حمادة هلال: استثمرت التباعد في ترتيب أولوياتي الفنية

اعتبر أن الموهوب يمكنه النجاح في التمثيل والغناء

الفنان المصري حمادة هلال
الفنان المصري حمادة هلال
TT

حمادة هلال: استثمرت التباعد في ترتيب أولوياتي الفنية

الفنان المصري حمادة هلال
الفنان المصري حمادة هلال

اعتبر الفنان والمطرب المصري حمادة هلال، أنه بإمكانه مواصلة «النجاح في الغناء والتمثيل بشكلٍ متوازٍ»، واصفاً نفسه بأنه «فنان شامل»، وفي حواره مع «الشرق الأوسط» قال إن «فترة العزل المنزلي كانت بمثابة فرصة استثمرها لترتيب كثير من اهتماماته وأولوياته الفنية».
أغنية «جمالها» والتي تعد الأحدث في مسيرة حمادة هلال، وحققت أكثر من 10 ملايين مشاهدة، قال إنها «كانت لديه من فترة كبيرة وتم تنفيذها بالفعل وتصويرها بطريقة الـ(ثري دي) لأن الوقت لم يسعفه لأكثر من ذلك بسبب ظروف (فيروس كورونا)».
أما عن فكرة اشتراك الفنانة المصرية منة عرفة معه في تصوير الأغنية، قال هلال: «فكرت في أن منة عملت معي من قبل وهي طفلة في عدة أفلام أهمها (الحب كده، وحلم العمر)، وأصبحت الآن فتاة كبيرة وجميلة ولها متابعون واستثمرت ذلك وتم تنفيذ الأغنية بالاشتراك معها لتكون مختلفة وشكلها جديدا، وأعتقد أن فكرتها هو سبب نجاحها أي مزج الماضي بالحاضر وتحديداً مشاهد أغنية (الفار السندق)».
ولا يمانع هلال فكرة اشتراكه مع منة عرفة في عمل فني خلال الفترة المقبلة، ويقول إنها «وجه خير عليه في كل الأعمال التي جمعتنا معا فعندما كانت طفلة صغيرة كلها شقاوة ومرح نجحنا، وحتى الآن تتمتع بالصفات نفسها مع نضج فني».
وبشأن متابعته لعدد من المواهب الشابة على السوشيال ميديا وتقييم أعمالهم بشكل مستمر يقول: «الدعم هو بداية طريق النجاح لأي فنان، ونحن جميعا تعرضنا لكثير في بدايتنا، ومع انتشار مواقع التواصل وسهولة وصولها لأكبر عدد أصبح الانتشار سهلاً، ولكن الموهوب هو من ينجح ويستمر وعلينا دعمه ومساندته».
ويرى هلال أن «عدد المشاهدات التي يحصدها العمل الفني على القنوات الرسمية باليوتيوب مقياس مهم لنجاح أي عمل فني حتى ولو كانت المشاهدات تحمل تعليقات سلبية فهو نجاح أيضاً».
وعما إذا كان يشغله تصنيف نفسه في الوسط الفني قال هلال: «تصنيف الفنان لنفسه لا يصح وإذا وضع الفنان نفسه في هذه الخط مؤكد أنه سيفشل لانشغاله بشيء ليس بيده لأنه وارد تقديم عمل جيد وآخر ممتاز واحتمال إخفاق في عمل ما؛ فالأهم هو محاولة تقديم الأفضل والاستمرارية دون الدخول في متاهة التقييم لأنها مهمة الجمهور».
ويستعد هلال لتسجيل أغنية جديدة تحمل اسم «طحن في طحن»، ويقول «سوف تطرح قريباً بعد طرح البرومو الدعائي، وكذلك فإنني أقرأ سيناريو فيلم سينمائي ولكنني لا أفضل تنفيذه في الوقت الحالي للتركيز على رصيدي من الغناء لحين تحسن الظروف المحيطة».
ويعود هلال مفسراً رغبته في تنويع اختياراته بالقول إن «الفنان المختلف هو من يظهر دائما ولا بد من الحرص على انتقاء الفكرة والكلمات والإخراج فكل ما هو مختلف ناجح وإذا لم يرغب الفنان في تقديم شيء مختلف والاكتفاء بما قدم من قبل فسهل على الجمهور متابعة ما قدمه ولن ينتظر منه الجديد وانتهى الأمر... الفنان المميز هو المجدد المختلف الذي يعي ما يطلبه الجمهور وفي أي وقت».
يتبنى هلال الذي يمزج بين التمثيل والغناء فكرة تعتمد على أن «التركيز على ناحية واحدة في الفن عموما فكرة خاطئة؛ وما دام الفنان شاملا، لديه المقدرة على التوفيق فيما يقدم فلا مانع من الوجود في أنواع الفنون كافة».
وبشأن عدم مشاركته في موسم دراما رمضان الماضي، يشرح هلال: «أحب الدراما التلفزيونية جداً وتذوقت نجاحها، ولكن بشرط أن أحصل على سيناريو مميز وإنتاج يقدم دعما على أكمل وجه، فأنا أفضل السيناريو المُفصل وهذا شيء أساسي لأن المشروع الفني الذي أقبل عليه، وهو بالأساس لم يكن يعد صعباً لي لأنني أقوم بعمل تعديلات، والتعديلات الكثيرة تضعف العمل، لذلك أسعى لعمل فني مفصل لي من البداية تجنبا لأي تعديل».
المطرب المصري الشاب دافع كذلك عن اتجاهه لطرح أغاني «سنغل» خلال الفترة الماضية، ويرى أنها «فكرة ناجحة، وبالإمكان طرحها كل فترة، على العكس من الألبوم الغنائي الكامل والذي يأخذ وقتاً كبيراً في التحضير، واختيار الأغاني وتصوير أغنية أو اثنين، فضلاً عن أن الأغاني كاملة لا تصل للجميع فغالباً الأغنية المصورة هي من تصل للناس لأنه ليس من السهل تصوير ألبوم كامل... وفكرة تقديم أغنية منفردة كل فترة تستغرق وقتاً من التحضير والتصوير وصعوبتها في تميزها، لذلك هي الأنجح».
ورغم عدم مشاركته بالتمثيل في الموسم الرمضاني، فإن هلال يقول إنه «شاهد مسلسل (الاختيار)، وكان أكثر عمل فني تابعه وشعر معه بالفخر لأنه عمل يشجع همم المصريين، وقيمهم الوطنية».
هلال يعتقد أنه «لا توجد ممنوعات في الفن، ولكن على الفنان احترام المشاهد أو المستمع فأعمالنا هي استكمال لمشوارنا، والدليل أن الفن المحترم معروف من هم صانعوه حتى وقتنا، والأسماء دون المستوى التي قدمت فناً هابطاً معروفة هي الأخرى».
يأمل هلال في انتهاء أزمة فيروس كورونا مؤكداً أنه يتمنى «الذهاب لأداء العمرة بعد تحسن الأوضاع»، ومشيرا إلى أنه «استثمر وقت العزل المنزلي في متابعة بعض الأعمال الفنية، وإعادة ترتيب اهتماماته وقراءة عدد من السيناريوهات المعروضة عليه».



طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».