بدور السدحان: المرأة السعودية ستصنع التاريخ في رياضة الكاراتيه

قالت إن ريما بنت بندر «مصدر إلهام»... والفيصل «قائد ذهبي»

بدور مع زميلاتها في المنتخب السعودي خلال مشاركة خارجية (الشرق الأوسط)  -  بدور السدحان تحتفل بعد إحدى البطولات (الشرق الأوسط)
بدور مع زميلاتها في المنتخب السعودي خلال مشاركة خارجية (الشرق الأوسط) - بدور السدحان تحتفل بعد إحدى البطولات (الشرق الأوسط)
TT

بدور السدحان: المرأة السعودية ستصنع التاريخ في رياضة الكاراتيه

بدور مع زميلاتها في المنتخب السعودي خلال مشاركة خارجية (الشرق الأوسط)  -  بدور السدحان تحتفل بعد إحدى البطولات (الشرق الأوسط)
بدور مع زميلاتها في المنتخب السعودي خلال مشاركة خارجية (الشرق الأوسط) - بدور السدحان تحتفل بعد إحدى البطولات (الشرق الأوسط)

أكدت بدور السدحان، المستشارة الرياضية ومدربة رياضة الكاراتيه والحاصلة على الحزام الأسود، أن المرأة السعودية قادرة على صناعة التاريخ والإنجازات في هذه اللعبة، مشيرة إلى أن الدعم اللافت من قبل وزارة الرياضة واتحاد اللعبة فتح للفتيات السعوديات المجال للمنافسة وتطوير مستوياتهن سعياً لتحقيق الإنجازات الدولية خلال السنوات المقبلة، مشيدة بالدور الذي ما زالت تلعبه الأميرة ريما بنت بندر في سبيل دعم الرياضة النسائية رغم مشاغلها الدبلوماسية منذ تعيينها سفيرة للملكة في الولايات المتحدة الأميركية، وقالت السدحان إن الفرصة سانحة لتحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال ومنها تحقيق ميدالية في الأولمبياد، كما وصفت أسرتها وزوجها بالداعم الأول لها في مسيرتها التي انطلقت منذ عام 2003 كلاعبة ومن ثم كمدربة.
> كيف كانت بدايتك مع لعبة الكاراتيه، ولماذا اخترت هذه اللعبة من بين الألعاب الأخرى؟
- في بداياتي كنت أبحث عن لعبة رياضية تجمع بين المهارة الحركية والذهنية ومارست العديد من الرياضات الممتعة حتى وجدت ضالتي في الكاراتيه كونها تعزز الأخلاق العالية وتهذب النفس وتنمي المهارات والخفة، لذا بدأ شغفي بممارسة اللعبة يكبر، وللأسف كان هناك شح في المصادر التعليمية آنذاك، ولا توجد مراكز تدريبية للفتيات وكنت أحاول أن أقتنص فرص الإجازات الصيفية في الالتحاق بالأندية التي تختص بتدريب الكاراتيه في الخارج. ووجدت صعوبة في البداية حتى تمكنت من تطوير مهاراتي واستعنت بمدربين لصقل موهبتي وإعدادي لاجتياز اختبارات الأحزمة المبتدئة حتى تقدمت لاختبار الحزام الأسود (واحد دان) 2011 في دولة الإمارات وحصلت على الحزام الأسود وكانت فرحتي في ذلك اليوم لا يمكن وصفها.
> ما هي أبرز الإنجازات التي حصلتِ عليها خلال مشوارك في رياضة الكاراتيه كلاعبة ومدربة؟
- كلاعبة كانت أول مشاركة في عام 2003 من خلال بطولة محلية بمدينة جدة بالنادي الأهلي وحققت ولله الحمد ميداليتين ذهبيتين في القتال والكاتا، مما لفت نظر الجميع وعرض علي أحد المدربين التدريب الخاص لرفع مستواي المهاري وتطوير أدائي ووافقت وتدربت وارتفع سقف طموحي للمشاركات الإقليمية والعالمية وراهن مدربي آنذاك على الذهب، وفي 2008م تقدمت بطلب المشاركة في بطولة دولية في الإمارات وحصلت على البرونزية في القتال المفتوح، وكنت أشعر بالفخر والنصر في ذلك اليوم، فرغم قلة خبرتي والاحتكاك فإني هزمت لاعبة إيرانية مصنفة آسيوياً. وبعد سنوات التفت الاتحاد السعودي للكاراتيه ومنحنا فرصة المشاركة وتمثيل الوطن وكونت فريقاً من خمس لاعبات كاتا جماعي وقتال فردي في عدة أوزان وحققت ولله الحمد أول ميدالية برونزية قتال مفتوح في بطولة المرأة العربية المقامة في الشارقة 2018م، كما حقق الفريق ميداليتين برونزيتين وميدالية فضية وكأس البطولة للمركز الثالث، فحصدنا مجموع أربع ميداليات مسجلة باسم المملكة العربية السعودية في أول مشاركة لها