محكمة إسرائيلية تدين مواطناً أردنياً بتهمة محاولتي قتل

TT

محكمة إسرائيلية تدين مواطناً أردنياً بتهمة محاولتي قتل

أدانت المحكمة المركزيّة في مدينة بئر السبع، مواطناً أردنياً بمحاولة قتل غوّاصين إسرائيليين في إيلات، بضربات على الرأس بواسطة مطرقة معدنية قبل نحو السنتين، وعدّت الفعل «عملية إرهاب»، رافضة دفاعه بأنه «تصرف عصبي من جراء خلاف وشجار شخصي».
وقررت المحكمة عقد جلسة إضافية للبت في عقوبة هذا الحكم، في العشرين من الشهر الجاري، علماً بأن محامي الدفاع والنيابة اقترحا عليها حكماً بالسجن لتسع عشرة سنة. لكن القاضي أبلغهما بأنه يجد في نفسه الحق ليقرر زيادة هذا الحكم أكثر.
كانت هذه الحادثة قد وقعت في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، وحسب لائحة الاتهام، اعترف الشاب الأردني، طاهر خلف (29 عاماً)، بأنه بدأ يخطط لقتل يهود منذ سنة 2008، إذ كان في الخامسة عشرة من العمر. فقد تأثر من مشاهدة ممارسات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وبعد الحرب الأخيرة على غزة، سنة 2014، اشترى مسدساً و200 طلقة وقام هو وابن عمه بجولة على الحدود الأردنية الإسرائيلية الجنوبية من البحر الميت وحتى خليج العقبة. فلما أدرك أنه من الصعب دخول إسرائيل، غيّر خطته وقرر أن يقتل إسرائيليين بالسلاح الأبيض.
وأضافت لائحة الاتهام، أن خلف من أصول فلسطينية وينظر إلى نفسه على أنه فلسطيني، وتربى في بيت ذي مشاعر قومية وقرر القيام بعملية جهادية بأي ثمن، فتوجه إلى شركة سياحة أردنية تنظم تصاريح لعمال أردنيين يعملون في إسرائيل ويدخلونها يومياً عبر معبر العربة قرب مدينة العقبة. وفي البداية تم رفضه هو وابن عمه، لكنه جرب مرة ثانية وحصل على تصريح. ودخل. وبعد عدة أيام عمل، شاهد غواصين يهوديين على الشاطئ فهجم عليهما بالمطرقة ووجه إلى كل منهما ثلاث ضربات في الرأس وضرب عاملاً أردنياً زميلاً له حاول وقفه عن الضرب وجرحه هو الآخر، فحضرت قوة من الشرطة واعتقلته.
وحسب لائحة الاتهام، «خطط خلف لأن يموت شهيداً»، وقد طلب من شقيقه أن يسجل شريطاً مصوراً يعلن فيه وصيته فلم يقبل، وسجل وصية كهذه من خلال هاتفه النقال وهو في غرفة في فندق في مدينة إيلات وطلب من ذويه أن يهتموا بزوجته وولديه. وبدأت محاكمته في ديسمبر (كانون الأول) 2018، بتهمة «التخطيط وتنفيذ عملية إرهابية على خلفية قوميّة».
المعروف أنه وبموجب اتفاق بين الحكومتين الأردنية والإسرائيلية في عام 2014، يدخل إسرائيل 1500 عامل من الأردن للعمل في الفنادق في إيلات. قسم منهم يعملون ويبيتون في الفنادق، وقسم منهم يعملون في البناء ويعودون إلى بيوتهم يومياً.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.