قتلى وجرحى انقلابيون بينهم قيادات في 3 جبهات يمنية

TT

قتلى وجرحى انقلابيون بينهم قيادات في 3 جبهات يمنية

أفشلت القوات المشتركة في الجيش الوطني في مديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة (غربا) عملية تهريب شحنة محملة بالذخائر كانت في طريقها إلى مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في الحديدة التي صعدت فيها الميليشيات، المدعومة من أيران، من هجماتها العسكرية بالقصف على مواقع القوات المشتركة والأحياء والقرى السكنية ضمن خروقاتها المتكررة للهدنة الأممية وعملية وقف إطلاق النار في الحديدة والساحل الغربي حيث أعلن المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام)، الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تنفيذ عملية إتلاف وتفجير لـ866 لغما وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في باب المندب.
تزامن ذلك مع استمرار المواجهات في جبهات القتال في نهم والبيضاء والجوف وسط أنباء عن مقتل العشرات من ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم ثلاث قيادات بارزة قتلت في جبهتي البيضاء والجوف، بحسب ما أفاد به مصدر قال إن «قياديين بارزين في صفوف ميليشيات الحوثي قتلا مع عدد من عناصرهم في جبهة قانية شمال البيضاء (جنوب شرق)، إضافة إلى مقتل قيادي حوثي بارز مع عدد من عناصر الحوثي الانقلابية في جبهة الجدافر شرق مدينة الحزم مركز محافظة الجوف (شمالا)».
وكان إعلام اللواء 101 مشاة الحكومي أكد في بيان له نشره الجمعة على صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن «ما لا يقل عن تسعة من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية قتلوا بعد معارك عنيفة خاضتها قوات الجيش الوطني في جبهة الجدافر في الجوف خلال محاولاتهم التقدم إلى مواقع الجيش في الجبهة، غير أن أبطال الجيش أوقعوهم في كمين محكم سقط على إثره تسعة من عناصر الميليشيا قتلى وثلاثة أسرى آخرين، إضافة إلى استعادة الجيش أسلحة ومعدات عسكرية بينها عربة مدرعة وطقم عسكري كانت بحوزة عناصر الميليشيا الانقلابية».
وفي جبهة نهم (شرق صنعاء)، قتل وجرح عدد من عناصر جماعة الحوثي الانقلابية في معارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، السبت، بحسب ما أكده الموقع الإلكتروني التابع للجيش «سبتمبر.نت» إذ قال إن «قوات الجيش نفذت عدة كمائن لعناصر من الميليشيا الحوثية في مواقع متفرقة بجبهة نهم أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، وتدمير عربات تابعة لها، بالتزامن مع استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية مواقع وتجمعات الميليشيا الحوثية في الجبهة ذاتها أسفرت عن تكبيدها خسائر في العدد والعتاد». وخلال الأيام القليلة الماضية أحرزت قوات الجيش تقدمات في ميسرة مفرق الجوف بجبهة نهم ومواقع أخرى في ذات الجبهة عقب مواجهات مع الميليشيات الحوثية.
وبالعودة إلى محافظة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، أعلنت القوات المشتركة في مربع النجيبة جنوب مديرية حيس، جنوب الحديدة، السبت، ضبط شاحنة محملة بالذخائر كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي. ونقل المركز الإعلامي لقوات العمالقة الحكومية عن مصدر عسكري في القوات المشتركة، تأكيده أن «دوريات التأمين التابعة للواء 11 عمالقة في مربع النجيبة ألقت القبض على شاحنة نوع (دينا) محملة بالذخائر في إحدى النقاط الأمنية كانت في طريقها إلى الحوثيين».

موضحا أن «عدد الذخائر بلغ 122 صفيحة و10 قذائف هاون تم ضبطها وتسليمها إلى الشؤون القانونية بمديرية المخا، غرب تعز في الساحل الغربي، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة».
وقامت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، السبت، بعمليات مسح وتطهير لمنطقة القطابه، شرق مديرية الخوخة جنوب الحديدة، من الألغام والعبوات الناسفة والأجسام المتفجرة التي زرعتها ميليشيات الحوثي. وذكر أحد أفراد الفريق الهندسي أن «الفريق قام بالنزول عقب انفجار لغم أدى إلى استشهاد مواطنين وإعطاب دراجتهما يوم الجمعة، شرق منطقة قطابه، وأن الفريق تمكن من العثور على لغم آخر بعد فحص المنطقة بالكامل».
وفي السياق، فككت الفرق الهندسية التابعة للواء الأول عمالقة عبوة ناسفة زرعها الحوثيين بالقرب من منازل المواطنين في منطقة حوش البقر بمحيط كيلو (16) شرق مدينة الحديدة أثناء قيام الفرق الهندسية بعملية مسح للمنطقة.
وعلى صعيد متصل، تواصل فرق «مسام» لنزع الألغام العمل على نزع الألغام وتحقيق هدفهم الإنسانية في تنقية تراب ورمال وسهول وجبال اليمن من فخاخ الموت، والوصول إلى يمن آمن لا بنائه ويمن خال من الألغام؛ حيث يعمل مشروع «مسام» على التخلص من الألغام وإتلافها بعدة طرق، أهمها طريقتي التفجير والإحراق، حيث تنقذ فرق المشروع عمليات إتلاف بشكل مستمر تحت إشراف خبراء مسام الأجانب.
ونفذ مشروع «مسام» عملية إتلاف وتفجير لـ866 لغما وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في باب المندب، بحسب ما أكده مدير عام المشروع أسامة القصيبي الذي أوضح أن «عملية الإتلاف شملت 249 لغما مضادا للدبابات و263 قذيفة منوعة، و305 فيوزات، قنبلتان يدويتان وصاروخ طيران واحد».
كما نفذ مشروع «مسام» عملية إتلاف لـ23 لغما أرضيا في منطقة ذباب بمديرية المخا بالساحل الغربي؛ حيث تمت عملية الإتلاف التي نفذها الفريق (30) مسام الخاص بجمع القذائف باستخدام طريقة الإحراق، وهي طريقة حديثة وصديقة للبيئة كونها تمنع حدوث أي ضوضاء ولا تؤثر البتة على المناطق السكنية القريبة من موقع تنقيذ العملية، وتحت إشراف خبراء مشروع مسام الأجانب وبحضور مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بمحافظة عدن.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.