متمثلة في نادي (مركز الصالة الحيوية) مما أثار إعجاب المشاركين والمسؤولين الذين أشادوا بتميز المشاركة السعودية في نسختها الأولى في لعبة الكاراتيه وتفاجئهم بمستوى فريق السيدات. أما كمدربة فقد أسست أول مركز تدريبي للسيدات في عام 2004 حيث دربت مختلف الأعمار والمستويات وخرجت ما يفوق الخمسمائة لاعب ولاعبة، وفي عام 2009م توسع المركز وأصبحن ولله الحمد لاعباتي مدربات وبطلات يشاركن في البطولات المحلية والدولية ويمثلن السعودية كفريق (مركز الصالة الحيوية) فخورة بهن وإنجازاتهن التي تبعث السعادة والتفاؤل بمستقبل واعد لبطلات ينتظرن رعاية واهتمام.
> ما هي أبرز الإنجازات التي تحققت خلال مشاركات المنتخب السعودي للسيدات؟
- آخر إنجاز تحقق كان في مطلع عام 2020. فقد كونت فريقاً من اللاعبات للمشاركة في بطولة الشارقة باسم (مركز الصالة الحيوية) وحصدنا 3 ميداليات برونزية في القتال في أوزان مختلفة، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2019 كانت أول بطولة سيدات محلية تقام في جدة والرياض وحققنا فيها بجدارة الصدارة بجمع 100 نقطة، وتوج رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه الدكتور إبراهيم القناص كأس البطولة لنادي مركز الصالة الحيوية لحصوله على المركز الأول في بطولة المملكة للكاراتيه في نسختها الأولى بالرياض في منافسات الكاتا والقتال.
> ما هي فوائد رياضة الكاراتيه بشكل عام بالنسبة للمرأة؟
- فوائدها عديدة على المستوى النفسي والبدني والاجتماعي، فبجانب تقويم الأخلاق والانضباط، فإنها تخلق توازنا نفسيا من سكون وطمأنينة وثقة بالنفس وقوة تحمل وقوة تحكم بالانفعالات السلبية والإيجابية، وعلاوة على ذلك تحصل على جسم سليم متوازن البنية واللياقة والمرونة والسرعة وقوة التركيز والتهديف وقوة العزيمة والإصرار لبلوغ الهدف والتغلب على المعوقات. فهي تجمع كل القوى الداخلية والخارجية لتكوّن لاعبا مميزا متكاملا ومتوازنا صحيا ونفسياً وجسدياً وعقلياً.
> ما تقييمك للمدرسة التدريبية لمنتخب السيدات؟
- ستشهد المملكة من خلال الاتحاد السعودي للكاراتيه بإذن الله منتخباً قوياً للسيدات يجد الدعم والاهتمام، وأنا على ثقة تامة بأن اللاعبات لديهن مقومات النجاح، فدعم واهتمام وزارة الرياضة بهن سيرتقي بمستواهن الفني والمهاري من خلال توفير المنشآت والكفاءة التدريبية وتفعيل فرص المشاركات المحلية والإقليمية والقارية والدولية، ومن خلال المعسكرات الإعدادية والمشاركة في الدورات الدولية في التدريب والتحكيم وغيرها من فرص ستزيد من خبرتهن.
> ماذا يحتاج المنتخب السعودي للسيدات حتى يستطيع المنافسة على المستوى العالمي والآسيوي؟
- يحتاج المنتخب السعودي للسيدات اهتماماً جاداً ومستمراً وخططا استراتيجية طويلة المدى لصنع بطلة أولمبية، حيث أولت الأميرة ريما بنت بندر اهتماما كبيرا بالسيدات في جميع مجالات الرياضة رغم الفترة القصيرة التي تولتها، إذ إنها تركت بصمة جلية في هيئة الرياضة وكانت مصدر قوة وفخر لنا وانطلاقة لكثير من اللاعبات اللاتي كن يتعطشن للمشاركة وتمثيل الوطن في المحافل الرسمية، وكانت وما زالت مصدر إلهام وقوة لكل سعودية. فرغم توليها منصب سفيرة المملكة في أميركا وانشغالها الكبير فإنها حريصة على دعم البطلات السعوديات والاهتمام بهن، فقد تلقينا دعوة منها لحضور حفل رياضي وتمثيل المملكة كبطلات سعوديات في واشنطن عام 2019م، وكانت زيارة مثمرة وملهمة أضافت لنا الكثير. كما أننا نحظى الآن، ولله الحمد والمنة، بحقبة ذهبية من خلال الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة حيث اهتم بتمكين وتفعيل العنصر النسائي على مستوى اللاعبات والمدربات وذوات الخبرة والكفاءات السعوديات في مجالات الرياضات المختلفة، وذلك بتفعيل دورهن في تأسيس