قراصنة إيرانيون يسربون مقاطع فيديو تفضح هجماتهم الإلكترونية بالخطأ

المتسللون الإيرانيون استهدفوا موظفي وزارة الخارجية الأميركية (أرشيف-رويترز)
المتسللون الإيرانيون استهدفوا موظفي وزارة الخارجية الأميركية (أرشيف-رويترز)
TT

قراصنة إيرانيون يسربون مقاطع فيديو تفضح هجماتهم الإلكترونية بالخطأ

المتسللون الإيرانيون استهدفوا موظفي وزارة الخارجية الأميركية (أرشيف-رويترز)
المتسللون الإيرانيون استهدفوا موظفي وزارة الخارجية الأميركية (أرشيف-رويترز)

سرَبت مجموعة من القراصنة الإيرانيين، عن طريق الخطأ، فيديوهات تفضح كيفية اختراقهم لحسابات البريد الإلكتروني وسرقة بيانات المستخدمين، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وحصل الباحثون في فريق أمن «إكس فورس» من شركة «آي بي إم» الأميركية على ما يقرب من خمس ساعات من لقطات الفيديو التي يبدو أنها تم تسجيلها مباشرة من شاشات المتسللين.
ويعمل المتسللون مع مجموعة تدعى «آي تي جي 18»، التي تشير إليها شركات الأمن الأخرى باسم «شارمينغ كيتشين».
وتعد المجموعة واحدة من أكثر فرق التجسس النشطة التي ترعاها الدولة والمرتبطة بالحكومة الإيرانية.
وقالت إميلي كروس، وهي موظفة سابقة في وكالة الأمن القومي تعمل الآن كباحثة أمنية في شركة «دراغوس» لأمن أنظمة التحكم الصناعية: «هذا النوع من الأشياء هو فوز نادر للمدافعين».
وتابعت: «الأمر أشبه بلعب البوكر، وأن تدع خصومك يخسرون كل شيء على الطاولة».
وعُثر على مقاطع الفيديو المسربة ضمن 40 غيغابايت من البيانات التي يبدو أن القراصنة سرقوها من حسابات الضحايا، بما في ذلك عسكريون أميركيون ويونانيون.
كما أشارت البيانات إلى أن المتسللين استهدفوا موظفي وزارة الخارجية الأميركية، ورجل إيراني أميركي لم يذكر اسمه.
وتم تحميل جميع الملفات عن طريق الصدفة في مايو (أيار) إلى خادم مكشوف، عندما كما كانت «آب بي إم» تراقب الجهاز.
ويبدو أن مقاطع الفيديو عبارة عن عروض تدريب قام بها قراصنة مدعومون من إيران لتظهر لأعضاء الفريق الصغار كيفية التعامل مع الحسابات المخترقة.
وتعرض الفيديوهات للمتسللين الذين يصلون إلى حسابات «جي ميل» من«غوغل» و«ياهو ميل» المخترقة كيفية تنزيل محتوياتها، ونقل البيانات الأخرى التي تستضيفها «غوغل» من الضحايا.
وقال خبراء الأمن السيبراني إن الكشف عن الإيرانيين وهم يقومون بهذا العمل يعتبر أمراً غير مسبوق.
وتقول أليسون ويكوف، كبير المحللين في «آي بي إم إكس فورس» التي اكتشف فريقها مقاطع الفيديو: «لا نحصل على هذا النوع من المواد الذي يكشف كيفية عمل الجهات التي تشكل تهديداً على الإطلاق».
وأكد الباحثون أن القراصنة يبدو أنهم سرقوا صوراً ورسائل بريد إلكتروني وسجلات ضريبية ومعلومات شخصية أخرى من الأفراد المستهدفين.
وفي بعض المقاطع، يقول الباحثون أنهم لاحظوا المتسللين الذين يعملون من خلال مستند نصي مليء بأسماء المستخدمين وكلمات المرور لقائمة طويلة من حسابات غير البريد الإلكتروني، من شركة الهاتف إلى الحسابات المصرفية.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك يجري مقابلة اليوم مع زعيمة حزب ألماني شعبوي على منصة «إكس»

العالم أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي (رويترز)

إيلون ماسك يجري مقابلة اليوم مع زعيمة حزب ألماني شعبوي على منصة «إكس»

يعتزم رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك إجراء مقابلة مع أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي على منصة «إكس»، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)

ملصق لتصنيف مستوى أمان الأجهزة المتصلة بالإنترنت... في أميركا

كشف البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، عن ملصق جديد لتصنيف معايير السلامة الإلكترونية للأجهزة المتصلة بالإنترنت مثل منظمات الحرارة الذكية وأجهزة مراقبة الأطفال…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا علما تايوان والصين يظهران في صورة مركبة (رويترز)

تايوان تتهم الصين باستخدام معلومات مضللة «لتقويض ديمقراطيتها»

كشفت تايوان أن الصين تضاعف جهودها لتقويض الثقة في ديمقراطية الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي وعلاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة من خلال نشر المعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
أوروبا صورة ملتقطة في 17 ديسمبر 2024 بالعاصمة الألمانية برلين تظهر فيها أليس فايدل زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب «البديل من أجل ألمانيا» خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

إيلون ماسك سيستضيف زعيمة اليمين المتطرف الألمانية في مقابلة مباشرة

أعلنت المرشحة الرئيسية للانتخابات البرلمانية الألمانية عن حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، أنها ستُجري حواراً مباشراً عبر الإنترنت مع إيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق تاريخياً كانت المواقع تتطلب كلمات مرور معقدة بمزيج من الأحرف والرموز الأبجدية الرقمية (رويترز)

كلمات المرور المعقدة قد لا تكون فعالة كما تعتقد... ما السبب؟

وجد المعهد الوطني للمعايير والتقانة أن «فائدة مثل هذه القواعد أقل أهمية مما كان يُعتقد في البداية»، حيث إنها تفرض عبئاً «شديداً» على ذاكرة المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.