فرحة عارمة تجتاح ريال مدريد بعد التتويج بلقب الدوري الإسباني

تصريحات ميسي تشعل الخلافات في برشلونة بعد الهزيمة أمام أوساسونا

ريال يزيح برشلونة عن العرش ويتوج بكأس دوري إسبانيا (أ.ف.ب)
ريال يزيح برشلونة عن العرش ويتوج بكأس دوري إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

فرحة عارمة تجتاح ريال مدريد بعد التتويج بلقب الدوري الإسباني

ريال يزيح برشلونة عن العرش ويتوج بكأس دوري إسبانيا (أ.ف.ب)
ريال يزيح برشلونة عن العرش ويتوج بكأس دوري إسبانيا (أ.ف.ب)

شهدت العاصمة الإسبانية مدريد فرحة عارمة بعد أن نجح ريال مدريد في التتويج بأول لقب له منذ رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف الفريق للانضمام إلى يوفنتوس الإيطالي، حيث نجح ريال في انتزاع لقب الدوري الإسباني في نهاية موسم ماراثوني. وتأتي الأفراح داخل النادي الملكي وخارجه في الوقت الذي يشهد فيه نادي برشلونة خلافات حادة عقب تصريحات نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي اعترف بأن فريقه يعاني من بعض المشكلات التي تهدد مسيرته الأوروبية أيضاً، بعدما خرج صفر اليدين من البطولات المحلية هذا الموسم.
وخسر برشلونة (1-2) أمام ضيفه أوساسونا، مساء الخميس، في المرحلة السابعة والثلاثين (قبل الأخيرة) من الدوري الإسباني لكرة القدم، فيما فاز منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد (2-1) على فياريال في المرحلة نفسها، ليتوج الريال بلقب البطولة للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه. واعترف ميسي بعد المباراة: «نحن فريق ضعيف للغاية... يمكن أن نتعرض للهزيمة في أي وقت؛ علينا أن ننتقد أنفسنا بصفتنا لاعبين، وأيضاً بصفتنا فريقاً». وأضاف: «يتعين علينا أن نتغير كثيراً، وإلا سنخسر أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا».
ونجح كريم بنزيمة في إثبات جدارته بثقة المدير الفني زين الدين زيدان، باستعراض تألقه التهديفي، مسجلاً 21 هدفاً خلال 37 مباراة بالدوري. وحمل التتويج باللقب هذا الموسم كثيراً من المعاني بالنسبة لريال مدريد، بعد أن استمر الصراع لفترة طويلة، وحسم اللقب في المرحلة السابعة والثلاثين (قبل الأخيرة) التي أقيمت مبارياتها مساء الخميس. ووسع ريال مدريد الفارق الذي يتفوق به في الصدارة أمام برشلونة إلى 7 نقاط، ليحسم تتويجه باللقب، مع تبقي مرحلة واحدة فقط على نهاية المسابقة.
وجسدت احتفالات لاعبي ريال مدريد، ومديره الفني زيدان، عقب المباراة، مدى إصرار الفريق خلال هذا الموسم على التتويج باللقب الــ34 له في الدوري الإسباني. وقال زيدان: «هو أفضل يوم في مسيرتي الاحترافية. دوري الأبطال هو دوري الأبطال، لكن الدوري الإسباني يشهد 38 مرحلة، والفوز به صعب للغاية».
وأثنى فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، بشكل خاص على النجم الفرنسي بنزيمة، هداف الفريق، منادياً بمنحه جائزة «الكرة الذهبية» التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» لأفضل لاعب. وقال بيريز: «يجب منح بنزيمة البالون دور (جائزة الكرة الذهبية). لم أر أي لاعب بمستواه خلال العام».
وسجل بنزيمة 21 هدفاً لريال خلال الموسم الحالي بالدوري الإسباني، متصدراً قائمة هدافي الفريق، ومحتلاً المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري، بفارق هدفين فقط خلف ميسي، لاعب برشلونة. وتحمل بنزيمة عبء قيادة الفريق للقب، وهو أول لقب للفريق منذ رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوفه في بداية الموسم الماضي. لكن الاستقرار والتماسك الدفاعي للفريق لعب دوراً بارزاً أيضاً في رحلة النجاح.
وكانت شباك ريال مدريد قد استقبلت 46 هدفاً في الموسم الماضي، لكن شباك الفريق اهتزت 22 مرة فقط خلال مشواره في هذا الدوري، مع تبقي مرحلة واحدة فقط. وقد حافظ ريال مدريد على نظافة شباكه في 19 مباراة، ولم تهتز شباكه بأكثر من هدفين في أي مباراة. وبات تيبو كورتوا بصدد الفوز بجائزة «زامورا» التي تمنح للحارس الذي اهتزت شباكه بأقل عدد من الأهداف خلال الموسم، وسيصبح بذلك أول حارس لريال يتوج بالجائزة منذ أن توج بها إيكر كاسياس في عام 2008.
كذلك قدم سيرجيو راموس مستويات رائعة في دفاع ريال مدريد، وقد أبدى سعادة بالغة عقب المباراة، بعدما توج بلقب الدوري للمرة الخامسة مع ريال مدريد، كما أبدى ثقة كبيرة بشأن الاستمرار مع الفريق، قائلاً إنه يرغب في البقاء مع ريال حتى نهاية مشواره بصفته لاعباً، وأوضح: «أنا واثق من أنه لن تكون هناك مشكلة (بشأن تجديد العقد). أرغب في أن أعتزل في هذا النادي، وسأستمر ما دام أن رئيس النادي يرغب في استمراري هنا».
وأشار بيريز، عقب المباراة، إلى إمكانية استمرار راموس ضمن صفوف الملكي حتى نهاية مسيرته، وصرح قائلاً: «يجب أن يستمر هنا حتى الاعتزال». ولا شك في أن الخميس سيكون يوماً لا ينسى بالنسبة لبيريز، حيث إنه يتزامن مع مرور 20 عاماً على اليوم الأول له في منصب رئيس النادي.
وتجدر الإشارة إلى أن زيدان حقق إنجازه مع ريال دون كثير من المساعدة من جانب النجم إيدين هازارد الذي شكل أغلى صفقة لريال مدريد في الصيف الماضي. فقد سجل هازارد الذي انضم لريال قادماً من تشيلسي الإنجليزي، في يونيو (حزيران) 2019، هدفاً واحداً خلال 16 مباراة، لكن بنزيمة استطاع تحمل المسؤولية، مستفيداً من دعم خط الوسط الذي يضم لوكا مودريتش (34 عاماً) وتوني كروس وكاسيميرو، ولم يتأثر الفريق بتواضع عروض هازارد في أول موسم له مع الفريق الملكي.
وسيخوض ريال مدريد الموسم المقبل بتشكيلة اللاعبين نفسها، حيث قال بيريز عقب مباراة الخميس: «لن تكون هناك صفقات كبيرة. فالوضع (في ظل وباء كورونا) سيئ للغاية، ولا يمكن توقع تخفيض رواتب اللاعبين، وبالتالي لا يفترض توقع صفقات كبيرة».