اللجان المختصة في إعداد خطط واستراتيجيات الرياضات المنافسة المختلفة لإعداد وتجهيز المنشآت والصالات والمراكز وتوفير المدربات المحترفات وإعداد اللاعبات مهارياً وبدنياً ونفسياً وتفعيل العضويات في الاتحادات المختلفة للرفع من مستوى كل الاتحادات الرياضية وخلق روح المنافسة الشريفة بينها لرفع همم الاتحادات الرياضية وتطوير مستواهن. فوجود القيادة الفعالة والإشراف والمتابعة ومعايير ومواصفات التطوير ورفع مستوى الجودة سيحقق الهدف ويرفع رصيد الإنجازات الدولية والأولمبية لتمثيل المملكة في مختلف المحافل الرسمية خير تمثيل.
> هل بالإمكان الحصول على ميدالية أولمبية لمنتخب السيدات مستقبلاً؟
- بالتأكيد اللاعبة السعودية قادرة على حصد الذهب في مختلف الرياضات لطالما حظيت بالدعم والاهتمام التخطيط السليم، وفُعّلت لها الخطط والاستراتيجيات للوصول للاحترافية. فوزارة الرياضة واللجنة الأولمبية السعودية تبذل جهدا كبيرا في سبيل الارتقاء برياضة الوطن وتحقيق رؤية 2030 بإذن الله، فالإمكانيات وفيرة والكفاءات موجودة ويبق الركن الثالث لمثلث النجاح وهو أساس دور وزارة الرياضة (آلية تفعيلها) والذي سيجعلنا في الصدارة بإذن الله.
> من هو الداعم الأول في مشوارك الرياضي؟
- الداعم الأول عائلتي وزوجي فقد كانوا وما زالوا مصدر قوة وتفاؤل وتشجيع لي في مسيرتي الرياضية. أما الداعم الفعّال وراء كل نجاح هو الأميرة ريما بنت بندر التي دائماً أتلقى منها الاهتمام والدعم والتشجيع. أما الداعم الدائم هو الدكتور إبراهيم القناص رئيس اتحاد الكاراتيه كان داعماً لي ولجميع اللاعبات بالنصيحة والخبرة. وأنا على ثقة كبيرة بأن رياضة الكاراتيه للسيدات سيكون لها نقلة نوعية وإنجازات عالمية، فمملكتنا تزخر بالخامات والقدرات الواعدة وبالكفاءات ونحظى بدعم الشباب وملهمهم وصانع الأبطال الكابتن علي الزهراني، فهو مدرب قدير ولامع في تاريخ الكاراتيه السعودي وإنجازاته. حفظهم الله جميعاً وبارك في خطاهم.
> هل تؤيدين نشر اللعبة في المدارس وبإشراف مباشر من اتحاد اللعبة؟
- بكل تأكيد فهي ترفع من مستوى تحصيل الطالبة العلمي، وترفع مستوى الإبداع والدقة والتركيز، وعلاوة على ذلك تهذب الطالبة وتعلمها الانضباط وتحقيق الهدف بالإصرار والمثابرة، كلها مهارات تكتسبها اللاعبة من خلال ممارستها للعبة الكاراتيه.
> ما هو طموحك المستقبلي في رياضة الكاراتيه؟
- طموحي ليس شخصياً بل طموحي لوطني بأن يكون في صدارة الرياضات المختلفة، ونرى علمنا يرفرف في كل الميادين ونشيدنا يعلو في المحافل الرسمية، كما أتمنى أن يكون لي دور فعال في وزارة الرياضة، وترك بصمة في مشواري الرياضي في تحقيق الإنجازات المستقبلية بإذن الله.


مقالات ذات صلة

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

الخليج التويجري أكدت مضي السعودية قدماً في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان (واس)

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

عدّت الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، تمكين المرأة تمكين للمجتمع كونه حقاً من حقوق الإنسان، مبيّنة أن الإصلاحات التشريعية جاءت ممكّنة لها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة سعودية المقاتِلة السعوية خلال احتفالها بالتأهل (الشرق الأوسط)

السعودية «سمية» إلى نهائي بطولة العالم للكيك بوكسينغ

تأهلت اللاعبة السعودية سمية منشي إلى الدور النهائي من بطولة العالم للكيك بوكسينغ، والمُقامة حالياً في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

غيّب الموت، أمس، رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي أطلق عليها البعض اسم «موناليزا الحجاز».

عبير مشخص (جدة)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».