الاستثمار المتزايد سبيل تعافي أفريقيا اقتصادياً عقب الجائحة

منتدى قاري يستعرض 15 مشروعاً في 5 قطاعات ذات أولوية

يتوقع البنك الأفريقي للتنمية خروج القارة قوية من الجائحة...لكن ينبغي التركيز على مساعدتها لإعادة إطلاق اقتصادها (رويترز)
يتوقع البنك الأفريقي للتنمية خروج القارة قوية من الجائحة...لكن ينبغي التركيز على مساعدتها لإعادة إطلاق اقتصادها (رويترز)
TT

الاستثمار المتزايد سبيل تعافي أفريقيا اقتصادياً عقب الجائحة

يتوقع البنك الأفريقي للتنمية خروج القارة قوية من الجائحة...لكن ينبغي التركيز على مساعدتها لإعادة إطلاق اقتصادها (رويترز)
يتوقع البنك الأفريقي للتنمية خروج القارة قوية من الجائحة...لكن ينبغي التركيز على مساعدتها لإعادة إطلاق اقتصادها (رويترز)

أكد المشاركون في «منتدى الاستثمار الأفريقي»، أن الاستثمار المتزايد والحاسم هو السبيل للتعافي الاقتصادي للقارة الأفريقية في أعقاب جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19».
وذكر بيان نشر الاثنين عبر الموقع الإلكتروني لبنك التنمية الأفريقي، أن المشاركين في المنتدى الذي عقد افتراضيا، عبروا عن ثقتهم في فرص القارة بالانتعاش إثر الأزمة الراهنة التي كان قطاعا الاقتصاد والصحة هما الأكثر تضررا بسببها.
وقال الدكتور أكينومي أديسينا، رئيس البنك الأفريقي للتنمية، إن «أفريقيا ستخرج من هذه الجائحة قوية كما هي، لتبني اقتصادات أفضل وأقوى، ولكن إلى أن يتحقق ذلك ينبغي أن تتركز نظرتنا على مساعدة أفريقيا لإعادة إطلاق اقتصادها».
وضم المنتدى الاستثماري لأفريقيا أكثر من 190 مشاركا؛ شملوا شركاء حاليين ومرتقبين، ومستثمرين ورعاة للمشروعات. واستعرض المنتدى الاستجابة الموحدة لـ«كوفيد - 19»، وقدم تحديثا حول أنشطته، والفرص المتاحة للشركاء الجدد والمستثمرين للانخراط في المنصة.
وكشف منتدى الاستثمار الأفريقي عن 15 مشروعا في خمسة قطاعات، تم أخذها في الاعتبار كأولوية لدى تمويل استراتيجية «كوفيد - 19» الموحدة، وشملت هذه القطاعات الزراعة والمعالجة الزراعية، والطاقة والصحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصناعة والتجارة.
وقدر إجمالي الاتفاقات بشأن الـ15 مشروعا والواقعة ضمن المحفظة الحالية للمنتدى بقيمة 3.79 مليار دولار، والتي من شأنها أن تساعد على زيادة الاكتفاء الذاتي للقارة، والمرونة إزاء الصدمات المستقبلية. وحتى الآن سهل المنتدى إتمام 8 اتفاقات، تقدر قيمتها بـ2.18 مليار دولار من محفظة عام 2018.
ويعمل المنتدى الأفريقي للاستثمار، الذي يعد بنك التنمية الأفريقي الداعم الرئيسي له، على الإسراع بإغلاق الفجوات الاستثمارية للقارة.
والشهر الماضي، توقع تقرير حديث أصدره مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، أن تنخفض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى القارة الأفريقية بنسبة تتراوح بين 25 و40 في المائة خلال العام الحالي، استنادا إلى توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن مجموعة من العوامل الخاصة بالاستثمار.
وأضافت المنظمة الأممية في تقريرها، أن صندوق النقد الدولي خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع للقارة من 3.2 في المائة إلى انكماش بنسبة 2.8 في المائة خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن تتقلص التجارة أيضا، وفقا للتقرير.
وأشار التقرير إلى أن آفاق الاستثمار الأجنبي المباشر لأفريقيا في عام 2020 لا تزال سلبية وسط وباء «كورونا» المستجد، الذي تتفاقم آثاره الاقتصادية بسبب أسعار النفط المنخفضة للغاية. وذكر أن جائحة فيروس «كورونا» المستجد ستحد بشدة من الاستثمار الأجنبي في أفريقيا خلال عام 2020 مما يعكس الاتجاه العالمي، كما سيتفاقم الانكماش بسبب أسعار النفط المنخفضة للغاية، بالنظر إلى ملف الاستثمار الموجه للموارد في القارة.
وبحسب التقرير، حققت مصر، أكبر مستقبل لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا، زيادة بنسبة 11 في المائة في هذه التدفقات لتصل إلى 9 مليارات دولار في عام 2019 لتصبح صاحبة الزيادة الوحيدة بين أكبر 5 مستقبلين لتدفقات الاستثمار الأجنبي في القارة. ويأتي ذلك في الوقت الذي حققت فيه القارة الأفريقية تراجعا في استقبال تدفقات الاستثمار الأجنبي في عام 2019 بنسبة 10.3 في المائة لتصل إلى 45.4 مليار دولار تستحوذ بها على 2.9 في المائة من الاستثمارات المستقبلة على مستوى العالم خلال نفس السنة.
وبفارق كبير بعد مصر، جاءت جنوب أفريقيا في المركز الثاني بين أكبر الدول الأفريقية المستقبلة للاستثمار الأجنبي المباشر في 2019 بقيمة 4.6 مليار دولار وبنسبة تراجع 15.1 في المائة عن العام السابق عليه. وجاءت الكونغو في المركز الثالث باستقبال استثمارات في 2019 قيمتها 3.4 مليار دولار بنسبة تراجع 22 في المائة، ثم نيجيريا في المركز الرابع بقيمة استثمارات 3.3 مليار دولار وبنسبة تراجع 48.5 في المائة، ثم إثيوبيا في المركز الخامس باستثمارات قيمتها 2.5 مليار دولار بنسبة تراجع 24 في المائة عن 2018.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.