بعد 39 عاماً... ليبيون يقاضون منتج «عمر المختار»

قالوا إن الفيلم أظهر أحد رموزهم «خائناً»

بعد 39 عاماً... ليبيون يقاضون منتج «عمر المختار»
TT

بعد 39 عاماً... ليبيون يقاضون منتج «عمر المختار»

بعد 39 عاماً... ليبيون يقاضون منتج «عمر المختار»

على وقع اتهامات بـ«الخيانة»، بدأت السلطات المحلية في مدينة غريان (غرب ليبيا)، في تحريك دعوى قضائية ضد جميع من شارك في إنتاج فيلم «عمر المختار» أو «أسد الصحراء»، على الرغم من مرور قرابة 39 عاماً على عرض العمل، الذي شارك به نجوم من دول عربية وغربية عدة.
بشكل مفاجئ، قال المجلس البلدي في مدينة غريان قبل أيام، إنّه بدأ إجراءات تحريك دعوى قضائية ضد جميع منتجي فيلم «عمر المختار»، بسبب ما سماه بـ«الإساءة المباشرة لمدينة غريان، وأهلها، وتشويه إحدى الشخصيات السياسية الليبية المعروفة الذي يحمل لقب المدينة، وهو الشارف باشا حمد الغرياني».
والشارف الغرياني الذي ولد بزاوية جنزور جنوب شرقي مدينة طبرق عام 1877، تولى الجناح السياسي في الحركة السنوسية بعد مغادرة إدريس السنوسي، وتوفي في 1945 ودفن في قرية بوزيان بغريان، ويرى المدافعون عن الغرياني أنّ الرئيس الراحل معمر القذافي سعى من خلال فيلم «عمر المختار»، الذي أنفق عليه قرابة 37 مليون دولار، إلى تشويه وطمس الدور السنوسي في حركة الجهاد الليبي ضد المستعر الإيطالي، وأن هذا من بين الأسباب الحقيقية لإنتاج الفيلم.
ويجسد الفيلم الدور النضالي لشيخ المجاهدين عمر المختار، في محاربة جيش موسوليني قبيل الحرب العالمية الثانية، وكان عمره حينئذ 53 عاماً، وأدى دوره الممثل أنتوني كوين، والفيلم من إخراج المخرج الراحل مصطفى العقاد، وتصوير جاك هيلدريارد، ومونتاج جون شيرلي.
والمختار، الذي يعد أيقونة الفخر والعزة لكل الليبيين، حارب الإيطاليين لأكثر من عشرين عاماً في عديد المعارك شهدتها مناطق صحراوية بالقرب من مدينة بنغازي، والجفرة، وفي منطقة الواحات بالقرب من مدينة أوجلة والجبل الأخضر شرق ليبيا، وهي الأماكن التي جرى فيها تصوير الفيلم في الرابع من مارس (آذار) عام 1979.
وتتداول غالبية كتب التاريخ الليبي روايات عديدة عن أنه كان هناك خلاف بين عمر المختار وصديق طفولته الشارف الغرياني، الذي يُتهم بعلاقاته مع المستعمر الإيطالي، وكان آخر ليبي يزوره في محبسه، قبل تنفيذ حكم الإعدام، في صباح الأربعاء 16 سبتمبر (أيلول) عام 1931.
وسئل الغريان حينها عما إذا كان المختار يرتدي ثياب السجن، أو الثياب التي كانت عليه وقت وقوعه في الأسر، فقال: «عليه ثياب لو تُقاس جميعها/ بفلسٍ لكان الفلس منهن أكثرا... وفيهن نفس لو تقاس ببعضها/ نفوس الورى كانت أجل وأكبرا».
وقال المجلس البلدي بغريان، إنّه «يثق في القضاء الوطني الليبي لرد اعتبار الشارف باشا الغرياني، ومدينته، الذي أظهره الفيلم في موضع (خيانة) على خلاف كل المصادر التاريخية الموثقة التي تثبت دوره التاريخي في الجهاد الليبي».
وقال يوسف بديري عميد بلدية غريان، إنّ «الدعوى القضائية التي سيتقدمون بها أُعدت بشكل جيد، ويأملون في أن تعيد الحق للغرياني»، لكنه ناشد «كل من لديه وثائق أو شهادات تدعم القضية أن يسارع في تقديمها للبلدية حتى تتمكن من رفع هذا الظلم والتشويه الذي امتد لأكثر من 40 عاماً تقريباً».


مقالات ذات صلة

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

يوميات الشرق المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد» المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود» الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها للفقراء

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

في ظل الجدل الذي أثير أخيراً حول «موهبته» احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.