انطلاقة افتراضية لـ«عرب نيوز» بالفرنسية

رئيس تحرير «عرب نيوز» فيصل عباس (إلى اليسار) خلال الإطلاق أمس (الشرق الأوسط)
رئيس تحرير «عرب نيوز» فيصل عباس (إلى اليسار) خلال الإطلاق أمس (الشرق الأوسط)
TT

انطلاقة افتراضية لـ«عرب نيوز» بالفرنسية

رئيس تحرير «عرب نيوز» فيصل عباس (إلى اليسار) خلال الإطلاق أمس (الشرق الأوسط)
رئيس تحرير «عرب نيوز» فيصل عباس (إلى اليسار) خلال الإطلاق أمس (الشرق الأوسط)

أطلقت صحيفة «عرب نيوز»، وهي الصحيفة الرائدة الناطقة باللغة الإنجليزية في الشرق الأوسط، موقعها الفرنسي الذي يعد نسختها الرقمية الدولية الثالثة، خلال احتفال افتراضي أُقيم مساء أمس.
وأطلق الموقع رسمياً في اليوم الوطني الفرنسي خلال مؤتمر افتراضي خاص على «زوم»، حلّ عليه رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، ضيف شرف.
وقال الرئيس جيلي إن إطلاق «عرب نيوز» بالفرنسية يعكس «دور المملكة العربية السعودية الرائد في التبادل والتفاعل، في عالمٍ يتزايد فيه الترابط يومًا يعد يوم».
وأضاف في كلمته الافتتاحية في حفل الإطلاق الافتراضي: «لا شك أنّ إطلاق النسخة الفرنسية من عرب نيوز يؤكد على رسالة المملكة في الترويج للعالمية اللغوية والفكرية. بهذه النسخة الفرنسية، ستجمع الصحافة السعودية، التي لطالما شكلت آراء عربية وإنجليزية، العديد من المتابعين الناطقين باللغة الفرنسية بسرعة».
وافتتح السفير الفرنسي لدى المملكة العربية السعودية، فرانسوا جوييت، رسمياً إطلاق النسخة ووصفها بـ«الجسر بين الثقافتين الفرنسية والسعودية». وأشار إلى ان «موقع عرب نيوز الجديد سيقدّم للإعلام الناطق باللغة الفرنسية خارج المملكة العربية السعودية، نظرةً جديدة عن ثراء العالم العربي وتنوعه وتعقيداته، من المغرب العربي إلى الخليج، مروراً بشرق المنطقة العربية». وأضاف أن المشروع «سيكون رمزاً دائماً للعلاقة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية».
وهنّأ ماجد القصبي، وزير الإعلام المكلف في المملكة العربية السعودية، صحيفة «عرب نيوز»، قائلاً إن «هذا الثوب سيعزز التواصل بين الشعوب وسيمكن من الحصول على الأخبار والمعلومات من مصادرها، مما سيزيد من قنوات التواصل». وتمنى لفريق «عرب نيوز» كامل التوفيق والنجاح على هذا الإنجاز.
ولفت فيصل عباس، رئيس تحرير «عرب نيوز»، إلى أن مقر الصحيفة في المملكة العربية السعودية «يحيّدها عن جميع الدول الفرنكوفونية على المستوى التحريري»، وأن النسخة الجديدة تسعى إلى أن تكون «صوت جميع العرب الناطقين بالفرنسية»، موضحاً أن «التواجد في الرياض يعني أن الشركة تتمتع بإمكانية الوصول إلى صانعي القرار في واحدة من أهم الدول في المنطقة».
وأضاف أن المملكة العربية السعودية «لم تكن قوة دينية واقتصادية فحسب، بل إنها موطن الإصلاحات الأكثر تأثيرًا وجدّيّة التي شهدتها هذه المنطقة منذ عقود». وشهد الحضور توقيع مذكرة تفاهم خاصة حول إنتاج المضمون بين «عرب نيوز» بالنسخة الفرنسيّة، ممثلة بكبيرة المراسلين في باريس رندة تقي الدين، والهيئة الملكية لمحافظة العلا ممثلة بالسيدة هانوف حوثان.
واختتمت سوسن البهيتي، أوّل مغنية أوبرا محترفة في المملكة العربية السعودية، الإطلاق بأداء خاص لأغنية «La Vie en Rose» للأسطورة الفرنسيّة إديث بياف.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».