دعوات لإصلاح أجهزة الشرطة الأميركية

احتجاجات محدودة في نيويورك بعد جنازة رجل قتله ضابط

دعوات لإصلاح أجهزة الشرطة الأميركية
TT

دعوات لإصلاح أجهزة الشرطة الأميركية

دعوات لإصلاح أجهزة الشرطة الأميركية

تحولت جنازة شاب أسود قتله "عرضا" شرطي ابيض في نيويورك، الى مناسبة للمطالبة بإصلاح قضائي وفي اجهزة الشرطة التي ارتكبت سلسلة اخطاء ادت الى تظاهرات في جميع انحاء الولايات المتحدة.
وقتل اكاي غورلي (28 عاما)- وهو رب عائلة برصاص اطلقه شرطي ابيض في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) في "حادث عرضي" في مصعد تنقصه الانارة في مبنى من المساكن الشعبية في بروكلين.
واثارت القضية استياء في البلاد وادت الى تصاعد التظاهرات التي تدين منذ الصيف سلوك الشرطة بعد سلسلة من المواجهات التي قتل فيها سود واججت التوتر العرقي في الولايات المتحدة.
ونظم متظاهرون احتجاجات على عنف الشرطة لليلة الرابعة وان لم تكن بنفس قوتها في الايام السابقة في نيويورك، التي هطلت عليها أمطار غزيرة بعدما أقام مشيعون جنازة لرجل أسود قتل برصاص ضابط شرطة أبيض في مبنى سكني بمنطقة بروكلين.
لكن المحتجين في بيركلي بكاليفورنيا اشتبكوا مع الشرطة وحطموا نوافذ المتاجر ليلة أمس.
وفي أماكن أخرى بنيويورك كانت المظاهرات محدودة مقارنة بيوم الجمعة عندما اعتقلت الشرطة 20 شخصا فقط.
وقال ضابط شرطة في ميدان تايمز سكوير شاهد نحو 200 شخص يتظاهرون في المنطقة المزدحمة بعد الظهر "يبدو أن السبب هو الطقس.. انه لا يسهل الامر".
ويتهم المتظاهرون والناشطون رجال الشرطة باللجوء في اغلب الاحيان الى القوة المفرطة ضد السود بدون ان يتم احالتهم على القضاء إلا في حالات نادرة.
وقال النائب عن نيويورك في الكونغرس تشارلي رانجل محذرا ان "سرطان العنصرية" ما زال حيا في الولايات المتحدة.
وجرت التظاهرات في الايام الاربعة في نيويورك ومدن اميركية كبرى اخرى بعد قرار هيئة المحلفين الاربعاء عدم ملاحقة شرطي ابيض في قضية اخرى تتعلق بموت ايريك غارنر في يوليو(تموز) في جزيرة ستاتن ايلند في نيويورك.
وغارنر الذي اشتبهت الشرطة بانه يبيع سجائر بطريقة غير مشروعة توفي بعدما اوقفه شرطيون وقام احدهم بالضغط حول عنقه. وقد مات مختنقا وهو يردد "لست قادرا على التنفس" في لقطة مصورة تناقلتها وسائل الاعلام.
وقتل شرطيون ايضا مايكل براون (18 عاما) في فرغسون في ولاية ميزوري في اغسطس (آب) والفتى تامير رايس البالغ من العمر 12 عاما في كليفلاند في ولاية اوهايو (شمال) في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني).



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».