مقالات ذات صلة

أنشيلوتي مدرب ريال مدريد: العقلية أمام رايو فايكانو تبشر بـ«الإيجابية»

رياضة عالمية أنشيلوتي (إ.ب.أ)

أنشيلوتي مدرب ريال مدريد: العقلية أمام رايو فايكانو تبشر بـ«الإيجابية»

عبَّر كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد عن أسفه إزاء الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها فريقه وإهداره الفرص خلال تعادله 3-3 مع مضيفه رايو فايكانو في الدوري الإسباني.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني (رويترز)

مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي

فاز كيليان مبابي، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فرنسي للموسم الماضي 2023-2024 المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كيليان مبابي يأمل في المشاركة بكأس إنتركونتيننتال (رويترز)

أملاً في التعافي... مبابي ضمن بعثة ريال مدريد لكأس إنتركونتيننتال

المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يأمل في أن يتعافى مبابي للمشاركة في بطولة كأس إنتركونتيننتال، الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية جود بلينغهام (رويترز)

بلينغهام يعزّز فرص الريال لانتزاع الصدارة من برشلونة

منح تراجع برشلونة متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الفرصة لريال مدريد لانتزاع قمة الترتيب؛ إذ ستتاح الفرصة لحامل اللقب لصدارة المسابقة لأول مرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

أُغلق التحقيق في قضية «الاغتصاب» التي فُتحت بعد زيارة قائد المنتخب الفرنسي ولاعب ريال مدريد الإسباني مبابي إلى ستوكهولم في أكتوبر الماضي، لعدم كفاية الأدلة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».