جاك تشارلتون... قائد استثنائي جعل الشعب الآيرلندي يرقص في الشوارع

الأسطورة الإنجليزية ترك بصمة لا تمحى في كرة القدم الآيرلندية وساعد في تغيير نظرة الناس لها

في نهائيات كأس العالم عام 1994 تمكن تشارلتون ولاعبوه من هزيمة المنتخب الإيطالي بهدف من دون رد
في نهائيات كأس العالم عام 1994 تمكن تشارلتون ولاعبوه من هزيمة المنتخب الإيطالي بهدف من دون رد
TT

جاك تشارلتون... قائد استثنائي جعل الشعب الآيرلندي يرقص في الشوارع

في نهائيات كأس العالم عام 1994 تمكن تشارلتون ولاعبوه من هزيمة المنتخب الإيطالي بهدف من دون رد
في نهائيات كأس العالم عام 1994 تمكن تشارلتون ولاعبوه من هزيمة المنتخب الإيطالي بهدف من دون رد

يمثل جاك تشارلتون لجمهورية آيرلندا ما يمثله بيليه للبرازيل، حيث نجح أسطورة كرة القدم الإنجليزية في تقديم كرة القدم الآيرلندية إلى العالم، وساعد في تغيير المجتمع ككل، بعدما تولى قيادة منتخب جمهورية آيرلندا كأول مدير فني أجنبي في تاريخ آيرلندا.
لقد تولى تشارلتون قيادة منتخب آيرلندا لمدة تصل إلى نحو عشر سنوات. وخلال تلك الفترة، كانت آيرلندا نداً قوياً للغاية لأي فريق تواجهه وحققت نتائج رائعة أسعدت الملايين من سكان البلاد. صحيح أن تشارلتون كان محظوظاً لأنه تولى قيادة المنتخب الآيرلندي في فترة شهدت ظهور عدد من أفضل اللاعبين في تاريخ آيرلندا، لكن من المؤكد أن هذه الكوكبة من النجوم كانت بحاجة إلى مدير فني قوي من أجل السيطرة عليهم والاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم بأفضل شكل ممكن. وكان تشارلتون، الذي كان تعيينه مديراً فنياً لمنتخب آيرلندا بمثابة مفاجأة للكثيرين، يتمتع بالشخصية القوية والرؤية الواضحة، بالإضافة إلى امتلاكه كاريزما قادرة على جذب حب واحترام الجميع.
ومنذ البداية، أظهر تشارلتون أنه سيعمل بطريقته الخاصة التي تختلف عن الآخرين. فأثناء تقديمه للجمهور في دبلن في فبراير (شباط) عام 1986، انفعل تشارلتون بشدة بعد جدال مع أحد الصحفيين ووبخ السكرتير العام للاتحاد الآيرلندي لكرة القدم. وعلق تشارلتون على ذلك الأمر لاحقاً بالقول: «إذا كان لا بد من وضع النقاط على الحروف، فيجب أن يحدث ذلك منذ اليوم الأول». من المؤكد أنه كان هناك انقسام في الرأي بشأن طريقة عمله في مجال التدريب، كما كان الحال بشأن أسلوبه في اللعب، لكنه كان يتميز بالوضوح الشديد.
ولم يحضر أول مباراة لعبها المنتخب الآيرلندي تحت قيادته - وهي المباراة الودية التي خسرها أمام ويلز بهدف دون رد - سوى 15 ألف متفرج. لكن عندما رحل عن آيرلندا، كان قد حصل على الجنسية الفخرية بعد أن قاد البلاد للتأهل إلى نهائيات كأس العالم مرتين وإلى كأس الأمم الأوروبية.
