عبد الفتاح عسيري... موهبة طامحة وصولات جدلية بين الكبار

يجيد اتخاذ الخطوة المناسبة في عالم الاحتراف الشائك

عسيري متوسطاً السويكت والحلافي بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)
عسيري متوسطاً السويكت والحلافي بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)
TT

عبد الفتاح عسيري... موهبة طامحة وصولات جدلية بين الكبار

عسيري متوسطاً السويكت والحلافي بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)
عسيري متوسطاً السويكت والحلافي بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)

بتوقيعه عقدا احترافيا مع نادي النصر، يكون عبد الفتاح عسيري من اللاعبين القلائل الذين حظوا بفرصة التجربة مع ثلاثة من الأندية الكبار في الدوري السعودي «الاتحاد ثم الأهلي وأخيرا النصر» إلا أن أحلام النجم الموهوب قد تقوده أيضا إلى ناد آخر لا يقل قيمة ومكانة عن الأندية آنفة الذكر في حال رغب المزيد من التجارب في مسيرته الرياضية بعد نهاية عقده مع النصر «بعد ثلاث سنوات من الآن».
ومن جازان جنوب السعودية بزغت موهبة عبد الفتاح عسيري مع نادي حطين الذي عُرف بتصدير الأسماء المميزة في ملاعب كرة القدم السعودية ولمختلف الأندية، حتى وصفه فيصل مدخلي رئيس النادي الجنوبي بأنه «منبع النجوم».
قبل عشر سنوات أو أكثر بقليل بدأ والده توفيق عسيري المدرب الوطني بفكرة تسجيل ابنه في نادي الأهلي الذي ينتمي له «كمشجع» وبعد تجربة امتدت للأشهر الثلاثة لم ينجح ذلك الحلم، بعدها كانت هناك محاولة أخرى لتسجيل اللاعب في نادي الهلال الذي طلب حضوره لمقر النادي في العاصمة وأخضعه لتجربة قصيرة لم يكتب لها النجاح.
زرعت هذه التجارب غير الناجحة تحدياً خاصاً في قلب الطفل الصغير «عبد الفتاح» الذي أصر على والده لقيده في صفوف نادي حطين رغم ابتعاد المسافة لقرابة 100 كيلو عن منزله الذي يقع في مدينة صبيا عن مقر النادي بمحافظة صامطة بمنطقة جازان.
وبدأ عسيري الذي عُرف بين أقرانه بلقب «ميسي جازان» في لفت الأنظار من خلال مباريات الفئات السنية لنادي حطين حتى تم استدعاؤه للمنتخب السعودي ومنه بدأ الحديث حول انتقاله لأحد لأندية الكبيرة كما هو الحال لنجوم أندية الظل عند بزوغهم مع المنتخبات السعودية، وفي العام 2012 أبرم الاتحاد عقداً مع اللاعب الصغير «عسيري» لمدة ثلاث سنوات في مؤتمر صحافي كبير حضره رئيس نادي حطين ورئيس نادي الاتحاد ووالد اللاعب.
«كان شعار الاتحاد حُلما» تلك هي الكلمات التي صرح بها عسيري لوسائل الإعلام فور توقيعه لنادي الاتحاد الذي يضم بين صفوفه عمالقة من النجوم لعل أبرزهم محمد نور أحد نجوم النادي التاريخيين، لكن الظروف لم تكن إيجابية للنادي الاتحاد ولم تساعد اللاعب حتى مضت سنوات عقده ليجد نفسه محاطاً بالعديد من العروض كان أفضلها النادي «الأهلي».
بعد سنوات من محاولته الأولى وجد «عسيري» نفسه يدخل بوابة مقر النادي الأهلي وهو محاطاً بكاميرات المصورين وأسئلة الإعلاميين، حضر نجماً لامعاً لصفوف النادي الذي عشقه والده كثيراً وحاول قيده في صفوفه منذ سنوات.
عبد الفتاح عسيري الذي يقترب من عامه السابع والعشرين آمن بأنه «لا عشق في زمن الاحتراف» وهي الحقيقة التي تجلت في السنوات الأخيرة بعالم كرة القدم، هو عاشق محب للاتحاد لكنه وجد مستقبله في النادي الأهلي خاصة أنه لاعب محترف تلك هي مهنته.
خاض عسيري تجربة مميزة في النادي الأهلي وبات أحد الأسماء اللامعة في صفوفه منذ انتقاله في العام 2016 وكذلك سجل حضوراً مميزاً في صفوف المنتخب السعودي الذي يضم كوكبة من الأسماء المميزة في خط منتصف الميدان.
عبد الفتاح عسيري الذي يعشق الأرجنتيني ميسي رغم ميوله لنادي ريال مدريد الإسباني يفكر بصورة مختلفة عن أقرانه من اللاعبين، ويؤمن أن لاعب كرة القدم يجب أن يدرك أن مستقبله مرهون بسنوات قليلة يجب أن يستثمرها ليستطيع أن يوفر حياة كريمة له بعد الاعتزال.
بعد ساعات قليلة من دخوله الفترة الحرة مع النادي الأهلي أبرم «عبد الفتاح عسيري» في ساعة متقدمة من يوم الجمعة تعاقده مع نادي النصر ليكون المحطة الرابعة له في مسيرته الكروية وذلك بعقد يمتد لثلاث سنوات كان هو الأميز مالياً والأفضل من بين العروض المقدمة له.
ويدرك عسيري الذي خاض تجربة فريدة من نوعها بتنقلها بين قطبي مدينة جدة الاتحاد ثم الأهلي أن مرحلته العمرية الحالية تجعله يتجه صوب العرض الأفضل مالياً دون النظر واللجوء للعواطف والأهواء والميول، كونه يقترب من دخول عامه السابع والعشرين.
ووقع عسيري عقده الجديد في أحد فنادق مكة المكرمة بحضور صفوان السويكت رئيس نادي النصر وعبد الرحمن الحلافي المشرف العام على الفريق الأصفر بعقد يمتد لمدة ثلاث سنوات بدعم من قبل الشرفي النصراوي الأمير خالد بن فهد.
وبدأ السويكت رئيس النادي العاصمي الذي أتم عامه الأول في كرسي الرئاسة سعيداً بعد إتمام الصفقة وتدعيم صفوف النادي الأصفر بواحد من أميز لاعبي خط الوسط في السعودية.
وقدم صفوان السويكت شكره وتقديره للأمير خالد بن فهد على تكفله التام بهذه الصفقة موضحاً عبر حسابه في «تويتر»: حروف اللغة لا تكفي لشكر صاحب الفضل الرمز النصراوي والداعم الأزلي الأمير خالد بن فهد والذي تكفل بصفقة النجم عبد الفتاح عسيري فمرحبا بك يا عبد الفتاح ضمن كوكبة العالميين.
ورغم الضغوطات الهائلة التي تعرض لها عسيري من أنصار ناديه السابق إلا أنه اتخذ الخطوة التي يرى أنها تناسب عصر الاحتراف بعيدا عن العواطف وهو الشعار الذي دائما ما يردده في تصريحاته الإعلامية.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».