وزير الخارجية المصري يتباحث مع مستشار السلطان قابوس حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة

أبرزها الأوضاع في اليمن وسوريا وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية

وزير الخارجية المصري يتباحث مع مستشار السلطان قابوس حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة
TT

وزير الخارجية المصري يتباحث مع مستشار السلطان قابوس حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة

وزير الخارجية المصري يتباحث مع مستشار السلطان قابوس حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة

أجرى سامح شكري، وزير الخارجية المصري، مباحثات في سلطنة عمان، وصفت بالمهمة، مع الدكتور عمر الزواي، مستشار السلطان قابوس للاتصالات الخارجية، ويوسف بن علوي، وزير الخارجية، ونقل الوزير شكري تحيات وتقدير الرئيس المصري للسلطان قابوس، متمنيا له ولشعب السلطنة الشقيق كل التقدم والرقي والازدهار.
وصرح السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن الدكتور الزاوي أكد على العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، مشيدا بالمشروعات الاقتصادية الكبرى التي يتم تنفيذها في مصر، وبصفة خاصة مشروع قناة السويس.
وأضاف المتحدث أن «الوزير شكري عرض خلال الاجتماع مجمل التطورات السياسية والاقتصادية الحالية في مصر، وثقة الشعب المصري في قيادته، بما يسهم في تحقيق نهضة جديدة»، كما نوه بانعقاد المؤتمر الاقتصادي في مارس (آذار) المقبل، وتطلع القاهرة لمشاركة عمانية فعالة، سواء رسمية أو من جانب القطاع الخاص في أعمال المؤتمر، الخاص بتشجيع الاستثمار والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة في مصر.
كما تناول شكري التحضيرات الحالية لعقد اجتماعات اللجنة المصرية - العمانية المشتركة، بما يزيد من تعميق علاقات التعاون المشتركة. وتشاور مع بن علوي خلال اللقاء حول سبل تحقيق مزيد من تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتعميق التشاور القائم بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويمكنهما من مواجهة التحديات القائمة.
من جانبه، أكد الوزير شكري على العلاقة الوثيقة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأهمية تكثيف التواصل بينهما بشكل مستمر، معربا عن الارتياح إزاء ما ذكره الوزير بن علوي حول الدور الإيجابي لأبناء الجالية المصرية المقيمين في سلطنة عمان. وثمن دور السلطنة في تعزيز التضامن العربي، وفي حل المنازعات القائمة في المنطقة، مشيدا بما حققته السلطنة من إنجازات اقتصادية واجتماعية.
وذكر المتحدث أيضا أن الوزيرين تشاورا حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وفي مقدمتها الأوضاع في اليمن وسوريا، وأهمية تعزيز الحوار الوطني، وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية، بما يحافظ على وحدة اليمن. كما تم تناول تطورات الأزمة السورية وجهود تزكية الحل السياسي، الذي يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري، ويصون للبلاد وحدة أراضيها.
كما ناقش الوزيران تطور الأوضاع في ليبيا، حيث عرض الوزير شكري بشكل مفصل لمبادرة دول الجوار، ومسار تنفيذها في ضوء نتائج اجتماع وزراء الخارجية الأخير في الخرطوم، فضلا عن تناول تطورات القضية الفلسطينية والأفكار الدولية والعربية المطروحة لوضع مبادئ وإطار زمني للحل النهائي، كما تمت مناقشة الأوضاع في قطاع غزة.
وأضاف السفير عبد العاطي أنه «تم أيضا خلال جلسة المباحثات تناول الملف النووي الإيراني في ضوء مسار 5+1 الذي تستضيفه سلطنة عمان، والمفاوضات الحالية للتوصل إلى حل نهائي بين إيران والقوى الكبرى».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.