وفي الحقيقة، كانت احتفالات الجمهور الآيرلندي في الشوارع أكثر إثارة للاهتمام من المباريات نفسها. وقد اعتمد تشارلتون على طريقة لعب تركز في المقام الأول على الكرات الطويلة من الخلف للأمام والمجهود البدني الشاق وإرهاق المنافسين، وهو الأمر الذي كان يجعل مباريات المنتخب الآيرلندي مملة كثيراً، لكنه كان يصعب الأمور على الفرق المنافسة. وقد كان كل لاعب يعرف الدور الذي سيقوم به جيداً داخل الملعب، وإذا لم يقم بدوره كما حدده تشارلتون بالضبط كان يتم استبعاده على الفور، بغض النظر عن اسمه أو مكانته، وخير مثال على ذلك أن تشارلتون قد استبدل ليام برادي، الذي يعد أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم الآيرلندية على الإطلاق، بشكل مهين بعد مرور 35 دقيقة فقط من مباراة آيرلندا أمام ألمانيا الغربية، التي كانت آخر مباراة دولية يلعبها برادي.
وضد اسكوتلندا على ملعب «هامبدن بارك» في عام 1987، خاض تشارلتون المباراة بتشكيل غير متوقع على الإطلاق وحقق الفوز الأهم في تاريخ آيرلندا خارج ملعبها منذ ما يقرب من 40 عاماً، وهو ما مهد الطريق لأول ظهور لآيرلندا في بطولة كبرى. وبدأت منافسات كأس الأمم الأوروبية عام 1988 بانتصار المنتخب الآيرلندي على منافسه الأزلي المنتخب الإنجليزي، الذي قاده تشارلتون للفوز بكأس العالم عام 1966 كلاعب. ومع ذلك، لم يختره الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مديراً فنياً للمنتخب الإنجليزي عندما تقدم بطلب للحصول على هذا المنصب بعد رحيل دون ريفي.
وكانت الخطط التكتيكية التي يعتمد عليها تشارلتون تسبب صعوبات كبيرة لأفضل المنتخبات وتجعلها لا تلعب بشكل مريح، لكن أعظم إنجازاته كان يتمثل في أنه كان يجعل اللاعبين يطبقون خطته بحذافيرها، حتى عندما كان يطلب منهم القيام بواجبات مختلفة تماماً عن تلك التي يقومون بها في أنديتهم، وخير مثال على ذلك أنه جعل روني ويلان يركض بشكل أكبر داخل الملعب، رغم أنه في ناديه كان يعتمد على التمريرات وعدم الركض كثيراً، كما غير مركز بول ماكغراث، ومارك لورنسون من قبله، من اللعب في مركز قلب الدفاع للعب في خط الوسط.
ورغم ذلك، كان هؤلاء النجوم يستمتعون باللعب تحت قيادة تشارلتون. ورغم النظام الصارم الذي كان يتبعه تشارلتون والدعم القليل الذي كان يتلقاه المنتخب القومي من الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم، فإن اللاعبين كانوا سعداء للغاية باستدعائهم للمباريات الدولية بسبب الحالة التي صنعها تشارلتون مع الفريق. وكان تشارلتون يسمح للاعبي المنتخب الآيرلندي بالذهاب إلى المقاهي والنوادي التي يرتادها المشجعون.
وأثناء الاستعدادات لنهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990، كان لاعبو المنتخب الآيرلندي يتدربون وهم يرتدون ثلاث ملابس رياضية ومعطف كبير حتى يتعودوا على اللعب في درجات الحرارة المرتفعة في إيطاليا. وكتب نيال كوين في سيرته الذاتية يقول: «جزء من النجاج الذي حققناه في كأس العالم كان يعود إلى التظاهر بأننا نعيش في حالة من الفوضى وبأننا ما زلنا نحتفل بالصعود للمونديال». وكان المنتخب الآيرلندي يعمل بكل قوة ويستمتع بما يقوم به، وهو الأمر الذي خلق حالة من التفاعل الكبير بين اللاعبين والجماهير.
