«الصحة» العراقية تخشى تكرار «كارثة» التجمعات في الأضحى

عدد الإصابات ناهز الـ100 ألف شفي 65 % منهم

الوكيل الفني لوزارة الصحة يتابع سير عمل معمل الأكسجين الطبي (موقع الصحة العراقية على {تويتر})
الوكيل الفني لوزارة الصحة يتابع سير عمل معمل الأكسجين الطبي (موقع الصحة العراقية على {تويتر})
TT

«الصحة» العراقية تخشى تكرار «كارثة» التجمعات في الأضحى

الوكيل الفني لوزارة الصحة يتابع سير عمل معمل الأكسجين الطبي (موقع الصحة العراقية على {تويتر})
الوكيل الفني لوزارة الصحة يتابع سير عمل معمل الأكسجين الطبي (موقع الصحة العراقية على {تويتر})

يتواصل منذ أسابيع الارتفاع بمعدلات الإصابات اليومية بفيروس كورونا بين صفوف المواطنين العراقيين. وعلى رغم مقابلة ذلك في ارتفاع أعداد المتعافين من الفيروس، فلا تزال المخاوف من نكسة صحية تتعرض لها البلاد قائمة، خصوصاً في ظل عدم الالتزام الصارم من قبل المواطنين بالشروط والتوجيهات الصحية المتعلقة بالوقاية من المرض. وتتضاعف تلك المخاوف في ظل الحديث عن احتمال قيام السلطات العراقية برفع الحظر الجزئي والقيود المفروضة على حركة السكان خلال عطلة عيد الاضحى التي تصادف نهاية يوليو (تموز) الحالي.
كانت السلطات العراقية قررت، الأسبوع الماضي، التخفيف عن بعض القيود المفروضة على المواطنين في السفر والتنقل وتحدثت عن عزمها على رفع الحظر بشكل كامل بعد عطلة العيد، لكنها عادت وتركت الباب مفتوحا أمام الإبقاء على الحظر الجزئي بعد تعرضها لحملة انتقادات وتحذيرات من رفعه بالكامل.
وطالبت وزارة الصحة، أمس الأربعاء، بفرض حظر التجوال الشامل طوال أيام عيد الأضحى. وقال مدير عام الصحة العامة في الوزارة رياض عبد الأمير، في تصريحات صحافية، إن «وزارة الصحة طالبت بفرض حظر التجوال الشامل طوال أيام عيد الأضحى المبارك وتم إقراره من قبل لجنة الصحة والسلامة الوطنية بسبب الكارثة الكبيرة التي حدثت بعد مرور أسبوع من عيد الفطر السابق والتي أسهمت بارتفاع عدد الإصابات»، في إشارة إلى تصاعد أعداد الإصابات عقب عطلة عيد الفطر الماضي نتيجة عدم التزام المواطنين بإجراءات الحظر.
وذكر عبد الأمير أن «الإصابات تواصل الارتفاع منذ أسابيع لكن تقابلها زيادة كبيرة بعدد المتعافين وحالات الشفاء في بغداد والمحافظات وهذا ما يشعر مسؤولي الوزارة بالاطمئنان، ومن الممكن انخفاض عدد الإصابات إذا استمر التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية»، مشدداً على «وجوب تركيز كل مواطن على حماية نفسه وأسرته لأن الفيروس خطير ولا يمكن الاستهانة به».
وناهزت أعداد الإصابات في عموم البلاد سقف الـ100 ألف حالة مع نسب شفاء وصلت إلى 65 في المائة ووفاة أكثر من 4 آلاف حالة، بحسب إحصاءات وزارة الصحة حتى مساء أول من أمس الثلاثاء.
بدروها، أعلنت هيئة الحشد الشعبي التي أخذت على عاتقها دفن جثامين المتوفين بفيروس كورونا، أمس الأربعاء، عن دفن جثامين 77 متوفيا بفيروس كورونا من عشر محافظات في مقبرة «وادي السلام» الجديدة في محافظة النجف خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت الهيئة في بيان إن «الفريق (المتخصص بالدفن) قام باستقبال وتجهيز ودفن جثامين 77 متوفيا جديدا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، توزعوا بين العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى».
وأضافت أن «العدد الكلي للمدفونين في المقبرة حتى تاريخ اليوم الأربعاء وصل إلى 3549 متوفيا من جميع المحافظات، بينهم أربعة من الديانة المسيحية ومتوفى واحد سعودي الجنسية من مدينة الأحساء».
من جهتها، أعلنت وزارة الصناعة والمعادن، أمس، أن معاملها مستمرة في تجهيز الأكسجين إلى المستشفيات بانسيابية ودون تأخير.
وكانت المستشفيات الحكومة شهدت في غضون الأسبوعين الأخيرين أزمة حادة في تجهيز الأكسجين الطبي الذي تشتد حاجتها إليه في معالجة المصابين بكورونا.
وقال المتحدث باسم الوزارة مرتضى الصافي إن «الصناعة لديها عدة معامل لتجهيز الأكسجين موزعة في بغداد والمحافظات، وإن هذه المعامل جهزت حاجة المستشفيات من الأكسجين». وأضاف أن «الوزارة باشرت بتطوير معامل أخرى وإدخالها إلى الخدمة كمعمل ديالى وآخر في كركوك ومعمل الإسناد الهندسي في أبو غريب الذي يغطي ما تحتاج إليه المستشفيات القريبة منه».
وأوضح أن «إحدى الشركات في البصرة تنتج نحو 1000 أسطوانة يومياً حيث تغطي مستشفيات البصرة وذي قار، والمعامل تعمل بكل طاقتها ولا يوجد أي تلكؤ في تجهيز الأكسجين».
وفي تطور إيجابي يعكس السيطرة على تفشي وباء كورونا في محافظة نينوى، أعلنت دائرة صحة قضاء تلعفر المحافظة، أمس الأربعاء، عن غلق مراكز الحجر الصحي في القضاء بعد شفاء جميع المصابين بفيروس كورونا. وقالت دائرة الصحة في بيان إن «قطاع صحة تلعفر يعلن إغلاق مركزي الحجر الصحي في القضاء، بعد التأكد من سلامة جميع المحجورين من الوافدين من خارج المدينة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.