الإصابات «تخنق» مستشفيات الجزائر والكوادر الطبية تستغيث

جانب من الإغلاق للعاصمة الجزائرية أواخر شهر يونيو المنصرم (أ.ف.ب)
جانب من الإغلاق للعاصمة الجزائرية أواخر شهر يونيو المنصرم (أ.ف.ب)
TT

الإصابات «تخنق» مستشفيات الجزائر والكوادر الطبية تستغيث

جانب من الإغلاق للعاصمة الجزائرية أواخر شهر يونيو المنصرم (أ.ف.ب)
جانب من الإغلاق للعاصمة الجزائرية أواخر شهر يونيو المنصرم (أ.ف.ب)

باتت مستشفيات الجزائر تحت ضغط شديد، نتيجة عدم توفر أسرة إضافية للمصابين بفيروس كورونا. وأطلق أطباء بمصحات الجنوب، حيث معدلات الإصابة ترتفع كل يوم، صرخات استغاثة لتوفير وسائل التنفس الصناعي للمئات ممن تدهورت حالاتهم في الأيام الماضية. وتم أمس، الإعلان عن العودة إلى الحجر في ولاية سطيف، أكثر مناطق البلاد تضرراً من الوباء.
«مستشفيات بسكرة تستغيث»، بهذا أطلق أطباء المصحات الحكومية على شبكة التواصل الاجتماعي، صافرة الإنذار، في هذه المنطقة الجنوبية الكبيرة، حيث الكثافة السكانية عالية وحرارة الجو تفوق الـ40. وأكد ممرض بالمستشفى المركزي ببسكرة، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن كل أقسامه تم تخصيصها منذ شهر لمرضى «كورونا»، ولم تعد، حسبه، قادرة على استيعاب مزيد من المصابين وهذا منذ شهر، مشيراً إلى أن المستشفى يتوفر على 120 جهازاً للتنفس فقط، في حين أن أكثر من 200 مصاب يعانون من صعوبات في التنفس، حسبه، وهم بحاجة إلى مساعدة وإلا سيموتون.
وأكد الممرض أن «عشرات المصابين يأتون من البلدات المجاورة، يحملون أعراض الإصابة بالوباء، وفي غالب الأحيان نوجههم إلى الصيدليات لشراء بروتوكول علاج (كلوروكين)، وأن يتناولوه في بيوتهم، وننصحهم بعزلة تامة. هذا كل ما بإمكاننا توفيره في غياب وسائل التشخيص والتحاليل. غير أن الكثير من المرضى لا يلزمون بيوتهم، وقد لاحظنا أنهم يخرجون إلى الأسواق، ويحتكون بالناس، وهذا ما ضاعف من الإصابات في الأيام الأخيرة».
وتوجد مصحات ولاية سطيف بالشرق، ثاني ولاية بعد العاصمة من حيث الكثافة السكانية، في الحالة نفسها. فهي ممتلئة عن آخرها بالمصابين، ووسائل التشخيص بها محدودة، حسب الطبيب عودية فاتح القيادي بـ«النقابة الوطنية لأطباء الصحة العمومية»، الذي قال في اتصال هاتفي: «نشهد انفجاراً في عدد الإصابات، وكان هذا متوقعاً، يعود سببه إلى رفع إجراءات الحظر المنزلي بعد شهر رمضان. وقد ترتب على هذا الانفجار عجز كبير في قدرات كل مستشفيات البلاد، على استقبال المرضى. إنه وضع كارثي... الأطباء الذين يموت زملاؤهم يومياً، يستنجدون، بينما الحكومة تزعم أنها قادرة على مواجهة الأزمة».
وأعلنت وزارة الداخلية، أمس، في بيان، عن فرض حجر منزلي جزئي، لفترة 15 يوماً، في 18 بلدية تابعة لولاية سطيف بعد تطور الوضعية الوبائية لفيروس كورونا في هذه المناطق.
وجاء في البيان أن قرار فرض الحجر «جاء عملاً بأحكام المرسوم التنفيذي رقم 20 - 168 المتضمن تمديد الحجر المنزلي، وتدعيم نظام الوقاية من انتشار فيروس كورونا، لا سيما المادة الثالثة منه، التي تلزم الولاة (ممثلي الحكومة محلياً) عند الضرورة، بإقرار حجر منزلي جزئي أو كلي يستهدف مكاناً أو بلدية أو حياً، أو أكثر، عندما يشهدون بؤراً للعدوى».
وأضافت: «بالنظر لتطور الوضع الوبائي بولاية سطيف، ننهي إلى علم المواطنين بعد موافقة السلطات العمومية المختصة، بإقرار حجر منزلي جزئي على مستوى عدة بلديات من الواحدة زوالاً إلى غاية الخامسة صباحاً، ابتداء من الأربعاء 8 يوليو (تموز) إلى 23 من الشهر نفسه». ويترتب عن هذا الحجر، حسب الوزارة، التوقيف التام لكل الأنشطة التجارية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك توقيف حركة نقل المسافرين والسيارات.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.