ويجب أن نشير إلى أنه حتى قبل وصول تشارلتون بوقت طويل، كانت كرة القدم هي لعبة الشعب في آيرلندا، خصوصاً في المناطق الحضرية، لكن الكثيرين ممن هم في السلطة وفي المدارس والكنائس كانوا ينكرون هذه الحقيقة، وكانوا يصرون على أن كرة القدم هي لعبة دخيلة على البلاد، وأن الرياضة الغيلية هي التي تعبر بشكل حقيقي عن الشعب الآيرلندي (رياضة تجمع بين كرة القدم وكرة اليد والرغبي). لكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ذلك لم يكن صحيحاً أثناء السنوات التي تولى خلالها تشارلتون قيادة المنتخب الآيرلندي، حيث كانت كل الأنشطة تتوقف تماماً في البلاد من أجل مشاهدة مباريات المنتخب الآيرلندي، وكان الجمهور ينزل للشوارع بأعداد غفيرة من أجل استقبال اللاعبين والترحيب بهم.
صحيح أن تشارلتون لم يكن أول مدير فني يضم لاعبين مولودين بالخارج من أصول آيرلندية لصفوف المنتخب الآيرلندي، لكنه فعل أكثر من ذلك بكثير. وبشكل عام في آيرلندا، كان اللاعبون المولودون بالخارج الذين اختاروا تمثيل المنتخب الآيرلندي يتم التعامل معهم على أنهم آيرلنديون مهاجرون ويحظون بحب ودعم الشعب الآيرلندي، خصوصاً بعد الأداء القوي الذي كانوا يقدمونه مع منتخب آيرلندا. وفي السنوات اللاحقة، شعر الآيرلنديون بالضيق والغضب بسبب قرارات لاعبين مثل جاك غريليش وديكلان رايس باختيار تمثيل المنتخب الإنجليزي بدلاً من منتخب آيرلندا، لكن الفريق الذي كان يتولى تشارلتون تدريبه كان يتم النظر إليه على أنه آيرلندي حتى النخاع.
وفي المباراة الافتتاحية للمنتخب الآيرلندي في نهائيات كأس العالم عام 1994، تمكن تشارلتون ولاعبوه من هزيمة المنتخب الإيطالي بهدف دون رد، في ملحمة كروية وصلت خلالها آيرلندا إلى الذروة في عالم الرياضة والثقافة على حد سواء. لقد تحولت نيويورك آنذاك إلى ما يمكن أن نطلق عليه العاصمة الآيرلندية، بعدما حاول الملايين الحصول على تذاكر حضور المباراة على استاد «جاينتس» أمام إيطاليا، التي كان لها جمهور غفير أيضاً في الأراضي الأميركية. وفي نهاية المطاف، كان عدد الجمهور الآيرلندي أكبر بكثير من نظيره الإيطالي في المباراة التي شهدت حضور 75 ألف متفرج، ونجح المنتخب الآيرلندي في تحقيق الفوز، الذي ما زال الآيرلنديون يتحدثون عنه حتى يومنا هذا.
ولم تفز آيرلندا في مباراة أخرى في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية. ورغم أن تشارلتون كان يعتمد على مجموعة مميزة من اللاعبين، فإنه كان يواجه مشكلة كبيرة في مركز حراسة المرمى، وهو الأمر الذي لم يمكنه من الذهاب بعيداً في المونديال. لقد كان تشارلتون يمني النفس بأن ينهي مسيرته مع المنتخب الآيرلندي بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 1996 التي استضافتها إنجلترا، لكنه فشل في تحقيق ذلك بسبب تقدم أبرز اللاعبين المميزين في السن. وفي ظل عدم وجود لاعبين مميزين بعد اعتزال نجوم الجيل الذهبي للمنتخب الآيرلندي، باتت الطريقة التي يعتمد عليها تشارلتون تحقق نجاحاً أقل. وفي الحقيقة، لم يُظهر تشارلتون رغبة كبيرة في التغيير والتطور. وبعد الخسارة أمام هولندا في ديسمبر (كانون الأول) 1995، غنى المشجعون لتشارلتون كأنهم يودعونه. وبالفعل رحل تشارلتون بعد عشر سنوات من العمل على رأس القيادة الفنية لمنتخب آيرلندا الجنوبية بعد مسيرة حافلة جعلته المعشوق الأول للجماهير الآيرلندية.


مقالات ذات صلة

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».