
وينتهك القانون الجديد خصوصية مستخدمي هذه المواقع عبر إلزامهم بإدخال بيانات الاتصال والهوية الشخصية عند إنشاء حساب جديد كما يجبر القانون ممثلي الشركات بحذف المنشورات المتضمنة لعبارات الشتائم والتحقير، وما شابه خلال مدة أقصاها 48 ساعة، تحت طائلة الغرامة المالية.
وتشمل قيود القانون الجديد لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي الذي قدمه حزب العدالة والتنمية على رئاسة البرلمان التركي، بعد اكتمال مسودة القانون أول من أمس (الثلاثاء)، إلزام شركات وسائل التواصل الاجتماعي بافتتاح مكاتب لها وتعيين ممثلين رسميين عنها في تركيا.
وتتصدر تركيا قائمة الدول التي تقدم أكبر عدد من الطلبات لإزالة المحتوى أو إغلاق حسابات لمستخدمين في الأراضي التركية تحت حجة نشر المحتوى الكراهية.
وأوضح أكدينيز آثار تمرير هذا القانون قائلاً: «ستتمكن المحاكم التركية من توظيف القيود ونصوص القانون في تقديم طلبات لمزودي خدمة الإنترنت لحظر مواقع أو صفحات معينة، مؤكداً أن حزب العدالة والتنمية سيستخدم هذا القانون لتطهير ماضيها السياسي».
وشهدت تركيا معركة حامية وحالة من الجدل الواسع على خلفية تصريحات لإردوغان اعتبرت تهديداً بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تعليقات من مواطنين طالت وضع ابنته إسراء زوجة وزير الخزانة والمالية برات البيراق مولوداً جديداً، اعتبرتها السلطات إهانات متجاوزة للحدود.
وقال إردوغان عن منصات التواصل الاجتماعي، «لماذا (اليوتيوب)؟ لماذا (تويتر)؟ لماذا (نتفليكس)؟ هل تفهمون ماذا يعني أن نكون ضد منصات التواصل الاجتماعي...؟! لهذا السبب لا بد أن ننقل هذا الموضوع إلى البرلمان في أقرب وقت ممكن. ونريد من البرلمان أن يزيل ويسيطر على قنوات التواصل الاجتماعي بشكل كامل».
وبخلاف واقعة ابنة الرئيس التركي، شهدت تركيا جدلاً آخر حول واقعة البث المباشر لإردوغان عبر «يوتيوب»، في لقائه مع الشباب التركي عشية امتحانات القبول الجامعي، حيث وضع عشرات الآلاف من المتابعين للبث علامة «عدم الإعجاب»، وعلقوا بتحدي إردوغان بتعليقات مثل: «لن نصوت لكم مرة أخرى»، و«موعدنا صناديق الاقتراع».
وانتشر «هاشتاغ» على «تويتر»: «لا تلمس وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا»، وشارك فيه عدد كبير من قياديي الأحزاب المعارضة والسياسيين المعارضين.
ونشر الحساب الرسمي لإردوغان على «تويتر» خطابه حول منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، ثم قام بحذفة، بعد توالي التعليقات الساخرة. وحدث الارتباك ذاته في «وكالة الأنباء التركية الرسمية» (الأناضول)؛ فعند نشر خطاب إردوغان على حسابه في «تويتر»، نشرت الوكالة تغطيتها للخطاب، وحين حذف المنشور حذفت الوكالة تغطيتها، ثم عادت ونشرت التغطية مرة ثانية بعد إعادة المنشور على «تويتر».
وسخرت المعارضة التركية من تلويح إردوغان بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشنار في تغريدة على «تويتر»: «إذا أغلقت منصة (نتفليكس) قبل انتهاء مسلسل (Dark) فسأكون مستاءة جداً»، ليرد عليها الرئيس التركي قائلاً: «هم يشاهدون الأفلام والمسلسلات، ونحن مستمرون في كتابة التاريخ وخدمة المجتمع»، قبل أن تعقب ميرال أكشنار بتغريدة تحمل صورة للرئيس وزوجته أمينة إردوغان أثناء احتفالهما بمسلسل «أرطغرل» التركي في موقع تصويره معلّقة: «هل أنت متأكد»؟!
7:57 دقيقة
بعد تهديد إردوغان بغلقها... قانون جديد يمهد لحظر مواقع التواصل الاجتماعي
https://aawsat.com/home/article/2407151/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A5%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D9%84%D9%82%D9%87%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D9%85%D9%87%D8%AF-%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%B1-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A
بعد تهديد إردوغان بغلقها... قانون جديد يمهد لحظر مواقع التواصل الاجتماعي
بعد تهديد إردوغان بغلقها... قانون جديد يمهد لحظر مواقع التواصل الاجتماعي
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة