تجمع في المدينة المنورة لبحث تطوير جمعيات رعاية الأيتام

دشنه فيصل بن سلمان أمس.. وتبرع لمؤسسة «إخاء»

الأمير فيصل بن سلمان خلال تبرعه لمؤسسة «إخاء» عبر خدمة الرسائل النصية («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن سلمان خلال تبرعه لمؤسسة «إخاء» عبر خدمة الرسائل النصية («الشرق الأوسط»)
TT

تجمع في المدينة المنورة لبحث تطوير جمعيات رعاية الأيتام

الأمير فيصل بن سلمان خلال تبرعه لمؤسسة «إخاء» عبر خدمة الرسائل النصية («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن سلمان خلال تبرعه لمؤسسة «إخاء» عبر خدمة الرسائل النصية («الشرق الأوسط»)

التأم تجمع في المدينة المنورة (غرب السعودية) يعنى برعاية الأيتام في البلاد، إذ دشن الأمير فيصل بن سلمان، يوم أمس الملتقى الثالث لجمعيات رعاية الأيتام في المملكة.
ووسط مشاركة أكثر من 50 جمعية متخصصة و200 متخصص و22 متحدثا من 7 دول عالمية وإقليمية، بين الدكتور عبد المحسن الحربي، أمين عام جمعية تكافل الخيرية لرعاية الأيتام في المدينة المنورة، أن الفكر المؤسسي لدى مجالس إدارات الجمعيات المتخصصة في رعاية الأيتام يعتمد حاليا على استراتيجية «الاستدامة المالية» بغية الثبات على عطاء هذه الجمعيات.
وأكد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تنسيق الجهود بين الجمعيات المشاركة في الملتقى هدف منشود، بالإضافة إلى صياغة الرؤية المشتركة لعشر سنوات قادمة لإيجاد شراكة فاعلة وبناءة لأكثر من 17 جمعية بالسعودية متخصصة في رعاية الأيتام.
وتفقد أمير منطقة المدينة المنورة أركان الجمعيات المشاركة، مطلعا على أبرز النشاطات التي تقدمها الجمعيات في نواحي العمل الخيري، ومجال رعاية الأيتام.
من جانب آخر، أكد نائب أمين عام جمعية «تكافل» الدكتور سمير المغامسي في كلمته خلال افتتاح الملتقى على أهمية عقد مثل هذه التظاهرات والفعاليات الخيرية التي تحفز العمل الخيري المؤسسي، وتعزز التواصل بين جمعيات رعاية الأيتام والتنسيق فيما بينها لخدمة اليتيم. وبيّن المغامسي، أن رعاية أمير منطقة المدينة المنورة لهذا الملتقى تجسد اهتمامه ودعمه لنشاطات وأعمال الجمعية، والذي يشكل امتدادا لما توليه الحكومة الرشيدة من عناية وتأصيل للعمل الخيري المؤسسي الذي يخدم هذه الشريحة الغالية في مجتمعنا، بدءا من تأسيس أول دار لرعاية الأيتام في المملكة، والتي شكلت النواة الأولى للرعاية المؤسسية للأيتام.
وكرم أمير منطقة المدينة المنورة المشاركين في الملتقى، وأعضاء اللجنة العلمية، وممثلي الجمعيات والجهات المشاركة والراعية للفعاليات، ثم تسلم الأمير فيصل بن سلمان درعا تذكارية من جمعية تكافل رعاية الأيتام بهذه المناسبة.
وفي سياق متصل، بادر الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس إدارة جمعية تكافل الخيرية لحظة وصوله لتدشين المعرض المقام على جانب الملتقى الثالث لجمعيات رعاية الأيتام في المملكة، بالتبرع عن طريق هاتفه الخاص من خلال إرساله رسالة قصيرة على رقم التبرعات الخاصة بالمؤسسة (5097) للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام «إخاء» وهي المؤسسة التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية.
وطرح المشاركون في جلسات الملتقى مرئياتهم في واقع رعاية الأيتام في المملكة مقدمين أطروحاتهم ورؤاهم المستقبلية، مستعرضين أفضل الممارسات العملية التي يمكن استنساخ نجاحها للوصول لرؤية استشرافية عن مستقبل رعاية الأيتام خلال الـ10 سنوات المقبلة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».