دراسة تحسم الجدل... زجاج الإسكندرية الروماني مصري

واحدة من قطع الزجاج الروماني من جرش بالأردن
واحدة من قطع الزجاج الروماني من جرش بالأردن
TT

دراسة تحسم الجدل... زجاج الإسكندرية الروماني مصري

واحدة من قطع الزجاج الروماني من جرش بالأردن
واحدة من قطع الزجاج الروماني من جرش بالأردن

حسم فريق بحثي دولي الجدل حول أصل الزجاج الشفاف عديم اللون، والذي كان مفضلاً بشكل خاص في العصر الروماني، لاستخداماته في أوعية الشرب عالية الجودة.
ورغم أن مرسوما يرجع تاريخه للإمبراطور الروماني «دقلديانوس» تم خلاله تحديد سعر هذا الزجاج الذي عرف في المرسوم باسم «زجاج الإسكندرية»، إلا أن عدم العثور على آثار للأفران الخاصة بإنتاجه في مصر، مقابل الحصول على آثار لها في فلسطين، جعل بعض الأثريين يضعون احتمالية أن يكون هذا الزجاج تم تصنيعه خارج مصر، رغم أنه يحمل اسم الإسكندرية.
وخلال دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبوتز» يوم 10 يوليو (تموز) الماضي، قدم فريق بحثي دولي من جامعتي آرهوس في الدنمارك ومونستر بألمانيا، دليلا جيوكيميائيا على أن زجاج الإسكندرية الروماني مصري مائة في المائة.
وتوجد عينات من هذا الزجاج في مدينة جرش الرومانية شمال الأردن، ومن خلال المقارنة بينه وبين زجاج شفاف آخر يوجد بالمدينة، وجد الفريق البحثي، والذي يشرف على مشروع أثري بالمدينة، أنه باستخدام نظائر العنصر النادر «الهافنيوم» يمكن إثبات أن زجاج الإسكندرية مصنع بشكل كامل من رمال البيئة المصرية.
وتتراكم الرمال المستخدمة في تصنيع الزجاج على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر وبلاد الشام ومصدرها رواسب نهر النيل، وهي مثالية لإنتاج الزجاج لأنها تحتوي بشكل طبيعي على كمية الجير اللازمة للحفاظ على الزجاج مستقرا وغير قابل للتحلل.
وصنعت مصر وبلاد الشام الزجاج الشفاف من هذه الرمال، لكن الزجاج المصري كان أكثر قيمة، بسبب احتوائه على نسبة أعلى من معدن الزركون، والتي يتم الكشف عنها من خلال نظائر (الهافنيوم)، وهو عنصر كيميائي يوجد بهذا المعدن.
وأرجع الفريق البحثي الاختلاف اللافت للنظر في نظائر (الهافنيوم) بين زجاج الإسكندرية والزجاج الآخر إلى تناقص الزركون في رواسب النيل أثناء الانجراف بعيدا على طول ساحل جنوب شرقي البحر الأبيض المتوسط .ولم يستخدم علماء الآثار من قبل نظائر الهافنيوم للنظر في تجارة المواد القديمة من صنع الإنسان مثل السيراميك والزجاج.
يقول إيان فريستون، الباحث المشارك بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة آرهوس بالتزامن مع نشر الدراسة: «تظهر هذه النتائج بوضوح إمكانات نظائر الهافنيوم في توضيح أصول المواد القديمة، وأتوقع أنها ستصبح جزءا مهما من مجموعة الأدوات العلمية المستخدمة في بحثنا حول الاقتصاد القديم».



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.