المئات من طلاب جامعتي تكريت والموصل يحرمون من أداء الامتحانات

«داعش» يراقبهم.. وقطع الطريق بين المدن يهدد مستقبلهم

المئات من طلاب جامعتي تكريت والموصل يحرمون من أداء الامتحانات
TT

المئات من طلاب جامعتي تكريت والموصل يحرمون من أداء الامتحانات

المئات من طلاب جامعتي تكريت والموصل يحرمون من أداء الامتحانات

يواصل طلبة جامعتي الموصل وتكريت الذين نزحوا إلى محافظة كركوك أداء امتحانات الدور الثاني، بعد تهيئة الأجواء المناسبة لهم ولأساتذتهم من قبل رئاسة جامعة كركوك، فيما حرمت سيطرة تنظيم داعش على الموصل وقضاء الحويجة ونواحي الرشاد والرياض والعباسي المئات من الطلبة الآخرين من أداء امتحانات الدور الثاني، خاصة بعد التفجيرات الأخيرة في كركوك.
وقال الطالب محمد العبيدي، أحد طلبة جامعة كركوك ويسكن قضاء الحويجة الذي يسيطر عليه «داعش»، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أدائنا امتحانات الدور الأول عدنا إلى الحويجة، الآن هناك عدد كبير منا رسبوا في بعض المواد ويتعين علينا دخول الامتحان في الدور الثاني، لكن لا يمكننا الدخول إلى كركوك حاليا». وتابع «في السابق كنا ندخل من طريق تكريت، لكن التفجير الأخير الذي حدث في كركوك أدى إلى غلق هذا الطريق بالكامل، وتنظيم داعش يحقق معنا ويراقبنا عند العودة إلى مناطقنا»، مشيرا إلى أن عددا من الأساتذة الذين كانوا موجودين في كركوك عادوا قبل مدة إلى الحويجة لأخذ بعض حاجياتهم المنزلية الآن لا يستطيعون دخول كركوك مرة أخرى وأصبحوا محتجزين في الحويجة».
وتابع العبيدي «يجب أن يقدم رئيس جامعة كركوك طلبا للمحافظ يطلب فيه السماح لطلبة الموصل وتكريت والحويجة بالدخول إلى كركوك لأداء الامتحانات. هناك طلبة دخلوا إلى كركوك من قبل عندما كان الطريق مفتوحا، وهؤلاء ليست لديهم أي مشكلة ويؤدون امتحاناتهم بشكل جيد»، مبينا أن الطريق إلى كركوك كان متعبا جدا قبل أن يغلق مؤخرا، خاصة في ظل إجراءات أمنية مشددة، والبقاء لساعات في الطريق.
الطالب هوشيار رشاد، أحد الطلبة الأكراد في جامعة تكريت ويسكن في قضاء طوزخورماتو، هو الآخر حرم من تكملة الدراسة في جامعة تكريت بسبب سيطرة تنظيم داعش على المدينة. وقال هوشيار لـ«الشرق الأوسط»: «مضى على بدء السنة الدراسية نحو ثلاثة أشهر، ونحن لم نباشر الدوام، ومصيرنا لا يزال مجهولا. نحن في كلية التربية بجامعة تكريت يبلغ عددنا نحو 1400 طالب لم نبدأ الدراسة هذا العام. نواجه يوميا كلية التربية في كركوك، وأبلغنا عميدها بأنه وجه كتابا رسميا بخصوصنا إلى رئاسة الجامعة التي خاطبت بدورها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد، لكن الوزير لم يوقع على الخطاب الخاص بنا حتى الآن، مع العلم بأن أكثر أقسامنا موجودة في كركوك فقط».
بدورها، قالت بروين محمد أمين، رئيسة لجنة التربية والتعليم العالي في مجلس محافظة كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، إن لجنتها «بعد أن تلقت عدد كبيرا من طلبات طلبة المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش والنازحين إلى محافظة كركوك بخصوص أداء الامتحانات، زارت رئاسة جامعة كركوك، التي أكدت تخصيص مبنى خاص لجامعتي تكريت والموصل في مدينة كركوك، للإشراف على أداء امتحانات الطلبة في تلك الجامعات، الآن رئاسات وأساتذة هذه الجامعات هي التي تمتحن طلبتها، ووضع الأسئلة وتصحيح أوراقهم الامتحانية يتم في كركوك».
وعن الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في كركوك، ضمن استعداداتها لحماية هذه العملية، قال العميد سرحد قادر، مدير شرطة الأقضية والنواحي في كركوك «لم نتلق أي تعليمات حول هذا الموضوع حتى الآن، عندما نتلقى أي معلومات بهذا الخصوص ستكون لنا إجراءاتنا الخاصة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.