بينما كانت تجلس في وسط دارها، شاردة الذهن، وهي تفكر في مصير حفيدها الذي سيولد يتيماً بعد 3 أشهر من الآن بعدما غيّب الموت والده عمرو محمد عبد الله (33 سنة) والذي يعد أصغر أبنائها، خلال شهر رمضان الماضي بسبب «كورونا»، جاءها خبر وفاة ابنها الأكبر أمجد صاحب الـ45 عاماً، بفيروس كورونا أيضاً داخل إحدى المستشفيات الخاصة بمدينة الأقصر وسط صراخ وبكاء المحيطين بها، ولم تلتقط هذه السيدة المكلومة أنفاسها حتى استقبلت خبراً جديداً أشد قسوة وهو وفاة ابنها الثالث أيمن بالمرض ذاته، لتسقط مغشياً عليها من هول الصدمة والفاجعة، وذلك بعد وفاة 3 أبناء من بين 4 خلال شهر واحد وبمرض واحد.
وصدم خبر وفاة الشقيقين خلال وقت واحد عدداً كبيراً من المصريين أول من أمس، خصوصاً بعد نشر الصحف المصرية وبعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاتهما.
ويحكي أحد أفراد عائلة الضحايا الثلاث بقنا -فضل عدم ذكر اسمه- لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل الواقعة المؤلمة قائلاً: «بعد وفاة عمرو أصغر أشقاء أبناء عمي في شهر رمضان الماضي، أُصيب شقيقاه بالفيروس لأنهما كانا مخالطين له خلال مرحلة علاجه، وتم احتجازهما بأحد المستشفيات الخاصة بالأقصر لتلقي العلاج، كل فرد منهما في غرفة بمفرده، حتى تدهورت حالة الضحية الثانية أمجد، والذي خضع لعملية قلب مفتوح منذ فترة قصيرة ووافته المنية، وبعد سماع شقيقه أيمن بالغرفة المجاورة للخبر تدهورت حالته الصحية أيضاً وتم نقله إلى مستشفى آخر للحصول على رعاية طبية مركزة، لكن بعد وصوله بدقائق توفي أيضاً متأثراً بوفاة شقيقة أمجد، وتم نقل جثمانهما إلى القرية في مشهد حزين وموجع صدم أهالي قرية العويضات والقرى المجاورة».
ويعمل الأشقاء الثلاثة الراحلون في شركة واحدة وهي «شركة الصناعات التكاملية للسكر» بقوص (جنوب مصر). ويشار إلى أن أولى حالات «كورونا» التي تم تسجيلها في مصر ظهرت في مدينة الأقصر إثر مخالطة سائحة من جنوب شرقي آسيا.
وعلى النقيض مما يحدث في قوص، وعلى بُعد أكثر من 400 كيلومتر، غمرت السعادة سكان مدينة العدوة بمحافظة المنيا (جنوب القاهرة) بعد الإعلان عن تعافي وخروج أكبر معمرة مصرية مصابة بـ«كورونا» (107 أعوام) من مستشفى مطاي بالمنيا، وفق الصفحة الرسمية لوزارة التنمية المحلية على موقع «فيسبوك»، والتي قالت أول من أمس إن «الحاجة نبوية محمد والتي تم حجزها بالمستشفى يوم 25 يونيو (حزيران) الماضي، تم شفاؤها وخروجها من المستشفى».
في الوقت ذاته تم الإعلان عن تعافي أصغر مصاب بـ«كورونا»، وهو طفل رضيع عمره 22 يوماً. وقال عبد الفتاح حجازي، مدير مستشفى الساحل التعليمي، إن «جدة الرضيع نقلت الفيروس إليه قبل حجزه بالحضانة بعد إيجابية نتيجة المسحة، ووجود معاناة كبيرة في التنفس، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي إلى أن تم التحسن التدريجي وتعافيه وخروجه أمس».
«كورونا»... صانع التراجيديا في البيوت المصرية
«كورونا»... صانع التراجيديا في البيوت المصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة