إعادة فرض العزل تتواصل في بعض مناطق العالم

دفن أحد ضحايا «كورونا» في إندونيسيا (أ.ف.ب)
دفن أحد ضحايا «كورونا» في إندونيسيا (أ.ف.ب)
TT

إعادة فرض العزل تتواصل في بعض مناطق العالم

دفن أحد ضحايا «كورونا» في إندونيسيا (أ.ف.ب)
دفن أحد ضحايا «كورونا» في إندونيسيا (أ.ف.ب)

أثار استمرار تفشي «كوفيد- 19» في العالم موجة جديدة من عمليات إعادة فرض تدابير عزل من الهند إلى فنزويلا، ودفع بدول وشركات إلى جعل الكمامات إلزامية، كما فعلت شركة «وولمارت» في الولايات المتحدة، أكثر دول العالم تضرراً من الوباء.
وتجاوزت حصيلة الوباء 13.3 مليون إصابة، ونحو 580 ألف وفاة في العالم، تعافى منهم 7.2 مليون شخص على الأقل، أي نصف المصابين تقريباً، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
في آسيا، أمرت سلطات هونغ كونغ الحانات والنوادي الرياضية وصالونات التجميل بإغلاق أبوابها مجدداً، كما فرضت حظراً على التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص، في إطار جهود لاحتواء تفشٍّ جديد للوباء، بعد أشهر من النجاح اللافت في محاربته.
وبرزت مخاوف في اليابان أيضاً؛ حيث أعلنت حاكمة طوكيو حال التأهب القصوى في العاصمة في مواجهة الفيروس، بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات.
في الولايات المتحدة؛ حيث سجلت أكثر من 136 ألف وفاة، و3.43 مليون إصابة بالوباء الذي يتسع نطاق تفشيه؛ خصوصاً في الولايات الجنوبية والغربية، أظهر آخر تحديث للنمذجات الوبائية ارتفاعاً إضافياً في عدد الوفيات اليومية.
ووفقاً لمتوسط نماذج 23 مجموعة بحثية نشرها الثلاثاء فريق من جامعة «ماساتشوستس»، يفترض أن يرتفع عدد الوفيات بـ15 ألف حالة بحلول 1 أغسطس (آب) في البلاد؛ لكن توقع أحد النماذج أن تعميم وضع الكمامة قد يسهم في إنقاذ حياة 40 ألف شخص حتى نوفمبر (تشرين الثاني).
ولا يزال فرض وضع الكمامة أمراً مثيراً للجدل في الولايات المتحدة؛ لكن شركة «وولمارت» التجارية جعلت الكمامة إلزامية في كافة متاجرها في الولايات المتحدة، اعتباراً من الاثنين، على غرار شركتي «بيست باي» و«ستارباكس» من قبلها.
ويواصل الوباء تسارعه أيضاً في أميركا اللاتينية. وفرضت فنزويلا عزلاً صارماً على سكان العاصمة كراكاس وولاية ميراندا المجاورة، البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، اعتباراً من صباح الأربعاء.
في البرازيل، إحدى الدول الأكثر تضرراً في العالم بالوباء مع أكثر من 74 ألف وفاة ومليوني إصابة، هددت معاهد السامبا الكبرى بعدم المشاركة في كرنفال ريو دي جانيرو المرتقب في فبراير (شباط) 2021، ما قد يؤدي إلى إلغائه.
في هذه الأجواء المقلقة، جاء إعلان شركة «موديرنا» الأميركية للصناعات الدوائية، الثلاثاء، أن التجارب السريرية للقاحها المضاد لـ«كوفيد- 19» ستدخل المرحلة النهائية في 27 يوليو (تموز)، ليعطي بعض الأمل. ونشرت المجموعة نتائجها الأولية الواعدة في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين».
ويضع هذا الإعلان شركة «موديرنا» في طليعة السباق العالمي من أجل التوصل للقاح مضاد للوباء.
إلا أن شركة «سينوفاك» الصينية أيضاً، بلغت مراحل متقدمة في أبحاثها حول اللقاح، كما أعلنت بدورها وزارة الدفاع الروسية أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي ضد الفيروس في المستشفى العسكري في موسكو.
وبينما يبدو أن الأسوأ قد مر في أوروبا، فإن الحذر شديد من خطر عودة انتشار الفيروس، كما في إسبانيا؛ حيث فرض على سكان مدينة ليريدا والمنطقة المحيطة بها في كاتالونيا (شمال شرق) العزل من جديد بعد نزاع مع القضاء.
حذرت المفوضية الأوروبية في الأثناء بأن على القارة الاستعداد على المدى الأطول لمواجهة تزامن انتشار «كورونا» مع الإنفلونزا الموسمية في الخريف؛ فيما قد يشكل «مزيجاً» فتاكاً.
وقالت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيديس: «يجري الإبلاغ عن بؤر إضافية للوباء في عدد من الدول الأعضاء. الاستعداد لذلك ضروري؛ خصوصاً قبل أشهر الخريف والشتاء».
وأضافت: «علينا حماية اقتصاداتنا ومجتمعاتنا ومواطنينا من موجة ثانية، مماثلة لما شهدناه في الأشهر السابقة، ومن تفاعل الإنفلونزا الموسمية مع (كوفيد- 19)».
وستكرم إسبانيا، وهي إحدى الدول الأوروبية الأكثر تضرراً بالوباء، الخميس، رسمياً، ضحايا الفيروس؛ بينما تواصل مراقبة أكثر من 120 بؤرة نشطة على أراضيها.
وأصيب أكثر من 13.3 مليون شخص بالفيروس في العالم، وتم الإبلاغ عما يقرب من 580 ألف وفاة حتى الآن.
في موازاة ذلك، تتواصل تداعيات انتشار الوباء على المؤشرات الاقتصادية. وطلبت شركات الطيران من المسافرين قبول قسائم لرحلاتهم الملغاة خلال الأزمة الصحية بدل التعويض المالي.
ويأتي ذلك مع إعادة فتح أبرز وجهة سياحية خاصة في فرنسا، «ديزني لاند باريس»، الأربعاء، مع قدرة استيعاب محدودة بعد أربعة أشهر من الإغلاق بسبب الوباء.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، اليوم (الأربعاء)، إن فرص تطورها خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلة تبلغ 55 في المائة. ويكون لظاهرة «النينا عادة تأثير تبريد على المناخ العالمي».

و«النينا»، وتعني بالإسبانية «الفتاة»، هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات. وهي عكس ظاهرة «النينو» التي تعني «الصبي» بالإسبانية، حيث ترتفع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير.

وهذا يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في كثير من أجزاء العالم. وترفع ظاهرة «النينو» متوسط درجة الحرارة العالمية، في حين أن ظاهرة «النينا» تفعل العكس تماماً.

كانت ظاهرة «النينو» لا تزال قابلة للرصد في بداية هذا العام، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقول إن الظروف المحايدة تسود منذ شهر مايو (أيار) تقريباً، ولا يزال هذا الحال مستمراً. ومن المؤكد بالفعل أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة «النينا» لم تتطور بعد بسبب الرياح الغربية القوية غير المعتادة التي تهب بين شهري سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني).