ترمب: لا أعلم إن كنت سأقبل خسارتي

حملة بايدن تهدد بإخراجه {قسراً} من البيت الأبيض

ترمب لدى اجتماعه في البيت الابيض أمس مع نائبه مايك بنس (يمين) وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (ا.ف.ب)
ترمب لدى اجتماعه في البيت الابيض أمس مع نائبه مايك بنس (يمين) وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (ا.ف.ب)
TT

ترمب: لا أعلم إن كنت سأقبل خسارتي

ترمب لدى اجتماعه في البيت الابيض أمس مع نائبه مايك بنس (يمين) وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (ا.ف.ب)
ترمب لدى اجتماعه في البيت الابيض أمس مع نائبه مايك بنس (يمين) وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (ا.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه لا يعلم ما إذا كان سيتقبل نتائج الانتخابات الرئاسية في حال خسارته، رافضاً التأكيد على مباركته لنتائج التصويت في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
واعتبر ترمب في مقابلة مطوّلة مع كريس والاس مقدم برامج «فوكس نيوز»، أنه لا يتفاعل جيداً مع الخسارة، وقال: «أنا لست خاسراً جيداً، أنا لا أحب الخسارة... لا أعلم ما سأفعل حتى حصول الأمر، هذا يعتمد على ما سيجري... سوف نرى».
وكرر ترمب، في المقابلة، تشكيكه بنظام التصويت عبر البريد، معتبراً أن عملية التصويت هذه ستؤدي إلى غش في الانتخابات الرئاسية. وذكّر الرئيس الأميركي بموقفه في الانتخابات السابقة، حين رفض آنذاك أيضاً التأكيد على أنه سيتقبل نتيجة الانتخابات في حال خسارته أمام منافسته هيلاري كلينتون، فقال: «أنا لن أجزم وأقول نعم سوف أتقبل النتيجة، ولن أقول لا لن أتقبلها أيضاً، وهذا ما فعلته في الانتخابات السابقة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يلمّح فيها ترمب لاحتمال رفضه لنتيجة الانتخابات في حال خسارته، إذ سبق وأن علّق منافسه جو بايدن على هذه التلميحات، مؤكداً أن الجيش الأميركي سيرافق ترمب خارج البيت الأبيض في حال أصر على عدم التنحي. موقف كررته حملة بايدن الانتخابية مباشرة بعد مقابلة «فوكس نيوز»، فقال المتحدث باسم بايدن، أندور بايتس، «الشعب الأميركي هو الذي سيقرر نتيجة الانتخابات، والحكومة الأميركية قادرة على مرافقة أي شخص موجود عنوة في البيت الأبيض إلى خارج أسواره».
وانتقد الرئيس الأميركي، بشدة، استطلاعات الرأي كافة التي تشير إلى تقدم بايدن عليه، وقال رداً على سؤال والاس: «أنا لا أخسر لأن هذه استطلاعات مزيفة، كانت مزيفة في عام 2016 والآن هي مزيفة أكثر».
وهاجم ترمب، تحديداً، استطلاع محطته المفضلة «فوكس نيوز»، الذي أظهر تراجعه بـ٨ نقاط عن نائب الرئيس الأميركي السابق، فقال: «الأشخاص المعنيون باستطلاعات الرأي في (فوكس) هم الأسوأ. لقد أخطأوا في الانتخابات السابقة. هم مخطئون في كل استطلاع رأيته».
إضافة إلى استطلاع «فوكس نيوز»، أظهر استطلاع جديد لصحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي» تقدم بايدن على ترمب بـ15 نقطة. وأكد 55 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الذي نشر يوم الأحد أنهم سينتخبون بايدن، فيما قال 40 في المائة منهم أنهم سيصوتون لصالح الرئيس الأميركي. واعتبر39 في المائة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع أنهم يدعمون أسلوب ترمب في الرئاسة، فيما أكد 57 في المائة معارضتهم لهذا الأسلوب. وترتبط هذه المعارضة بشكل أساسي بأسلوبه في معالجة تفشي فيروس كورونا، إذ أعرب 60 في المائة من الناخبين عن امتعاضهم من سياسته في هذا المجال مقارنة بـ38 في المائة من الداعمين لها.
وتحاول حملة ترمب الانتخابية مواجهة هذه الأرقام من خلال زعزعة دعم الأقليات لنائب الرئيس الأميركي السابق، وقد صرفت الحملة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة أكثر من مليوني دولار في الولايات المتأرجحة على الحملات الدعائية التي تستهدف الأقليات من الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية لإقناعهم بعدم التصويت لصالح بايدن. وضمّ ترمب جهوده إلى جهود حملته الانتخابية، فسعى إلى تشتيت الانتباه عن الانتقادات التي تواجهها إدارته في مكافحة فيروس كورونا، وجدد هجومه على منافسه مغرّداً: «لقد تم الكشف عن تجسس أوباما وبايدن وفريقهما على حملتي ولم تتم محاسبتهم! لن ننسى هذا أبداً!!».
وفيما يركز ترمب هجومه على نظام التصويت عبر البريد، يسعى بايدن إلى إلقاء الضوء على التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية المقبلة، على غرار انتخابات عام 2016. وكان نائب الرئيس الأميركي السابق أعلن أن وكالات الاستخبارات الأميركية بدأت بإطلاعه على معلومات استخباراتية في إطار الاستعدادات الروتينية تحضيراً لاحتمال فوزه بالانتخابات. وقال بايدن بعد إحاطته: «علمنا في السابق ونعلم الآن، بفضل المعلومات التي حصلت عليها، أن روسيا لا تزال تحاول تهديد عملياتنا الانتخابية. كما أن الصين وغيرها من البلدان تحاول القيام بأنشطة تهدف إلى زعزعة ثقتنا بنظامنا الانتخابي».
يأتي هذا في وقت أعلن فيه مغني الراب الأميركي كانيي وست، عن ترشحه رسمياً للسباق الرئاسي. وعقد وست تجمعاً انتخابياً في ولاية ساوث كارولاينا للإعلان عن خوضه السباق، وتحدث المغني الأميركي مع مناصريه الذين تجمعوا في قاعة الاحتفال، وهو يرتدي خوذة واقية للرصاص، وقد رسم على رأسه أرقام 2020، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية لهذا العام. وقال وست إنه مرشح عن «حزب أعياد الميلاد». وست الذي دعم ترمب في السابق، لم يتمكن من إدراج اسمه لخوض السباق في عدد من الولايات بسبب تأخره في الإعلان عن نيته للترشح، الأمر الذي سيشكل عائقاً أمامه في الاستمرار بسعيه للرئاسة. وكان ترمب علّق على إعلان وست مرجحاً أنه سيتمكن من جذب أصوات السود بعيداً عن بايدن، فكتب رداً على تغريدة تقول إن المغني الأميركي سينتزع أصوات الأميركيين السود من منافسه الديمقراطي: «لن يكون هذا صعباً. جو الفاسد لم يقم بشيء لخدمة السود!».


مقالات ذات صلة

ترمب يعهد لرئيس شركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعهد لرئيس شركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

عيّن الرئيس الأميركي المنتخب، السبت، حليفه ديفين نونيز، وهو مشرّع أميركي سابق يدير الآن منصة «تروث سوشيال»، رئيساً للمجلس الاستشاري للاستخبارات التابع للرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

خاص سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».