ساندرا منصور أول عربية تتعاون مع متاجر «إتش أند إم»

بعد الراحل كارل لاغرفيلد ومصممين عالميين

من تشكيلتها لعام 2021
من تشكيلتها لعام 2021
TT

ساندرا منصور أول عربية تتعاون مع متاجر «إتش أند إم»

من تشكيلتها لعام 2021
من تشكيلتها لعام 2021

في خضم الأخبار السلبية الكثيرة التي تحاصرنا من كل صوب، والمخاوف من تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد، هناك خبر سار تداولته أوساط الموضة العربية على وجه التحديد، ألا وهو اختيار اللبنانية ساندرا منصور لتكون أول مصممة عربية تسجل اسمها في تقليد تتبعه متاجر «إتش أند إم» منذ عام 2004 . بموجب هذا التقليد تتعاون الشركة السويدية مع مصممين كبار يُضفون عليها البريق ويحققون لها الربح. فقد سبق لها مثلاً التعاون مع الراحل كارل لاغرفيلد، وألبير ألبيز، وجيامباتيستا فالي، وستيلا ماكرتني، ودوناتيلا فيرساتشي، وإيزابيل مارون، وهلم جرا، محققة بذلك نجاحات تجارية كبيرة تشهد عليها الطوابير الطويلة والصراعات بالأيادي للحصول على قطعة واحدة جادت بها أنامل واحد من هؤلاء المصممين.
أوساط الموضة العربية سعيدة بهذا التعاون. فعدا أنه يعيد للمنطقة اعتبارها بصفتها سوقاً مهمة، فإن المصممة ساندرا منصور لها شعبية خاصة، نظراً لأسلوبها الراقي الذي يجمع الرومانسية بأناقة عصرية تضخ فيها دائماً عشقها للفن. أطلقت خطها في عام 2010، ومنذ ذلك الحين وهي وجه مألوف في معارض باريس. تدربها على يد إيلي صعب أثر على أسلوبها المفعم بالفخامة والتطريزات اليدوية الغنية التي تجمع فيها الشاعرية بخطوط قوية تعكس امرأة اليوم. أطلقت على تشكيلتها الخاصة بمتاجر «إتش أند إم»، والتي ستطرح في منطقة الشرق الأوسط ومنافذ محددة أخرى حول العالم في 6 من شهر أغسطس (آب) المقبل، عنوان «عباد الشمس»، مفسرة ذلك بأنها تُريدها أن تبعث على التفاؤل والأمل في وقت لا يدعو إلى التفاؤل، خصوصاً أنها باشرت في تصميمها في نهاية عام 2019 «مع اندلاع الجائحة وأحداث لبنان». رغم ألوانها الحيادية، تقول ساندرا، إنها استلهمتها من الفنانة الأرجنتينية اللبنانية الأصل، بيبي زغبي المعروفة بحبها لرسم ورد قريتها اللبنانية التي غادرتها وهي في عمر 16 من عمرها، لكنها ظلت تشم رائحتها مدى الحياة وتجسدها في لوحاتها.
في هذا الصدد، تشرح ساندرا منصور بأن حضور الفن في تصاميمها، يعود إلى رغبة دفينة في أن تكون أيضاً رسامة. عندما عادت من سويسرا إلى بيروت منذ نحو عشر سنوات، ودخلت ورشات المصمم إيلي صعب متدربة «اكتشفت أنه بإمكاني أن أجمع حبي للمجالين... أن أرسم الجمال بالأقمشة وألوانها». هذا المزج أثار إليها الكثير من الانتباه بصفتها واحدة من أهم المصممين الشباب في المنطقة؛ لهذا لم يكن اختيار الشركة السويدية غريباً، بل قوبل بالتهليل. السؤال المطروح حالياً رغم أن هذا التعاون يعيد الاعتبار إلى مصممي المنطقة العربية، هو مدى إذا كان التوقيت في صالحها؟ فتشكيلتها ستطرح في الأسواق والعالم يرزح تحت أزمة خانقة بسبب الخوف من تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد، وما يتطلبه الأمر من تباعد اجتماعي يؤثر على متعة التسوق الفعلي بشكل كبير، فضلاً عن ذلك فإن محال «إتش أند إم» تعاني من تراجع كبير في مبيعاتها في الأشهر الأخيرة، وهناك أخبار بأنها ستُغلق ما لا يقل عن 170 محلاً من محالها حول العالم.
ورغم أن الشركة تُعول على السوق العربية، فإنه لا بد من الاعتراف بأن هذه التعاونات التي كانت تثير الكثير من الاهتمام والإقبال إلى حد أنها كانت تنفذ من الأسواق مباشرة، فقدت بعض بريقها في السنوات الأخيرة؛ وهو ما يجعل هذه التشكيلة تعتمد كلياً على اسم وقدرات مصممة عربية شابة.


مقالات ذات صلة

دانييل لي يُقدم لـ«بيربري» أقوى «عرض» شهدته منذ سنوات

لمسات الموضة أبدع دانييل لي مجموعة من المعاطف تنوعت تصاميمها وخاماتها بشكل مدهش (بيربري)

دانييل لي يُقدم لـ«بيربري» أقوى «عرض» شهدته منذ سنوات

كان هناك إجماع بين الحضور على أن العرض استوفى كل مقومات الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة رغم توالي كثير من المصممين على «ديور» بعد وفاة مؤسسها فإنهم احترموا مبادئه وأفكاره (هيئة الترفيه)

معرض «كريستيان ديور... مصمم الأحلام» يحط الرحال في السعودية لأول مرة

يواصل معرض «كريستيان ديور: مُصمم الأحلام (Christian Dior: Designer of Dreams)»، الذي افتُتح في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في المتحف الوطني السعودي بمدينة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
لمسات الموضة من اقتراحات دار «توم فورد» (توم فورد)

«رمضان كريم» على بيوت الأزياء العالمية... يُنعشها اقتصادياً ويحفزها فنياً

بيوت الأزياء العالمية تحقق ما بين 20 إلى 30 في المائة من مبيعاتها السنوية في المنطقة خلال شهر رمضان الكريم

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تنوعت الألوان والطبعات... والشاعرية واحدة (أ.ف.ب)

تشكيلة «إرديم» لخريف وشتاء 2025 تستكشف الخيال بواقعية

استلهم المصمم إرديم موراليوغلو من التاريخ والأدب والفن أفكاراً وصوراً حوّلها إلى قطع فنية رسّخت مكانته بوصفه واحداً من أهم المصممين الشباب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة «أسبوع لندن لخريف وشتاء 2025»... يتخبط بين الواقعية التجارية وشخصيته الجانحة إلى الابتكار

«أسبوع لندن لخريف وشتاء 2025»... يتخبط بين الواقعية التجارية وشخصيته الجانحة إلى الابتكار

بين طقس متقلب ورغبة في بثّ طاقة إيجابية، انطلق «أسبوع لندن لخريف وشتاء 2025». رغم محاولاته، فإنه جاء هزيلاً وهو يقاوم وعكة ألمّت به منذ بضعة مواسم، ولم يتعافَ…

جميلة حلفيشي (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.